يعد مرض سرطان الثدي من أخطر الأمراض التي تصيب السيدات، ويحدث سرطان الثدي عندما تصبح خلايا الثدي غير طبيعية، وتنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، ويبدأ سرطان الثدي عادةً في الغدد التي تنتج الحليب (الفصيصات) أو الأنابيب (القنوات) التي تنقل الحليب من الغدد إلى الحلمة.
وقالت الدكتورة سحر الدكروري، أستاذ السموم الإكلينيكية بكلية الطب جامعة المنصورة، وعضو المجلس القومي للمرأة بالدقهلية، لـ"البوابة"، إن سرطان الثدي يعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا في النساء؛ مشيرة إلى أن هناك عوامل عديدة تلعب دورًا هامًا في زيادة الإصابة بالمرض ومنها مثل نمط الحياة، والنظام الغذائي الخاطئ، السمنة، استخدام الهرمونات البديلة، والعوامل الوراثية والملوثات البيئية لها دور مهم.
وأشارت "الدكروري"، إلى أن المواد الكيميائية الخارجية، تعد من المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء حيث تتداخل مع وظيفة جهاز الغدد الصماء، وتضعفها بسبب تفاعلها مع مستقبلات هرمون الاستروجين أو مسارات إشارات الاستروجين الخاصة بها، والتي تحدث آثارًا ضارة في الثدي، وتابعت أن ذلك يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
وأضافت، أن العديد من المواد الاصطناعية المستخدمة في جميع أنحاء العالم في الزراعة والصناعة والمنتجات الاستهلاكية، مثل البيسفينول ومبيدات الآفات مثل ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثلاثي كلورو الإيثان، وثنائي الفينيل متعدد الكلور.
وأوضحت الدكروري أن مادة البيسفينول (هي الأكثر شيوعا في تصنيع منتجات الايبوكسي والبوليمرات ومجموعة متنوعة من المنتجات الاستهلاكية التي تدخل في كثير من الاستخدامات اليومية مثل بطانات علب الطعام وزجاجات المياه البلاستيكية وحشو الأسنان وإيصالات المبيعات الحرارية والمعدات الطبية وحاويات الطعام والشراب، القابلة لإعادة الاستخدام ومواسير المياه.
وكشفت الدكروري أنه مع فترة استخدام هذه المنتجات أو في حالة التعرض للحرارة العالية أو في الأوساط الحمضية أو القلوية، يتم إطلاق تلك المونومرات الضارة إلى البيئة، وتابعت أن التعرض التراكمي لهذه الملوثات البيئية، يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.
من جانبها؛ قالت الدكتورة أميرة الشافعي، عضو المجلس القومي بالدقهلية، إن المجلس ينظم العديد من الفعاليات، وتابعت أن المجلس نظم العديد من حملات التوعية بسرطان الثدي على مدى سنوات طويلة، وأكدت أن حملات التوعية ساهمت في المعرفة المبكرة للسيدات لخطر أمراض سرطان الثدي وأعراضه ونتج عنها انخفاض معدل الإصابة بالمرض.
وأوضحت "الشافعي"، أن المرض خطير يصيب السيدات في عمر، وبدون أسباب، فقد يباغت المريضة فجأة، وتابعت أن المبادرة الرئاسية للكشف عن سرطان الثدي بالمجان، تعمل منذ عدة أشهر، وتابعت أن المبادرة تتضمن الفحص الذاتي للثدي، وقياس السكر، والضغط وقياس الوزن وقياس الطول.
من جانبه؛ صرح الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، لـ"البوابة"، بأنه في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لبناء الإنسان المصري، وسلامة الأسرة والمجتمع، فانطلقت مبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية، في شهر يوليو عام ٢٠٢٠، وذلك باعتبارها أهم شرائح المجتمع وأكثرها احتياجًا للتوعية والرعاية الصحية.
وأشار "مكي"، إلى أن المرأة المصرية تعاني منذ عقود من مشكلات صحية متراكمة، وفي مقدمتها الأورام السرطانية، وتابع أنه طبقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية عام ٢٠١٨، يأتي سرطان الثدي في مقدمة الأورام السرطانية، التي تعاني منها المرأة المصرية، بنسبة تصل إلى ٣٥٪ من إجمالي الإصابات السرطانية للمرأة المصرية.
وأضاف "مكي"، أنه خلال السنة الثانية لمبادرة رئيس الجمهورية لدعم صحة المرأة المصرية بمحافظة الدقهلية، فبلغ عدد السيدات المفحوصة اعتبارا من يوليو ٢٠٢٠ مليون وتسعمائة ألف، وأشار إلى أن المبادرة تقدم خدماتها للسيدات بداية من سن ١٨ سنة، وتابع أنه تمت إحالة ٣٤٠ ألف سيدة لإجراء مزيد من الفحوصات بمراكز الإحالة، وتقديم الخدمات العلاجية لأكثر من ٨٠ ألف سيدة، ما بين علاج جراحى ودوائى.
من جهته؛ أوضح الدكتور وليد النحاس، مدير مركز الأورام جامعة المنصورة، أن معدل النساء اللاتي تصبن بهذا المرض، هو سيدة من كل ثماني سيدات، وتابع أن العوامل الوراثية تشكل سببا في الإصابة بالمرض بنسبة ١٠٪ من الحالات، سببها وراثي؛ مشيرًا إلى أن نسبة الخطورة تزداد في حالة إصابة الأم أو الابنة أو الشقيقة بالمرض.
وأشار "النحاس"، إلى أن نسبة الألم يظهر في المراحل المتقدمة من المرض؛ موضحًا إلى أن من أعراضه ظهور كتلة في الثدي غير مؤلمة، صلبة، حوافها منتظم، وظهور كتلة تحت الإبط، وتابع أن المرض ليس دائمًا ورمًا سرطانيًا، وأن من أعراضه: ظهور إفرازات من الثدي غير الحليو- تورم الثدي- إحمرار الثدي أو حول الحلمة وميلانها لليسار وظهور ألم تحت الابط أو في الثدي بغير موعد الدورة الشهرية.
وكشف "النحاس"، عن أن المرض ينتشر خارج الثدي، وفى بعض الأحيان، يمكن أن ينتشر سرطان الثدى في الغدد الليمفاوية وتحت الذراع، وتابع أنه يتسبب في وجود كتلة أو تورم هناك، وحتى قبل أن يكون يظهر الورم الأصلى في أنسجة الثدى. وأضاف "النحاس"، أنه من الضروري الحمل والإنجاب المبكر، فخلايا الغدة الثديية، لا تنضج إلا بعد أول ولادة للتقليل من إصابة الثدي بالسرطان، وممارسة الرياضة أسبوعيًا، وشدد على الرضاعة الطبيعية، خصوصًا أول سنة، وتابع أنه من الضروري تجنب شرب الكحول، وتجنب تناول الهرمونات النسائية خلال سن اليأس، وتجنب الاشعاعات ما أمكن، والغذاء الصحي المنتظم.