شهدت مدينة طنطا بمحافظة الغربية ميلاد صالون ثقافي جديد، يحمل اسم "صالون الدلتا الثقافي"، لمُؤسِّسِه الأديب والشاعر الكبير إيهاب مصطفى، عضو اتحاد كُتَّاب مصر، عضو رابطة الزجَّالين وكُتَّاب الأغاني، والذي بدأ أولى فعالياته بتنظيم احتفالية كبرى بانتصارات أكتوبر المجيدة، والمولد النبوي الشريف، حضرها لفيف من علماء الدين والشعراء والأدباء والمثقفين والفنانين من محافظات: الغربية والمنوفية والدقهلية، والقاهرة والإسكندرية.
بدأت الاحتفالية بكلمة لفضيلة الشيخ يسري عزَّام، إمام وخطيب مسجد صلاح الدين بالمنيل بالقاهرة، ابن مدينة المحلة الكبرى، حول "المولد النبوي الشريف"، تناول فيها المعجزات الكبرى التي حدثت يوم مولده (صلى الله عليه وسلَّم)، وأخلاق الرسول الكريم في تعامله مع الناس جميعًا، دون تفرقة بين مَنْ شهد له بالنبوَّة، ومَن أنكر، رغم ما تعرض له الرسول نفسه، وأصحابه – في بداية الدعوة - من تعذيب وتنكيل وطرد وتهجير، من كفار قريش. وتطرق "عزَّام" إلى مكانة المسجد والمعهد الأحمدي بطنطا.
وأشار إلى أن كثيرًا من العلماء درسوا علوم القرآن في المعهد الديني الأحمدي، مثل: إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، كما قام علماء آخرون بتدريس القرآن وعلومه في المسجد الأحمدي، واصفًا إياه بأنه "شقيق الجامع الأزهر".
وتحدث عن صفات النبيِّ الخِلْقية والخُلُقية، ورسالته الإنسانية كلٌّ من: الدكتور محمد عبد العزيز بهنسي، الأستاذ بجامعة الأزهر، والشيخ د. علي ماهر، إمام وخطيب مسجد نور الصباح بطنطا، والدكتور سيد مندور.
كما شدا بالأغاني الدينية والوطنية المطرب محمد محيي، حيث غنَّى بصوته الشجيِّ "عليك سلام الله، يا رسول الله"، و"لاجل النبي"، و"بالأحضان يا بلدنا يا حلوة بالأحضان"، أما الابتهالات والإنشاد الديني فكانت للمبتهل الشاب عمر عصام.
كما شهدت الاحتفالية عددًا من الفعاليات الشعرية والفنية، حول انتصارات أكتوبر المجيدة، منها: قصيدة للشاعر والناقد صالح شرف الدين، مطلعها: "طار الطير يا سينا وحط/ مراكبنا رسيت ع الشط"، بالإضافة إلى قصيدته: "أنوار المَمدد العُلْوية"، وكذلك قصيدة وطنية عن "مصر" للشاعر الدكتور بسيم عبد العظيم، أستاذ الأدب بجامعة المنوفية، كما ألقى الشاعر الطبيب الدكتور وحيد زايد، مدير مستشفى الصدر بطنطا السابق، قصيدته الفصحى بعنوان "أكتوبريات"، وختم فقرة "انتصارات أكتوبر" المطرب الأوبرالي الإسكندراني أمير الرفاعي، بأغنية "ماسكًا عُودي أُغنِّي لبلادي العربية".
وكان للأصوات النسائية حضورٌ واضح ومشاركات فعالة في الملتقى الثقافي الأول لصالون الدلتا الثقافي، حيث ألقت الشاعرة الشابة زينب قطب، قصيدة وطنية مُؤثِّرة بعنوان "أم الشهيد"، وقصيدة أخرى بعنوان "ياللي تحب الهادي"، كما شدت المطربة الشابة رباب عامر بأغنية "وانا ع الربابة باغني"، في حين ختمت بقصيدتها الشاعرة الدكتورة علا الهلباوي. واختُتمتْ الندوة بكلمة عن أهمية "القُدوة" في التنمية البشرية للشباب للدكتور سامح أبو الليل.
من جانبه، أكد الأديب والشاعر الكبير إيهاب مصطفى، مُؤسِّس "صالون الدلتا الثقافي"، أنه يأمل أن يُسهم هذا "الصالون" في بناء الوعي وغرس قيم الولاء والانتماء للوطن، خاصة لدى الشباب، من خلال الكلمة المسئولة الهادفة، والثقافة الواعية، والنقد البنَّاء، والإبداع المُتنوِّع، حيث إن لدينا شبابًا ذا مواهب متعددة ويحتاج منا أن نأخذ بيده لتنمية هذه المواهب والإبداعات في مختلف فنون الثقافة، سواء كانت أدبية أو شعرية أو فنية، وهو ما نسعى إليه بأن يكون "صالون الدلتا الثقافي" جاذبًا لكل أصحاب الطاقات المُبدعة، لا سيما أننا نحرص على استضافة أصحاب الفكر المستنير، والإبداع الهادف، في مختلف المجالات الثقافية، تحت شعار: "نلتقي لنتعارف، ونتعارف لنتآلف".
