يبدو أن وزارة الصحة والسكان عازمة على اتخاذ خطوات جدية نحو تطعيم الأطفال في الفئات المختلفة بلقاح كورونا، وذلك بعدما أكد أكثر من مسئول في وزارة الصحة خلال الأيام الماضية عن استعداد الوزارة لتطعيم الأطفال اليافعين في عمر 15: 18 عاما بداية من أول شهر نوفمبر المقبل.
تطعيم الأطفال في مصر
وفي مطلع أكتوبر الجاري، أكدت الدكتورة نهى عاصم مستشارة وزيرة الصحة لشئون الأبحاث، أن تطعيم الأطفال في سن 15: 18 عامًا سيبدأ خلال شهر نوفمبر المقبل، موضحة أن التطعيم يبدأ من طلاب المرحلة الثانوية، وأن ذلك يتوقف على توفير لقاحات "فايزر" الحاصلة على الموافقات من المؤسسات الصحية العالمية وكذلك من هيئة الدواء المصرية.
وقال الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إن وزارة الصحة بصدد تلقيح الأطفال بداية من 12 عامًا، بعد الانتهاء من تطعيم البالغين، وأكد في تصريحات تليفزيونية أن ذلك يأتي في إطار حرص الدولة المصرية على صحة المواطنين وبخاصة في فترة الخريف والشتاء المعروفة بنشاط وانتشار الفيروسات نتيجة للتغيرات المناخية، وكذلك لأن الشتاء يشهد ضعف الجهاز التنفسي والمناعة، الأمر الذي يعزز الحصول على لقاحات كورونا التب أثبتت فاعليتها ومأمونيتها.
تطعيم الأطفال حول العالم
ولعل أول دولة في العالم أعلنت عن تطعيم الأطفال كانت كندا، والتي سمحت في شهر مايو الماضي باستخدام لقاح فايزر المضاد لفيروس كورونا، لتلقيح الأطفال بين 12 و15 عاما، وعلى الرغم من أن الصين كانت أول من أعلنت الموافقة في يونيو 2020 على إعطاء لقاح سينوفاك لبعض الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاما، إلا أن التطبيق الفعلي للتطعيم بدأ في 25 أكتوبر الجاري.
وتوالت الموافقات في الدول الأوروبية والعربية أيضًا سعيا لتلقيح أكبر عدد من مواطنيها، وبعد موافقة وكالة الأدوية الأوروبية في مايو2021، على إعطاء لقاح فايزر للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما، سارعت دول أوروبية لتطعيم أطفالها، ففي النرويج تم تطعيم معظم الأطفال بين 12 و15 عاما، فيما أعطت إسبانيا اللقاح للأطفال حتى 19 عامًا.
وأعطت السلطات الفرنسي اللقاح لنحو 72% من أطفالها الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاما جرعة من اللقاح، و64% تم تطعيمهم بالكامل بحلول 30 سبتمبر 2021، أما في ألمانيا فسمحت السلطات الصحية في البداية بإعطاء اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما فقط إذا كانوا يعانون من مشاكل صحية أساسية، ولكن في أغسطس 2021، وبعد انتشار متحور دلتا، أصبح اللقاح متاحا لجميع الذين تزيد أعمارهم على 12 عاما.
أما السويد، فأعطت التطعيم للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما إذا كانوا يعانون من أمراض رئوية أو ربو حاد أو حالة صحية أخرى شديدة الخطورة، وفي النرويج تم تمديد برنامج التلقيح مؤخرا ليشمل الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاما على أن يحصلوا حاليا على جرعة أولى فقط، وسيتخذ القرار بشأن الجرعة الثانية لاحقا.
ثم جاءت تشيلي التي أعلنت عن تلقيح الأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 سنوات بلقاح سينوفاك الصيني، أما تايلاند فكانت من الدول التي وفرت لقاح فايزر للأشخاص ما بين 12 و19 عاما، وأخيرًا جاءت كوبا التي أعلنت عن برنامج تلقيح لجميع الأشخاص اعتبارا من سن الثانية، وهي تستخدم لقاح سوبيرنا 02 المنتج محليا.
التطعيم في الدول العربية
وعربيًا، جاءت الإمارات في مقدمة الدول العربية التي أعلنت عن إعطاء لقاح سينوفارم الصيني للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 3 أعوام أو أكثر منذ أغسطس، وهي نفس السياسة التي اتبعتها الأرجنتين، كما أعلنت مملكة البحرين في وقت سابق من هذا الشهر تطعيم الفئات العمرية التي تتراوح بين 3 و11 عامًا، بجرعتين من لقاح "سينوفارم".
أطباء يحسمون الجدل حول تطعيم الأطفال
الدكتور مصطفى جاويش، استشاري طب الأطفال، يقول إن تلقيح الأطفال أصبح حديث الساعة، فبعد أن كان الأطفال بعيدًا عن مخاطر إصابات كورونا، انتشر الفيروس في الفترة الأخيرة بين الأطفال صغار السن، الأمر الذي دفع منظمة اليونيسيف للدعوة لتوفير لقاحات للأطفال لعدم تعطيل الدراسة.
وأضاف جاويش، في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن غلق المدارس يتسبب في آثار نفسية كبيرة على الأطفال، واتجهت معظم الدول لتلقيح كل الأطفال تحت 18 سنة، وحصلت بعض اللقاحات على الاعتماد والمأمونية للقاحات فايزر- بيونتيك، أما موديرنا فلا يزال تحت الدراسة، وفي الصين بدأت تلقيح الأطفال بسينوفاك.
وعن فاعلية اللقاحات لحماية الأطفال ضد كورونا، أكد جاويش: رغم أن الأطفال كانوا الأقل عرضة للأعراض الخطيرة لفيروس كورونا، فإنهم أصبحوا ناقلين لفيروس بشكل كبير، وهو ما أدى للتوسع في تلقيح الأطفال، ومن هنا نؤكد أن تلقيح الأطفال مهم في المرحلة الحالية.
ووافقه الرأي الدكتور يوسف قضا، أخصائي طب الأطفال، الذي أكد أن تلقيح الأطفال أصبح مهم جدًا للوقاية من عدوى فيروس كورونا المستجد، وهي الجائحة التي تسببت في وفاة 3 ملايين شخص حول العالم، ولعل الأرقام الحقيقية أكبر بكثير.
وأضاف يوسف، في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن تلقيح الأطفال اكتسب أهمية خاصة نتيجة للطفرات التي تحدث في الفيروس، والتي تسببت في ظهور متحورات جديدة وأشهرها متحور "دلتا"، ولهذا أنتجت لقاح فايزر لقاح جديد وأثبتت الدراسات أن اللقاح فعال بشكل جيد للأطفال.
وتابع: "من المقرر ان يستمر تطوير اللقاحات لتشمل الأطفال في سن 6 أشهر، وذلك لأن نسب الإصابة بين الأطفال تكون قليلة، إلا انهم مصدر للعدوى وخاصة لكبار السن وهنا تكمن الخطورة".