أكد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن إمارة دبي لديها خطة طموحة للثلاثين عاما لتحقيق صفرية الانبعاثات الكربونية والوصول إلى نسبة 100% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها الطاير، ضمن فعاليات "اليوم العالمي للمدن" الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمجلس التنفيذي لإمارة دبي، ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث تحت شعار "مدينة أفضل لحياة أفضل" في إكسبو 2020 دبي، وذلك ضمن فعاليات أسبوع التنمية الحضرية والريفية الذي يجمع عدد من القادة والخبراء والمتخصصين لمناقشة التحديات التي تواجه المدن والمجتمعات في العصر الراهن، واستكشاف أهمية تغيير أساليب التنقل والبناء والاستهلاك للتمكن من العيش في الموائل التي ستحتضننا في المستقبل.
وتناول "اليوم العالمي للمدن" عدة مواضيع منها التكيف مع التغير المناخي وتعزيز منعة المدن وخاصة بعد التعافي من أزمة كوفيد-19، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين ورؤساء المنظمات والخبراء والعلماء على المستويين المحلي والدولي.
وقال الطاير، في كلمته: في ظل القيادة الرشيدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نسعى جاهدين لتحويل التحديات إلى فرص واعدة، وخلال معرض إكسبو 2020 دبي تم الإعلان عن المبادرة الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي في دولة الإمارات العربية المتحدة بحلول 2050، في خطوة نوعية تجعل الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تطلق هذه المبادرة الاستراتيجية، من خلال تكثيف الجهود على المستوى الوطني وتعزيز المنظومة الحيوية للدولة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام مع تأثير إيجابي مباشر على الناتج المحلي الإجمالي.
وتنفيذاً لرؤية وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتعزيز تحويل إمارة دبي إلى اقتصاد محايد للكربون بحلول عام 2050، وانسجاماً مع التزام إمارة دبي الراسخ بالاستدامة وتعزيزًا لدورها الاستباقي في صياغة المستقبل ودعمها الحثيث لقضايا الطاقة وتغير المناخ، اعتمد المجلس الأعلى للطاقة في دبي برئاسة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، دراسة معمقة أجراها مجلس دبي لمستقبل الطاقة حول كيفية تحقيق إمارة دبي للحياد الكربوني (صفرية الانبعاثات الكربونية) بحلول عام 2050 عبر استراتيجية واضحة وخارطة طريق لتحويل دبي إلى مركز للتميز في التقنيات الجديدة اللازمة والضرورية لتحقيق صفرية الانبعاثات الكربونية والوصول إلى نسبة 100% من الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، ولدى دبي خطة طموحة للثلاثين عاماً المقبلة، وقد تم وضع برامج وآليات للمرحلة المقبلة تشمل قطاع الطاقة والمياه، وقطاع النقل، والصناعة، والمباني، والنفايات، كما تتضمن الخطة الممكنات والنظم والبحوث والتطوير.
وأضاف الطاير: لطالما آمنت دولة الإمارات في شق طريقها الخاص نحو النجاح، وتهدف مبادرة "مشاريع الخمسين" التي أطلقتها قيادتنا الرشيدة إلى تنويع وتعزيز اقتصاد الدولة، وقد أشاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بدور القطاعين الحكومي والخاص لاستجابتهما القوية للتحديات الكبيرة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، حيث أثبتت دولة الإمارات قدرتها على أن تكون نموذجاً عالمياً يحتذى به في التعامل مع الأزمات والتغلب على الصعوبات، ونجحت في تحقيق إنجازات كبيرة بكل مرونة وكفاءة، حيث قدمت أفضل نموذج للممارسات التي ستحدث تغييرات إيجابية أساسية لكوكب الأرض، وعلى الرغم من الجائحة واصلنا استمرارية الأعمال من خلال تنفيذ مشاريعنا ومبادراتنا المستدامة وكذلك التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على بيئة نظيفة وصحية وآمنة ومستدامة.
