يرى الدكتور محمد عثمان عبد الجليل، أستاذ التاريخ بمعهد الدراسات الآسيوية، أن تنظيم داعش يسعى لتدشين استراتيجية جديدة، لوجوده في العراق.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية، تعتمد على تقسيم مناطق النفوذ، وتصغير مساحتها، بحيث يمكن لعناصره في ظل تراجع أعدادهم، أن يحكموا قبضتهم على تلك المساحات الضيقة، وأيضا فإن التنظيم يريد الظهور في عدد من الأماكن للإيحاء بسيطرته على مناطق متعددة، وتشتيت أية قوة تحاول مواجهة التنظيم، وتوسيع نطاق الاشتباك معها.
وأشار عبد الجليل إلى أن داعش يعتمد على المقاتلين القادمين من جميع الجهات التي لقي هزائم فيها، وهم بالمئات، لذا فإن استراتيجيته الجديدة تنفيذ خطط محكمة لهجماته، بغرض إحداث أكبر تأثير بأقل عدد من الإرهابيين، وبشكل يسمح لهم بسرعة الانسحاب، دون تكبد المزيد من الخسائر البشرية، لافتا إلى أن أسلوب التنظيم أصبح يستهدف إثبات وجوده بالظهور المركز، وأيضا تشتيت القوات الأمنية.
تاريخ دموي
وعلى الرغم من أن الأمن العراقي أعلن في يناير من العام 2015، طرد تنظيم داعش الإرهابي، من ديالي، فإن الأحداث التالية، تثبت أن التنظيم له خلايا مازالت موجودة داخل المحافظة،
قائد عمليات دجلة، قال في الـ26 من يناير 2015، إن القوات العراقية دحرت مسلحي داعش من المناطق التي كانوا يسيطرون بمحافظة ديالى، بعد معارك أدت إلى سقوط عشرات القتلى في صفوف التنظيم.
وأعلن الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، آنذاك، تحرير محافظة ديالى من تنظيم داعش، رسميا، بعد معارك شاركت فيها قوات الجيش العراقي، وقوات الحشد الشعبي، وأبناء العشائر، وانتهت وأسفرت عن مصرع ما لا يقل عن خمسين إرهابيا.
وأكد الزيدي وقتها أن القوات العراقية فرضت سيطرتها على جميع مدن ديالى، بعد 3 أيام فقط من الهجوم العسكري على معاقل التنظيم، مشيرا إلى مطاردة فلول التنظيم في باقي المناطق الخاضعة لسيطرتهم في مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار.
وفي أعقاب هذا التاريخ نفذ تنظيم داعش عشرات الهجمات على محافظة ديالي، أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا، حتى وصل الأمر إلى ارتكاب عناصر التنظيم لأعنف جرائمهم على الإطلاق في تلك المنطقة، بحلول الثلاثاء 26 أكتوبر الحالي، عبر إطلاق عشوائي للرصاص بمناطق تجمع المواطنين، بالإضافة إلى ذبح تسعة منهم بالسكاكين.
رد الفعل
وفي الوقت الذي توعدت فيه السلطات العراقية بالرد على التنظيم، وتطهير ديالي منه، تصاعدت نبرة رد الفعل الدولي على الجريمة الأخيرة، حيث أعرب التحالف الدولي لمواجهة داعش في العراق، عن إدانته للعملية الأخيرة، مقدما تعازيه لأهالي الضحايا.
واتفق المراقبون والمحللون الدوليون على ضرورة أن يعزز الأمن العراقي من وجوده في المنطقة، لا سيما بالقرى النائية، التي يرتع فيها التنظيم الإرهابي حاليا، وينفذ هجماته الخاطفة، ثم يختفي قبل وصول القوات الأمنية.
سياسة
أستاذ تاريخ يحذر من استراتيجية جديدة لداعش تعتمد على تقسيم مناطق النفوذ
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق