قال الأنبا إغناطيوس برزي مطران كرسي طيبة وسائر الأقاليم للوجه القبلي للأقباط الكاثوليك في الحقبة (1867- 1925م) في صلاته مع المؤمنين يا ربّاه قد تنازلت واخترتني أن أكون أُسقفًا وأقمتني في الفئة الممتازة بعلمها وقداستها.
واضاف قائيلا فامنحني أن أفهم حسنًا ما عليّ من الواجبات حتى أقوم بها خير قيام ولا أحط من شأن الفئة التي انتظمت في سلكها بعدم تشبهي بها في العلم والقداسة.
اجعلني أن لا أجد لذّة ونعيمًا إلّا في قراءة كتبك الإلهيّة واكتشاف معانيها ونشرها على الشعب.
اجعلني على الأخص أن لا أجد حبًّا ولا هيامًا إلّا في القداسة فتكون حليتي وزينتي مدّة حياتي.
إنّى قرأت في الكتاب الإلهيّ أن الأسقف هو ملاك الكنيسة، فاجلعني يا رباه أن أكون على مثال الملائكة بالطهر والعفاف، اجعلني أن أكون شبيهًا بهم في الخضوع لأوامرك وتنفيذها لدى كنيستك حتى بعد ما أحقق هذا الاسم بعيشتي الطاهرة على مثالهم في هذه الدنيا استحق أن أتمتع معهم بجمال وجهك الكريم في الآخرة آمين.
يضع البطريرك يده على المرشّح لرتبة الأسقفيّة ويدهنه بدهن المسحة الكهنوتية قائلًا أيّها الرّب الإله أنك قد اخترت عبدك هذا لرئاسة الكهنوت فاملأه من نعمتك وقلّده سلطانك وقدّسه بدهنك المقدّس
إن دهن البهجة والفرح يسكب على هرون الجديد إشارة إلى حلول الرّوح القدس عليه ليمنحه السلطة السامية التي يستطيع بها أن يدبر أمر رعيته وتتكرّس أياديه بالمسحة المقدّسة ليكون أهلًا لأن يتقلّد الصولجان الرعائي حتى ينتقم به من الرزيلة ويذود عن الفضيلة ويحافظ على أحكام الشرع بقلب ساكن لا يشوبه اضطراب ولا انزعاج
إن الأسقف ذلك الكاهن الأعظم والقاضي السامي والملك الروحي هو أيضًا عريس الكنيسة له ما لرعيته وعليه ما عليها. فإن مصالحة قد صارت مرتبطة بمصالح كنيسته. فيلبس الخاتم إشارة إلى عهد الأمانة الذي قطعه مع الرعية التي اختارها بكرًا نقية له وألزم نفسه أن يكتنفها بحبّ كلّه اخلاص وطهارة.
إن ذلك الرئيس هو أيضًا قائد للجيش المسيحيّ. فقبل النزال ومهاجمة العدو يلبس التاج إشارة إلى الخوذة التي يضعها القائد على رأسه يوم القتال لتكون له عونًا ونصرًا وخلاصًا. وبعد ذلك تصرخ الكنيسة بأصوات الترنيم ويندفع الإكليروس والشعب بالتهليل ويهتفون بأجمعهم قائلين: بأن الأسقف الجديد هو أهل لأن يمنح هذه الرتبة العليا ويقلّد هذا السلطان السامي
فليكن هذا المركز المنيف الذي عما قليل يقوم بمهامه الخطيرة تمجيدًا للثالوث الأقدس وبنيانًا للكنيسة المقدّسة لقد تمّت الرسامة وقد شغل الأسقف بنعمة الوسامة المركز الأوّل في المراتب الإكليريكية المقدّسة وتقلّد السلطان السامي الذي لا يتأتى للوسامة الكهنوتية أن تمنحه.