يجتمع قادة مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية في العالم، حضوريا في روما اليوم السبت لأول مرة منذ انتشار وباء كورونا، ويناقش المجتمعون، على مدار يومين، تأثير ارتفاع التضخّم وسط التعافي العالمي غير المتكافئ من وباء فيروس كورونا ولإظهار الدعم لاتفاق دولي يهدف إلى إصلاح ضرائب الشركات.
وذكرت وكالة أنباء (كيودو) اليابانية، أن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا سوف يشارك في القمة افتراضيا فقط، لأن الحدث يتزامن مع الانتخابات العامة في اليابان، حيث يسعى للحصول على تفويض لبرنامج سياسته بعد انتخاب حزبه لرئاسة البلاد قبل أقل من شهر.
في حين يحضر الرئيس الأمريكي جو بايدن الاجتماع شخصيًا، لكن الرئيس الصيني شي جين بينج، الذي ظل في بلاده منذ تفشي الوباء، لم يسافر إلى إيطاليا، محبطًا أي فرصة أن يعقد الاثنان أول قمة لهما وجهًا لوجه وسط علاقات ثنائية متوترة.
وتنعقد قمة مجموعة العشرين في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد العالمي مخاطر انحسار متزايدة، حيث يظهر الانتعاش تباعدًا جغرافيًا جزئيًا بسبب عدم المساواة في الوصول إلى لقاحات فيروس كورونا وتغذي الاضطرابات في سلسلة التوريد التي يسببها الوباء، في أزمة التضخم في العديد من البلدان.
وقبيل الاجتماع، دعت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، أعضاء مجموعة العشرين إلى اتخاذ "إجراءات حاسمة داخل كل اقتصاد"، مستشهدة بأنه ينبغي على البنوك المركزية أن تكون "مستعدة للتصرف بسرعة إذا أصبحت مخاطر ارتفاع توقعات التضخم ملموسة".
ويُنظر حاليًا إلى ضغوط الأسعار في الولايات المتحدة وأماكن أخرى على أنها عابرة، مع حدوث اختناقات حيث تتعافى بعض أجزاء الاقتصاد من الوباء بشكل أسرع من غيرها، مما يؤدي إلى اختلالات بين العرض والطلب.
ومن المقرر أن يناقش قادة مجموعة العشرين أيضًا صفقة دولية لضمان دفع الشركات الكبيرة حدًا أدنى لمعدل الضريبة بنسبة 15 في المئة، وسط انتقادات بأن عمالقة تكنولوجيا المعلومات تجنبوا دفع نصيبهم العادل من الضرائب.
وفي اجتماع لرؤساء الشئون المالية في وقت سابق من هذا الشهر، صادق أعضاء مجموعة العشرين على خطة الإصلاح الضريبي، التي تم وضعها من خلال المفاوضات الدولية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان - هذا الأسبوع - "نحن بحاجة إلى مجموعة العشرين في نهاية المطاف... لتعزيز التقدم في نهاية اليوم وجعل القادة يباركوا بشكل كامل قضية الحد الأدنى للضرائب العالمية".
وأضاف سوليفان أنه يتوقع أن تظهر دول مجموعة العشرين أنها متوائمة في التعامل ليس فقط مع الوباء المستمر، الذي أودى بحياة حوالي 5 ملايين شخص على مستوى العالم، ولكن أيضًا في جهودهم للاستعداد لتفشي المرض في المستقبل.
كما تحتل أزمة تغير المناخ، وهو عامل خطر رئيسي آخر للنمو الاقتصادي، مكانة عالية على جدول الأعمال، حيث من المحتمل أن تضيف المناقشات زخمًا للعمل قبل محادثات المناخ للأمم المتحدة المقرر انطلاقها غدا الأحد في مدينة جلاسكو البريطانية.