.. هى ذات الحَسب والنسب، بنت الأصول والجذور العريقة، فوالدها المهندس القدير حلمى السعيد وزير الكهرباء والسد العالى، الذى اختاره الرئيس الراحل - خالد الذكر - جمال عبدالناصر، لكى يتولي ملف التحقيق فى قضية صلاح نصر، وُلِدت فى بيت سياسى وطنى، ولأنها ابنة أبيها سارت على درب أبيها وكتبت عنه وقالت نصًا "تعلمت منك يا أبى"، درست العلوم السياسية وتدرجت فى المناصب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حتى تولت عِمادتها وكانت أول عميدة للكلية لمدة خمس سنوات.
الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، هى بحق "نوارة الحكومة المصرية"، ناجحة بامتياز على طول الخط منذ دراستها الثانوية، ناجحة فى عملها العام منذ أن كانت كانت عضوة فى اتحاد الطلاب، ناجحة فى دراستها وعملها الأكاديمي والمصرفى، ناجحة كوزيرة لأنها أكاديمية لها خبرات طويلة فى الاقتصاد، ولها دراسات مهمة فى كيفية تطبيق السياسات الاقتصادية السليمة.. ولهذا استحقت عن جدارة الفوز بجائزة أفضل وزيرة عربية فى "جائزة التميز العربى الحكومى لعام ٢٠٢٠".
.. ولأنها (مُطَلِعة) فلديها قراءة مختلفة للمشهد السياسي منذ سنوات، أجرت حوارات مع عدد من السفراء الأجانب فى مصر وكانت سببًا فى توصيل الصورة الحقيقية عما يجرى فى مصر، لم تتخل يومًا عن مبادئها الوطنية، تنتقد أى شيء خاطئ، لا تصمُت فى مواجهة تقصير، لا تعرِف التهاون فهى جادة دائمًا، بعض من عمل معها يصفها بـ(المرأة الصارمة)، لأنها جادة وحازمة وحاسمة ولا تقبل إلا بالنتائج الإيجابية لعملها، كانت إحدى المشاركات فى وضع القواعد الأساسية للبرنامج الوطنى للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى عام ٢٠١٦ والذى تم تنفيذه على عدة مراحل بسلسلة من الإصلاحات التى ساهمت فى استقرار الاقتصاد المصرى، تضمنت ضبط السياسات المالية والنقدية من خلال إعادة هيكلة بعض القطاعات وأبرزها قطاع الطاقة وتحرير سعر الصرف وتحسين مناخ الاستثمار بهدف تحقيق القدرة التنافسية لاستعادة ثقة المستثمر فى الاقتصاد المصرى.
.. "الدكتورة هالة السعيد" ركزت على دور البنية التحتية كركيزة أساسية فى برنامج الإصلاح الاقتصادى، فزادت استثمارات الدولة فى الطرق والجسور بأكثر من ( ٩٠ ٪ ) خلال السنوات الأربع الماضية ووفرت هذه المشروعات فرص عمل كثيرة، وتراجعت معدلات البطالة وسجلت ( ٧٫٢ ٪ ) وزادت الاستثمارات الأجنبية المباشرة وانخفض عجز الموازنة وتم تحقيق فائض فى الميزان التجارى وانخفض معدل التضخم وفى المقابل قفز الاحتياطي النقدى لـ(٤٠) مليار دولار، ومؤخرًا شمل تطوير البنية التحتية جزء مهم جدًا وهو تطوير البنية التحتية فى القرى التى لم تصل إليها يد الدولة منذ أكثر من خمسين عاما، وتم تدشين المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" وهى أكبر مبادرة تنموية فى العالم من حيث التمويل وعدد المستفدين، حيث يصل التمويل لـ(٧٠٠) مليار جنيه، ويصل عدد المستفيدين لـ(٥٨) مليون مواطن لتحقيق توازن مطلوب بين الاهتمام بالمدن والقرى، إضافةً لتطوير العشوائيات، والسير قُدمًا فى إنشاء مدن صناعية جديدة.
.. لا تعمل "الدكتورة هالة السعيد" بمعزل عن الحكومة، لأنها هى القلب النابض للحكومة، فقد وضعت سياسات اقتصادية وتعمل على تنفيذها بكل جدية، ونعلم جميعًا أن هذه السياسات وُضِعت كتشخيص لعلاج فورى وعاجل لا بد منه، تَحَمَل الشعب المصرى تبعات هذا العلاج، وها نحن الآن نجنى ثماره والنتائج بالأرقام لا تكذب، فرغم جائحة كورونا فالاقتصاد المصرى لم يتأثر بالنسب التى تأثر بها الاقتصاد فى دول كبرى، لأننا نسير فى الاتجاه الصحيح نحو الإصلاح الاقتصادى.
.. استمعت للدكتورة هالة السعيد فى عدد من المؤتمرات منها "مؤتمرات الشباب" و"منتدى شباب العالم" ووجدتها لديها أفكار مُقتنعة بها تمامًا - ومُقِنِعة لنا تمامًا - وحاولت تنفيذها بِحُكِم منصبها الوزارى ونجحت فى تنفيذها ومن هذه الأفكار (ضرورة التدريب من أجل التشغيل) الذى أصبح هو السائد الآن فى جميع مؤسسات وهيئات الدولة ليس فقط للشباب لكن أيضًا لكل من يتولى المناصب العليا.. "هالة السعيد" استفادت منها وزارة التخطيط بل الحكومة بأكملها لأنها عقلية علمية وأكاديمية نفخر بها ونُدعمها ونتمنى لها المزيد وننتظر منها المزيد والمزيد.