بدأ رئيس الوزراء الإثيوبى أبى أحمد، فى مستهل أكتوبر الجارى الحملة العسكرية الثانية، ضد إقليم تيجراى الواقع شمال البلاد، وشن خلالها العديد من الغارات الجوية التى قتلت عشرات المدنيين، فى محاولة منه للثأر من طرد الجيش الإثيوبى من مدينة ميكيلى عاصمة تيجراى أواخر يونيو الماضي.
وفى هذا السياق؛ قالت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية إن أبى أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام يشن حربا شرسة تتخللها إبادة جماعية، ضد تيجري، وطرحت الصحيفة سؤالا قائلة «ما مقدار اللوم الذى تتحمله لجنة نوبل؟».
ونقلت «دير شبيجل» تصريحات المؤرخ الإثيوبى وولبرت سميث، الذى عمل لمدة عقد فى الجامعات الإثيوبية، الذى تحسر على سذاجة العديد من السياسيين الغربيين قائلا إن «الغرب يحكم على القادة الأفارقة بروايات بسيطة».
وأضاف، «أبى ارتقى بنفسه فوق القوانين والمؤسسات التى كانت قادرة على تأمين توازن غير مستقر بين الجماعات المتنافسة العديدة، وعلاوة على ذلك، فإن العديد من الإصلاحات لم تكن نتيجة لقرارات اتخذها أبي، ولكنها كانت نتاج قرارات اتخذها الائتلاف الحاكم فى ذلك الوقت، كما تم إطلاق إطلاق سراح السجناء السياسيين- الذى كان يتم الإشادة بأبى بسببه- من قبل سلفه». وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أنه بعد ١١ شهرًا فقط من حصوله على جائزة نوبل للسلام، أطلق أبى حملة عسكرية فى بلاده، تصاعدت التوترات مع تيجراى بعد أن أجروا انتخابات إقليمية فى تحد لتوجيهات من أديس أبابا.
ودعا أبى دكتاتور إريتريا أسياسى أفورقى لإرسال قواته إلى تيجراى أيضًا، وتبع ذلك حرب وحشية ضد تيجراي، واستخدم فيها الاغتصاب والتجويع على نطاق واسع كسلاح حرب- خاصة من قبل الجنود الإريتريين، الحلفاء الذين وقع آبى معهم معاهدة سلام.
وأضافت «دير شبيجل» أنه منذ يوليو الماضى منعت الحكومة الإثيوبية وصول المساعدات إلى تيجراي، حيث يعيش ما يقدر بنحو ٤٠٠ ألف إلى ٩٠٠ ألف شخص فى ظروف مجاعة ويعتمد جميع السكان تقريبًا على إيصال المساعدات، ويتعرض مواطنو التيجراى للهجوم والاضطهاد فى جميع أنحاء إثيوبيا.
كما يتزايد العنف فى أجزاء أخرى من البلاد وتتزايد الاشتباكات العرقية، وتراجع النمو الاقتصادي، الذى بلغ متوسطه ما يقرب من ١٠٪ فى السنوات التى سبقت تولى أبى منصبه.
ويقول الدبلوماسى السابق برهان كيدان مريم الذى قدم أبى أحمد فى حفل تسلم جائزة نوبل إنه من المحتمل أن يكون الشرف الذى منحته إياه لجنة نوبل شجع على مسيرته الحثيثة، ويبدو أن أبى يعتقد أنه وصل الآن إلى القمة، بجوار الخالق تقريبًا».
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى مقطع فيديو نشر فى ديسمبر من العام الماضى ٢٠٢٠؛ وقالت إنه يكشف عن أوهام رئيس الوزراء الإثيوبى الذى تحدث فى المقطع؛ مؤكدا على حقيقة أنه فى عام ٢٠٥٠، ستقود العالم قوتان عالميتان إحداهما ستكون إثيوبيا.
وتستند أوهام العظمة إلى اعتقاد العديد من الإثيوبيين بأنهم الأمة الأقرب إلى الله، ويؤمن آبى أيضًا بهذا الحلم المتمثل فى «استثنائية إثيوبية».
ونوهت بأن أبى أحمد يقول إن والدته المسيحية الأرثوذكسية تنبأت بالفعل خلال طفولته بأنه سيرتقى ليصبح الملك السابع لإثيوبيا، وهو حاكم فى خط خلافة الأباطرة الإثيوبيين، وهو سليل مباشر للملك سليمان.
وتعليقا على ذلك قال كجتيل ترونفول أستاذ دراسات السلام والصراع فى كلية أوسلو والخبير فى شئون إثيوبيا، إن «أفكار أبى أحمد الدينية وجدت طريقها إلى بؤرة تفكيره، ولم يأخذ المجتمع الدولى ذلك على محمل الجد».