قال الدكتور محمد يوسف عويان مدير منطقة سقارة الأثرية، إن أعمال البعثة المصرية في المنطقة بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي، وتم الكشف عن جبانة ضخمة من عصر الدولة الحديثة، لافتًا إلى أنه جرى الكشف مؤخرا عن مقبرة "بتاح-م-ويا" والذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني، وكان يشغل مناصب أخرى من ضمنها الكاتب الملكي والمشرف على تربية العجول المقدسة التي كان يقدمها كقرابين في معبد الملك رمسيس الثاني في منطقة طيبة.
وأضاف عويان خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المُذاع على القناة الأولى، والفضائية المصرية، اليوم الاثنين:«أهم ما يميز هذه المقابر أنها على طراز المعبد، ومدخلها يكون عبارة عن صرح ثم يليه فناء مفتوح يحتوي على صالة أعمدة ثم بئر يصل بحجرة الدفن، وفي نهاية المقبرة يكون هناك 3 حجرات، وتحتوي الحجرة الوسطى على اللوحة الجنائزية الرئيسية، وتكون هذه الحجرة في نفس محور مدخل المقبرة».
وتابع مدير منطقة سقارة الأثرية، أنه تم الكشف في المقبرة عن مجموعة من المناظر التي تمثل الحياة اليومية في مصر القديمة مثل القرابين والذبح ومظاهر متنوعة أخرى، موضحًا أن أهمية المقبرة ترجع إلى المناصب التي تقلدها صاحبها وتخطيطها المعماري، كما أن مجموعة كبيرة من الموظفين في عصر الدولة الحديثة مدفونون في هذه الجبانة: «لدينا أكثر من 20 مقبرة في نفس المكان لفترة تاريخية واحدة وهو ما يعبر عن مكانة هؤلاء الموظفين وقادة الجيش، حيث كانت منف عاصمة إدارية سياسية ومركزا لبداية وانطلاق الفتوحات العسكرية من مصر إلى سوريا وبلاد الشام».