وتابع: تعاني المدن في جميع أنحاء العالم بشكل متزايد من آثار التحديات والمخاطر المرتبطة بتغير المناخ وغيرها مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر والانهيارات الأرضية والعواصف، وغيرها. ولدينا في دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجيات وخطط واضحة للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي والتعامل مع آثارها المحتملة على مختلف القطاعات، ويعد تعزيز اقتصاد مرن لمواجهة تغير المناخ شرطًا أساسيًا لدولة الإمارات ودبي لتحقيق التغيير، وتعمل حكومة دبي بشكل وثيق مع مختلف القطاعات للتصدي لمخاطر وآثار تغير المناخ، ولديها خطط للتخفيف والتكيف على مستوى الإمارة تشمل خطة دبي للتكيف مع التغير المناخي وتنسجم استراتيجياتنا مع هذه الخطة من خلال خطة المرونة للتغير المناخي التي تهدف إلى تقييم وتوقع حساسية التغير المناخي بشكل واقعي، وتحديد تدابير التخفيف القائمة والضوابط الوقائية، وإجراءات المرونة المستقبلية لمعالجة التأثيرات المختلفة لعوامل التغير المناخي.
وأطلقت دولة الامارات مشاريع رائدة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة تشمل مختلف مصادر وتقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة المتاحة بما في ذلك الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتقنية الطاقة المائية المخزنة باستخدام الطاقة النظيفة، بالإضافة إلى توليد الكهرباء من خلال الاستفادة من طاقة الرياح، والطاقة النووية السلمية.
وأشار الطاير إلى أنه في عام 2019، أكدت إمارة دبي مرة أخرى التزاماتها وجهودها لضمان استدامة المدينة حيث حققت هيئة كهرباء ومياه دبي سبقاً عالمياً تمثل بحصول دبي على التصنيف البلاتيني العالمي الخاص بالمدن الريادة في الطاقة والتصميم البيئي (LEED)، بحسب تصنيف المدن العالمية من مجلس المباني الخضراء في الولايات المتحدة الامريكية، لتكون بذلك أول مدينة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا تحصل على هذه الشهادة المرموقة.
وفي شهر سبتمبر الماضي، حصدت دبي جائزة "المدينة النموذجية في مجال المرونة والذكاء والاستدامة" المقدمة من مكتب الأمم المتحدة للحد من المخاطر والكوارث، وهي الجائزة التي تُمنح لأفضل المدن العالمية في كفاءة الإجراءات التي تعزز من المرونة والحد من المخاطر، حيث تم تصنيف دبي كأول مركز للمرونة على مستوى العالم.
وانضمت مدينة دبي إلى عضوية شبكة المدن الأربعين القيادية في مجال الحد من ظاهرة تغير المناخ "C40" العالمية، لتصبح ضمن مجموعة النخبة لمدن العالم الحاصلة على هذه العضوية، وذلك تقديراً لمكانتها ودورها المتقدم والمؤثر تجاه حماية البيئة، كما حققت الإمارة خفضاً كبيراً في الانبعاثات الكربونية، وانخفض صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في إمارة دبي بنسبة 22% في عام 2019، أي قبل عامين من الموعد المستهدف في استراتيجية دبي للحد من الانبعاثات الكربونية 2021 لتخفيض الانبعاثات بنسبة 16% بحلول عام 2021، وحققت استراتيجية دبي لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2030 التي تضم 11 برنامجاً، نتائج مهمة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2020، حيث انخفض استهلاك الفرد السنوي للكهرباء 23% وفي استهلاك المياه 21 %، وذلك في عام 2020 مقارنة بعام 2010، حيث تم تخفيض 25 تيراوات ساعة من الكهرباء و40 مليار جالون من المياه المحلاة، وبما يعادل خفض 11.5 مليون طن متري من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفترة ذاتها.
وأوضح، أن دبي تستكمل مراحل مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، والذي ستبلغ قدرته الإنتاجية 5000 ميجاوات بحلول عام 2030.
