اهتم كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم الصادرة صباح اليوم الأحد بعدد من الموضوعات.
فمن جانبه تساءل الكاتب عبدالمحسن سلامة رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام في مقاله المنشور تحت عنوان "من مبادرة «تطوير القرى» إلى «إلغاء الطوارئ» عما إذا كانت هناك علاقة بين إطلاق مبادرة «تطوير القرى المصرية» ــ التى يسكنها أكثر من نصف سكان مصر، والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يوليو الماضى باستاد القاهرة ــ و«إلغاء حالة الطوارئ» يوم الأربعاء الماضى، بعد 4سنوات من فرضها، إثر هجومين داميين استهدفا كنيستين قبطيتين فى طنطا، والإسكندرية.
وقال إن العلاقة قد تبدو بعيدة، لأن مبادرة «تطوير القرى» مبادرة اقتصادية، اجتماعية، تنموية، فى حين أن «حالة الطوارئ» تستهدف الأوضاع الأمنية، واستقرار الدولة. إلا أن الحقيقة أن هناك علاقة مؤكدة بين الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والأوضاع الأمنية، ومدى استقرار الدولة، وقوتها، وتماسكها.
وأكد الكاتب أنه لولا قوة الدولة، واستقرارها، ونجاحها فى مواجهة «قوى الشر» ــ التى كانت تستهدف زعزعة استقرار الدولة، وهدم كياناتها ــ لما استطاعت الدولة أن تتحرك إلى الأمام، وتعيد بناء اقتصادها، وتخطو تلك الخطوات الهائلة، التى حدثت خلال السنوات الست الماضية.. مشيرا إلى أن نجاح الدولة فى مواجهة الإرهاب، وقطع دابره، كان الخطوة الأساسية لكل النجاحات التى جاءت، بعد ذلك، فى المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والتنموية.
وقال الكاتب إن الرئيس عبدالفتاح السيسى قاد مرحلة «إصلاح اقتصادى» شاق، بدأت بتحرير سعر الصرف، ومنه إلى إطلاق العديد من المشروعات القومية، العملاقة، فى كل المجالات الاقتصادية، والتنموية.. ونجحت الدولة فى مواجهة التحدى الاقتصادى، رغم جائحة «كورونا»، التى كان لها تأثير مدمر على اقتصادات دول العالم المختلفة، ولم ينج منها أى اقتصاد عالمى، سواء كان هذا الاقتصاد قويا،أو ضعيفا، وسجلت اقتصادات معظم دول العالم نموا بالسالب.
وأشار الكاتب إلى أن مؤسسة «إستاندرد آند بورز» أشادت فى تقريرها، الأسبوع الماضى، بقوة، ومرونة السياسات الاقتصادية، التى وضعتها الحكومة المصرية للتعامل مع جائحة «كورونا»، والتى صاحبها استكمال تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية، والمالية، والهيكلية، مما ساعد على ارتفاع رصيد الاحتياطى من النقد الأجنبى، وتوفير قاعدة تمويل محلية قوية، على نحو أدى إلى توسيع قاعدة الإيرادات، وتحسين القدرة التنافسية للصادرات.
ورأى أن هذه المسارات الاقتصادية، والأمنية، الناجحة،أسهمت بقوة فى قيام الرئيس عبدالفتاح السيسى بإصدار قراره التاريخى الأسبوع الماضى، وتحديدا يوم الأربعاء، بعد انتهاء حفل تخريج دفعة جديدة من الكليات العسكرية، «إنهاء حالة الطوارئ»، التى ظلت مفروضة طوال السنوات الأربع الماضية.
وأكد الكاتب أن «إلغاء الطوارئ» يسهم فى تحقيق التنمية السياسية، ويرسخ مفاهيم العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، بعيدا عن الإجراءات الاستثنائية، التى تفرضها حالة الطوارئ.
