نظمت السفارة الإندونيسية بالقاهرة، اليوم الإثنين، حفلًا لتكريم الخريجين والطلاب المتفوقين من طلاب إندونيسيا الدارسين بالأزهر الشريف، وذلك بحضو الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور لطفي رؤف، سفير دولة إندونيسيا بالقاهرة، والدكتور محمد الشربينى، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، ولفيف من أساتذة وعلماء الأزهر وقياداته والطلاب الإندونيسيين، وذلك بمركز مؤتمرات الأزهر.
في بداية كلمته بالاحتفالية، أعرب الدكتور محمد الضويني، عن سعادته بمشاركة أبنائه الطلاب من دولة إندونيسيا فرحتهم بمناسبة تخرجهم من جامعة الأزهر، ناقلًا تحيات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته لأبنائه الإندونيسيين الذين صاروا جزءًا لا يتجزأ من مصر بتعلمهم في الأزهر الشريف، بالتوفيق والسداد.
وقال الدكتور الضويني، إن العلاقة بين الأزهر وإندونيسيا علاقة قديمة متجددة، تعود إلى عدة قرون، بدأت بقدوم الإندونيسيين منذ أكثر من قرن ونصف إلى مصر لينهلوا من علوم الأزهر وشيوخه الأجلاء، موضحًا أن الأزهر عنى بأبناء إندونيسيا الراغبين في العلم فخصص لهم أحد أروقته، ونسبه إلى «جاوة» أكبر جزر إندونيسيا، وما زال هذا الرواق موجودًا حتى اليوم في حرم الجامع الأزهر تحت اسم «الرواق الجاوي»؛ ليشهد بعمق العلاقة العلمية التي ترجمت في رواق معاصر أنشئ قبل أربع سنوات تقريبا تحت اسم «رواق إندونيسيا» أسسه الأزاهرة من أبناء إندونيسيا.
وأشار وكيل الأزهر، إلى أن أبناء إندونيسيا كانوا حريصين على التزود من علوم الدين في رحاب أروقة الأزهر، حتى تشربوا المنهج الأزهري علما وخلقا قرنا بعد قرن، وتخرج في أروقته وكلياته العديد من رجالات إندونيسيا البارزين، الذين رجعوا إلى بلادهم سفراء لرسالة الإسلام، وتقلدوا أعلى المناصب الدينية والسياسية في بلادهم، ومن أبرز رموز النهضة الإندونيسية الذين نهلوا من علوم الأزهر: عبد الرحمن وحيد، رئيس إندونيسيا السابق، ومحمد رشيدي، وزير الشئون الدينية، وهارون ناسونيون، رئيس جامعة شريف هداية الله الإسلامية في جاكرتا، وقريش شهاب، وزير الشئون الدينية وسفير إندونيسيا في مصر، ، وعلوي شهاب، وزير الخارجية، وغيرهم.
وأكد "الضويني"، أن البصمة الأزهرية لم تقف عند حد نقل الناس إلى بطون كتب التراث؛ وإنما نقل الأزهر أنوار العلم إلى حياة الناس، في وسطية كاشفة للتحريف والتشويه المتعمد من جماعات الظلام الفكري، مشيرًا إلى زيارات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، التي هدفت إلى نشر الوسطية والسلم والتعايش، ومناقشة أهم التحديات التي تواجه العالم الإسلامي.
وبين الدكتور الضويني، أن الأزهر هو المؤسسة التعليمية والدينية التي تحمل نموذج الإسلام المعتدل الذي يقبل على الحياة بالإعمار وعلى الشعوب بالأمل، وأن الأزهر قدم نموذجا متفردا كمؤسسة تعليمية متخصصة في العلوم الدينية، لم تتوقف داخل حدود التعليم الديني فحسب؛ وإنما امتدت لتشمل الفهم العام للدين من حيث كونه رسالة إنسانية شاملة تتفاعل مع الحياة في كل مجالاتها إعمارا وإصلاحا، موضحا أن الأزهر طوال تاريخه الممتد منذ نشأته -وإلى الآن- يقوم بدور بارز في دعم التواصل بين الشعوب من خلال الطلاب الوافدين إلى رحابه، ومن خلال البعثات التي تجوب كثيرا من بلاد العالم، ومن خلال المعاهد الخارجية الموجودة في بعض البلاد -وخاصة إندونيسيا، والتي تؤكد أن الأزهر يمتلك رصيدا تاريخيا كبيرا من محبة الشعب الإندونيسي.
من جانبه أعرب الدكتور لطفي رؤف، سفير دولة إندونيسيا بالقاهرة، عن خالص شكره وتقديره للأزهر الشريف ولإمامه الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، لاهتمامه بالطلاب الإندونيسيين، ورعايته الخاصة، بما يؤكد على عمق العلاقة التاريخية التي تربط بين البلدين، مؤكدا أن الأزهر هو منارة العلم التي تضيئ الكون كله بعلومه وفكره المستنير، الذي ينشر وسطية الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السمحة في المجتمعات.