ودشنت الإمارة مشروع "الهيدروجين الأخضر" في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية في دبي، الذي يعد المشروع التجريبي الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وأحد أهم المصادر الواعدة للطاقة ومن بين المصادر الصديقة للبيئة، التي تشكل أحد ركائز مستقبل مستدام يعتمد على تسريع الانتقال إلى الحياد الكربوني، كما نحن بصدد تطوير استراتيجية طموحة لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتعزيز استخداماته في كافة التطبيقات المناسبة في المدى القريب والمتوسط والبعيد ولغاية عام 2050.
وتعد دبي من المدن القليلة في العالم التي اعتمدت نهجاً فريداً للتطور إلى مدينة ذكية مستدامة تسعى دوماً لتحسين جودة الحياة، حيث نهدف إلى بناء مدينة تلعب فيها التكنولوجيا المتقدمة دوراً رئيسياً في توفير نوعية حياة أفضل للجميع من خلال الخدمات الذكية، ونسعى لتحقيق أهداف خطة دبي الحضرية 2040، التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله في مارس 2021، والتي ترسم خارطة طريق متكاملة للتنمية الحضرية المستدامة لجعل دبي المدينة الأفضل للحياة على مستوى العالم.
وفي هذا السياق كانت إمارة دبي سباقة في إيجاد منصات تشاركية لعرض أفضل التجارب العالمية في مجال الاقتصاد الأخضر والتقنيات، وعرض أفضل الفرص الاستثمارية والتجاية أفضل الفرص الاستثمارية والتجارية، حيث نظمت هيئة كهرباء ومياه دبي، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر فعاليات الدورة السابعة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والتي أقيمت برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تحت شعار "حشد الجهود لمستقبل مستدام"، وذلك في بداية معرض إكسبو 2020 دبي.
وأضاف: تعد هيئة كهرباء ومياه دبي أول مؤسسة حكومية تعتمد الاستدامة ضمن خطتها الاستراتيجية لتمكنها من تحقيق أهداف الاستدامة على المدى الطويل وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، كما نعتمد التحول الرقمي والشبكات الذكية والتقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة. وتتضمن جهودنا لدعم قطاع الشباب استضافة الدورتين الأولى والثانية لمسابقة ديكاثلون الطاقة الشمسية الشرق الأوسط، التي تنظم للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
وتنظم دورة هذا العام من المسابقة بالتزامن مع إكسبو 2020 دبي، تحت رعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، في إطار الشراكة بين هيئة كهرباء ومياه دبي والمجلس الأعلى للطاقة في دبي مع وزارة الطاقة الأمريكية، لتسليط الضوء على مكانة دبي كمدينة المستقبل التي تتبنى حلولاً مستدامة وتوفر فرصًا للشباب من جميع أنحاء العالم للإبداع والابتكار، ومن بين مبادراتنا الأخرى مجلس هيئة كهرباء ومياه دبي للشباب، والذي تم تشكيله استجابة لتوجيهات القيادة الرشيدة لتشجيع مشاركة الشباب المواطن من جميع إمارات الدولة.
وتعد المبادرة العالمية لشباب الإمارات "برنامج الإمارات للمندوبين الشباب لدى الأمم المتحدة"، ومجلس هيئة كهرباء ومياه دبي للشباب من المنتديات التي تدعم مشاركة الجيل القادم في مسيرة التنمية المستدامة لدولة الإمارات، ونحن نؤمن أن شبابنا هم ثروة الوطن، ونريد أن نضمن أن يكون لديهم القدرات والكفاءات العالية التي تمكنهم من تولي زمام القيادة على نفس مستوى نظرائهم العالميين للمساهمة في تحقيق الدولة لأهدافها الطموحة، كما أُبرزت في مئوية الإمارات 2071 والاستراتيجية الوطنية للشباب.
واختتم الطاير بالقول: "أتقدم بالشكر لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والمجلس التنفيذي لإمارة دبي ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث وإنني على ثقة أن هذا المؤتمر سيسهم في تسليط الضوء على المبادرات الطموحة والحلول المتنوعة، وأفضل الممارسات للتعافي الحضري والأخضر والمرن من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومختلف أنحاء العالم".