ولفت الكاتب إلى أن «إلغاء حالة الطوارئ» جاء ضمن احتفالات مصر بالذكرى الــ «٤٨» لنصر أكتوبر العظيم، فى إطار مرحلة «العبور الثانى» للدولة المصرية إلى «الجمهورية الجديدة»، التى يتحقق فيها حلم إقامة الدولة المدنية، العصرية، الحديثة، التى تليق بمصر، وشعبها، وقيادتها.
بينما قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة الأخبار تحت عنوان "قمة العشرين والمشاعر الإنسانية" انه ليس معروفا ولا معلنا حتى الآن ما إذا كان الأمل فى وجود فائض من المشاعر الإنسانية الراقية، لدى قادة وزعماء الدول الكبرى المجتمع فى قمة العشرين، التى انطلقت أعمالها بالأمس فى العاصمة الايطالية روما،...، هو السبب الذى دفع بمائة «100» من الزعماء ورؤساء الحكومات السابقين فى دول متنوعة من العالم، لدعوة القادة المجتمعين بالقمة، لتقديم الفائض لدى دولهم من اللقاحات الخاصة «بكورونا» إلى الدول الفقيرة ومنخفضة الدخل التى لم تستطع الحصول على القدر الكافى من اللقاحات، أم أن هناك سببا آخر وراء ذلك.
وأضاف أنه وفى كل الأحوال وإذا ما صحت الأخبار الواردة عبر وكالات الأنباء فى هذا الخصوص فنحن أمام محاولة إنسانية راقية بكل المقاييس.
وذكرت الأنباء أن مجموعة تضم مائة من زعامات ومسئولى دول العالم السابقين، ناشدت فى خطاب موجه إلى رئيس الوزراء الإيطالى، السعى لدى قادة القمة المجتمعة فى بلاده، لوقف ظاهرة التوزيع غير العادل للقاحات بين دول وشعوب العالم.. وذلك فى ظل ما جرى بالفعل خلال الشهور الماضية، من استحواذ الدول الغنية على النسبة العظمى من اللقاحات لنفسها ولصالح مواطنيها، وتجاهل حاجات الدول والشعوب الفقيرة للقاح، وتركها لتقع فريسة للوباء.
وأعلنت مجموعة المائة الموقعين على الخطاب الموجه للقمة، أن أمريكا والاتحاد الأوروبى وبريطانيا وكندا، سيقومون بتخزين «٢٤٠ مليون جرعة لقاح» من الفائض لديهم فى نهاية هذا الشهر،...، وطالبوا هذه الدول بنقل هذه الكمية من اللقاحات إلى الدول المحتاجة بدلا من تخزينها.
وأثار الكاتب بركات تساؤلا بشأن ذلك، وقال هل ستستجيب قمة العشرين أم لا ؟، معربا عن أمله أن يحدث ذلك.
فيما قال الكاتب عبد الرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة الجمهورية في مقاله الصادر صباح اليوم الأحد تحت عنوان "عودة الكتاتيب" إن مداخلة الرئيس عبدالفتاح السيسى لبرنامج «يحدث فى مصر» على قناة «إم.بي.سى مصر» .. حملت العديد من الرسائل الإنسانية.. وأيضًا ما يحلم ويتمناه الرئيس للأجيال الجديدة من المصريين من تربية صحيحة على أسس ونهج قويم، يخلق مواطنًا صالحًا ومبدعًا.
