تأبى الأحزان أن تفارقنا.. نصحو كل صباح على خبر صادم يزيد من أوجاع الحياة.. رحيل القائد والمُعلم والمفكر اليسارى الأستاذ عبدالغفار شكر، خسارة كبيرة للوطن ولكل المشتغلين بالسياسة.
لا ننسى دوره في تنظيم وعي أعضاء حزب التجمع من خلال دورات التثقيف التى كان يعدها بمنتهى الإتقان، وتتضمن كتيبات مطبوعة ومناقشات مفتوحة وحوارات جادة بين الجميع.. ولا أنسى شخصيًا أننى تعلمت منه كيفية صياغة بيان صحفى صادر عن الحزب أو تقرير حزبى يناقش قضية معينة.. كان دائمًا يبحث عن «المشترك» من بين نقاط خلافية كثيرة، فينجح في لم شمل الجميع وموافقتهم على ما توصل إليه من صياغة ترضى جميع الأطراف.
كان عبدالغفار شكر على رأس أسطوات التثقيف في اليسار المصرى، منذ التحق ضمن المحاضرين في معهد الدراسات الاشتراكية، فترة الزعيم عبدالناصر.. وكان من مؤسسى حزب التجمع، وأشرف على تأسيس اتحاد الشباب التقدمى «الجناح الشبابى للحزب»، والذى كان يمثل بوتقة لتأهيل شباب الحزب لتولى القيادة، حتى أن العديد من قيادات الحزب حاليًا بدءوا نشاطهم الحزبى من خلال اتحاد الشباب.
عندما تولى أمانة التثقيف في حزب التجمع، كان كعادته لا يعرف إلا الجدية في العمل، ونظم العديد من الدورات لأعضاء الحزب في كل المحافظات، وكان لى شرف الاشتراك في دورتين من تلك الدورات.
ظل عضوًا بالمكتب السياسى للحزب إلى أن اختلف مع بعض توجهاته عقب يناير ٢٠١١، فاستقال وشارك في تأسيس حزب التحالف الشعبى وكان أول رئيس له.
مسيرة طويلة لا ينكرها إلا جاحد، ومهما كان الخلاف السياسى معه في بعض النقاط، فيظل للأستاذ عبدالغفار دوره الذى لا يمكن إنكاره خلال سنوات طويلة تعرض أثناءها حزب التجمع لأحداث عاصفة وكان هو ثابتًا ضمن قيادات الحزب يزرع فينا الثقة والأمان رغم كل التحديات، وخاصةً في فترة حكم السادات.
قمة من قمم مصر العظيمة ترحل ولكن ذكراه تبقى للأبد.
أعزى نفسى، وخالص عزائى للوطن ولكل تلاميذه ورفاقه وعارفى فضله، في أرجاء الوطن العربى عامةً وفى حزبى التجمع والتحالف الشعبى.
وعزائى للأستاذ طلال شكر والدكتورة عائشة شكر وزوجها الصديق الدكتور أحمد عز العرب، وخالص العزاء لابنتنا العزيزة أمنية طلال شكر التى أعلنت خبر وفاة (أبوها التانى) عبر صفحتها على «فيسبوك».
ليكن مثواه الجنة ونعيمها ولروح الإنسان المحترم السكينة والرحمة.
آراء حرة
وداعًا عبدالغفار شكر
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق