يحتفل محمود الخطيب، رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، اليوم السبت بعيد ميلاده الـ67، حيث يبقى الرجل واحدا من النجوم الأسطوريين في تاريخ الكرة المصرية.
وخلال السطور التالية.. نستعرض تاريخ الخطيب وحكايته مع كرة القدم والنادي الأهلي..
ولد بيبو في يوم 30 أكتوبر عام 1954 في حي القلعة بالقاهرة ولكن يعود أصل أسرته إلى قرية قرقيرة إحدي قرى مركز أجا التابع لمحافظة الدقهلية وكان البعض يعتقد أن (الخطيب) ليس اسم عائلته وإنما هو لقب اكتسبه لأن جده كان يعمل خطيبا بأحد المساجد في سوريا حيث إن أصوله تعود لهناك وهو الأمر الذي يفتقد للدقة حيث إن الخطيب هو لقب العائلة التي أنجبت للملاعب المصرية أحد أبرز لاعبيها على مدي تاريخها.
وجاء الخطيب كعاشر أبناء والديه حيث تكونت أسرته من أربعة أولاد وسبع بنات.. والده هو السيد إبراهيم الخطيب موظف الأوقاف الذي اضطرته ظروف عمله للانتقال للقاهرة بعدما تمت ترقيته ليصبح مفتشا وذلك في السنولت الأولى من الأربعينيات.
ومنذ نعومة أظافره بدأ اللاعب يهتم بالكرة ويعشق مداعبتها حيث مارسها بشكل منتظم في المرحلة الابتدائية وتحديدا في مدرسة محمود خاطر الابتدائية وانضم الفتي الصغير لفريق المدرسة وهو لا يزال في الصف الثاني الابتدائي كما كان يلعب أيضا في الفرق التي يكونها بعض الصغار في منطقة القلعة وعين شمس.
وبعد أن أنهى الصف الثالث الابتدائي انتقل إلى مدرسة فلسطين الابتدائية لتظهر ملامح القيادة في شخصيته حيث أصبح كابتنا لفريق المدرسة في دوري المدارس (أيام ما كان هناك كرة في المدارس) ووصل بالفريق ذات مرة لنهائي بطولة المدارس للجمهورية وأقيم اللقاء في المنصورة.. ولم تكن هذه سوى إرهاصات تدل دلالة قوية على أن هناك موهبة على وشك في الظهور.
وبعدما أنهى مرحلة الدراسة الابتدائية انتقل الصبي إلى مدرسة الحلمية الإعدادية وتأكيدا على ما سبق الإشارة إليه فقد صار الطالب المتواجد في الصف الأول الإعدادي كابتنا لفريق المدرسة ويا له من شرف ويا لها من علامات على قرب ميلاد نجم كبير في عالم الكرة ولم تكن موهبة كهذه لتخفي على مسئولي نادي النصر (إحدي أندية مصر الجديدة) فسارعوا بضمه لصفوفهم وهو ما يزال في سن الحادية عشرة وبالفعل لم يكذب البرعم الصاعد خبر وتألق وحقق نجاحا مبهرا لدرجة أن مسئولي الفريق عقدوا عليه الآمال للصعود بالفريق للدوري الممتاز واستمر الحال هكذا حتى وصل محمود إبراهيم الخطيب إلى سن الخامسة عشرة حيث أراد الانضمام للمدرسة الرياضية الثانوية التي افتتحت عام 1970 ولكن لم يقتنع مدربوها باللاعب ورسب في الاختبار وهنا حدث شيء غير من وجه الكرة في مصر حين شاهده الكابتن فتحي نصير (أحد مدربي المدرسة ونجم الأهلي السابق) وقرر حينها أن المكان المناسب لهذه الموهبة هو النادي الأهلي وبالفعل تمت المفاوضات ولكن مسئولي النصر رفضوا وتمسكوا باللاعب وبعد ضغط أحمر التحق اللاعب الصاعد الواعد لصفوف الفريق الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا.. لتبدأ صفحة جديدة في حياة الشاب الذي تعود أصوله لمحافظة الدقهلية.. وتم الانتقال للأهلي ولم تكد تمر المباراة الرابعة له مع الفريق إلا واسمه يتردد على ألسنة جماهير الأهلي العاشقة لناديها وبعدها أيضا عدلت المدرسة الرياضية الثانوية عن موقفها وقبلت اللاعب لينضم لها وتثقل موهبته ويتم إعداده للانطلاق في عالم المجد والشهرة.
"موقف يلخص الحدوتة".
" تفضل يا كابتن قميصي حتى يلعب عادل يسري بدلا مني وليس بدلا من مصطفى عمر "كلمات نطق بها لاعب عمره 17 سنة لمدربه (مصطفى حسين) الذي فضل أن يدفع بلاعب تغيب عن الفريق لمدة ستة شهور تقريبا في لقاء الأهلي والزمالك تحت 17 سنة في عام 1971 بدلا من لاعب منتظم مع الفريق وهو الأمر الذي أثر على مصطفى عمر جدا لدرجة أنه بكي في طريقه لملعب المباراة وبعد ذلك ضحي الخطيب بمكانه حتى يلعب زميله ولكن المدرب تراجع في قراره ودفع بالخطيب وبعمر ومن الطريف أن الاثنين هما من أحرز هدفي الفوز في المباراة التي انتهت 2/1 للأهلي وبعد هذا الموقف صار للخطيب شأنا كبيرا بين رفاقه رغم أنه لم يكن كابتن الناشئين إلا أنه كان القائد.
وبطبيعة الحال لم يكن لاعب بحجمه ليغيب عن الفريق الأول أكثر من هذا حيث قرر كل من المايسترو صالح سليم والعظيم محمد عبده صالح الوحش تصعيد اللاعب الناشيء للفريق الأول وهو في سن السابعة عشر ولعب أول لقاء له أمام السويس وانتهت المباراة بفوز الأهلي 5/1 أحرز منها الخطيب ثلاثة أهداف ويا لها من بداية يا بيبو لأجمل قصة وأعظم نجاح وأكبر نجومية.. حيث بعد هذه المباراة وبعد الأداء الذي أدي به في المباريات التالية حفرت جماهير الأهلي بل جماهير مصر اسمه في قلوبها حيث أحبته جماهير الأهلي والزمالك والإسماعيلي وكل أندية المحروسة.
مشواره مع الأهلي.
في عام 1974 / 1975 سجل الخطيب أعلى عدد من الأهداف ليصبح هداف الفريق برصيد 22 هدفا ويفوز الأهلي بالدرع هذا الموسم.. وفي الموسم التالي احتفظ الفريق بالدرع للعام الثاني على التوالي وأحرز بيبو 14 هدفا كهداف للفريق للعام الثاني على التوالي أيضًا لعل أغلاهم هدفيه في مباراة المحلة وهي المباراة الفاصلة التي تحدد بطل الدوري بها وفاز الأهلي بها 5/0 في مجموع المبارتين.. واستمر الأهلي في سطوته للعام الثالث على التوالي حيث فاز بالدرع عام 1976 / 1977 واحتل الخطيب أيضا صدارة هدافي الفريق برصيد 10 أهداف.. وفي عام 1976 بدأ الأهلي في المشاركات الأفريقية لأول مرة ولكنه لم يوفق في أول ثلاث تجارب له أعوام 1976، 1977، 1981 قبل أن يبدأ في ترويض الأفارقة في عقد الثمانينات. وفي عام 1978 / 1979 فاز الأهلي بالدوري بدون هزيمة وأحرز الخطيب 7 أهداف ليفوز بصدارة هدافي الفريق مشاركة مع جمال عبد الحميد. وفي الموسم التالي حافظ الأهلي على لقبه المحبب رغم أنه هزم 3 مرات في الدور الأول ولكنه تدراك الموقف بعد ذلك وتصدر الخطيب قائمة هدافي الفريق برصيد أحد عشر هدفا.
وفي عام 1980 / 1981 فاز الأهلي باللقب بعد منافسة محمومة مع الزمالك وتصدر الخطيب قائمة هدافي الفريق كالعادة برصيد 11 هدفا أيضا.. وفي العام التالي حافظ الأهلي على لقبه ولكن جاء الخطيب هذه المرة ثانيا في قائمة هدافي الفريق برصيد 4 أهداف خلف شريف عبد المنعم الذي أحرز 5 أهداف. وشهد هذا العام انطلاقة الأهلي الأفريقية حيث فاز الفريق بأول بطولة أفريقية للأندية أبطال الدوري له تحت قيادة الخبير محمود الجوهري. وأقيم لقاء إياب نهائي البطولة في يوم 12 ديسمبر في غانا حيث لعب الأهلي أمام فريق كوتوكو الرهيب والمخيف ولكن الخطيب (الذي أحرزهدفين في لقاء الذهاب بينما أحرز علاء ميهوب الهدف الثالث) أحرز هدف التعادل ليفوز الأهلي بالبطولة.
وفي عام 1984 فاز الأهلي بثاني لقب أفريقي له والأول مع بطولات أبطال الكأس حيث وصل الفريق للنهائي ليلعب أمام أهلي طرابلس الذي إعتذر لأسباب سياسية ويلعب الأهلي مع فريق كانون ياوندي الذي لعب أمام أهلي طرابلس في قبل النهائي وفاز الأهلي في القاهرة في لقاء الذهاب بهدف علاء ميهوب قبل أن يخسر في الكاميرون بذات النتيحة ليلعب ركلات ترجيح ويتصدي شوبير لركلتين من الفريق الضيف ويفوز الأهلي بالبطولة.
وفي عام 1984 / 1985 فاز الأهلي بالدوري وتصدر علاء ميهوب صدارة هدافي الأهلي برصيد 8 أهداف وجاء الخطيب في المركز الثالث برصيد ثلاثة أهداف. وفي عام 1985 حصد الفريق اللقب الثاني له على التوالي في بطولة أبطال الكؤوس بعدما فازوا في النهائي على ليفنتس بطل نيجريا 2/1 في نتيجة المبارتين.. وفي العام التالي فاز الأهلي بالدوري وأحرز الخطيب هدفين فقط ليبتعد تماما عن صدارة هدافي الفريق التي ذهبت هذا العام لمجدي عبد الغني.. كما إحتفظ الفريق بكأسه الأفريقيه للعام الثالث على التوالي بعدما أجهزوا على سوجارا الجابوني بنتيجة 3/2 بعدما كان قد تخطي الإسماعيلي في دور الأربعة حيث تعادلا 1/1 وفاز الأهلي بقاعدة إحتساب الهدف خارج الأرض بهدفين.
وفي عام 1986 / 1987 فاز الأهلي باللقب المحلي كالعادة ولكن الخطيب إبتعد أيضا عن الصدارة في قائمة الهدافين حيث أحرز هدفا وحيدا. كما فاز الفريق في هذه العام باللفب الأفريقي الثاني في مسابقة أبطال الدوري والخامس له عموما حيث فاز الفريق في النهائي على الهلال السوداني بنتيجة 2/0 ليتوج الأهلي ملكا على غابات أفريقيا وكانت هذه هي أخر مباراة للخطيب مع الأهلي ولعب فيها ربع ساعة.
كما لعب بيبو مع المنتخب المصري في الفترة من 1973 وحتي عام 1986 وأحرز له 106 هدف لعل أبرزها هدفه (بالكعب) في لقاء تونس في تصفيات كأس العالم 1979.
وبعد الاعتزال رشح نفسه كعضو في مجلس إدارة المجلس الذي رأسه كابتن الوحش وفاز بنجاح كبير ولكنه استقال بسبب بعض الخلافات التي رأي معها عدم قدرته على استمراره في العمل وبالفعل سقط المجلس في عام 1991 وجاء المايسترو صالح سليم ليعدل من الأوضاع حيث تردت نتائج الفريق الأول بشدة.. وبعد ذلك اتجه بيبو لمجال الإدارة والتسويق حيث عمل في وكالة الأهرام للإعلان بجانب تأسيسه لشركة سياحية مع بعض الأفراد الآخرين ولكنه لم يستطع البعد عن الكرة فعاد إليها مرة أخرى كعضو في اللجنة التي رأسها السياجي لرئاسة الكرة عام 1996 لحين إجراء الانتخابات التي أفرزت سمير زاهر في ولايته الأولى وتم تعيين الخطيب كمدير للمنتخب الأول مع فاروق جعفر كمدرب عام.
وبعد ذلك سلك بيبو سلك الإدارة في الأهلي حيث شغل منصب أمين الصندوق ثم منصب النائب قبل أن يترأس مجلس الإدارة منذ أواخر عام 2017.