وأشار الكاتب إلى أن كلام الرئيس للطفل المعجزة أحمد تامر، الذى يحفظ القرآن تجويدًا وتلاوة صحيحة بعث بالعديد من الرسائل المهمة للغاية التى نحتاجها فى حياتنا المعاصرة للقضاء على التطرف والتشدد والغلو وبالتالى الإرهاب وترسيخ الاعتدال والوسطية والتسامح.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس يرى أن الحفظ هو أمر مهم، لكنه يرى أن الحفظ وحده ليس كافيًا، ولابد أن يكون مقترنًا بالفهم.. والفهم الصحيح لمواجهة التحريف ولَيّ المعانى والنصوص وإبعادها عن معانيها الصحيحة.. معربا عن اعتقاده أن هذه النقطة من أهم النقاط التى نحتاجها فى حياتنا، فلو كان هناك فهم صحيح للدين ما رأينا كل هذه الكوارث والتداعيات الخطيرة للفهم المغلوط.. والذى انحرف بجوهر الدين إلى كارثة.. فنحن فى أمس الحاجة إلى فهم ديننا بشكل صحيح وإدراك ووعى مقاصده، لنغير حياتنا إلى الأفضل ونحقق التقدم الناتج عن البناء والعمران وحسن الخلق والعمل والتسامح والاعتدال والوسطية.
وتساءل الكاتب لماذا لا يكون داخل مراكز الشباب التى تضم قصر ثقافة، يكون أيضًا مركز لحفظ وفهم القرآن الكريم لتعليم الأبناء الصغار، ونعيد فكرة «الكتاتيب» ولكن بروح عصرية وتطوير يواكب العصر الذى نعيشه.. مركز تحفيظ وفهم القرآن الكريم فى قرى الريف المصرى بعد تنميته وتطويره، ليكون تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية، مع الرقابة المتواصلة والمستمرة عليها.. وتنظيم مسابقة سنوية على مستوى القرى المصرية لحفظة القرآن الكريم، وفهم نصوصه، بجوائز ومبالغ قيمة، ومن هنا نضمن تخريج أجيالٍ جديدة أكثر وعيًا وفهمًا لصحيح الدين، تقدم لنا مواطنًا صالحًا يصعب اختطاف عقله أو تزييف وعيه أو حشو عقله بأفكار التشدد والتطرف والغلو لأنه حفظ وفهم صحيح دينه وأدرك مقاصده وأى شيء يتعارض مع هذا الفهم الصحيح الذى تربى عليه وتعلمه منذ الصغر، لن يتقبله عقل هذا المواطن.
ورأى أن إحياء فكرة «الكتاتيب» بشكل متطور وعصرى إلى جانب مراكز الشباب وقصور الثقافة، يخلق مواطنًا متكاملًا واعيًا وفاهمًا ومدركًا لصحيح الدين والفكر والعقل، فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، ولن ينسى هذا الطفل ما تعلمه عند الشباب والكبر، وهنا نضمن تحصين العقول بالفكر الصائب والصحيح الذى يتوافق ويتفق مع جوهر وصحيح الدين.
وأكد أن عودة «الكتاتيب» فى شكل مراكز لتحفيظ وفهم القرآن الكريم، سوف توفر لنا خلق أجيال أكثر وعيًا بأمور الدين وصحيح النصوص وضمان عدم التحريف والاختطاف العقلى والفكري، وعدم الاتجاه إلى الأفكار الضالة والمتطرفة والمتشددة، ومن هنا نستأصل شأفة الإرهاب.. بالإضافة إلى حفظ القرآن وفهمه هو بناء للضمائر الحية التى تحول بين الفرد وجرائم الانحراف.. ويتصدى بشكل عملى لمحاولات التزييف الممنهجة، وأيضًا يقضى على السلبية واللامبالاة، ويقلص فرص الفساد.
واقترح الكاتب إشراف المؤسسات الدينية الرسمية على هذه المراكز وإدارتها بأئمة ومشايخ على درجة من العلم والفهم الصحيح للدين.. فإذا كنا أقمنا أكاديمية لتأهيل الأئمة، فعلينا أن نبدأ مبكرًا بتأهيل الفرد المرشح أن يكون إمام المستقبل من خلال مراكز لتحفيط وفهم القرآن ونصوصه ومقاصده.. ولدينا الأوقاف والأزهر، ولابد من حسن الاختيار للمشايخ والأئمة الذين يقومون على تحفيط وتفهيم القرآن للصغار، وبأساليب وروح عصرية.