مع احتفالات انتصارات أكتوبر استقبل الجيش الثالث الميداني تحت قيادة اللواء خالد قناوي عدد كبير من ابطال حرب أكتوبر الأسبوع الماضي وقام بتكريمهم من أعضاء المجموعة 73 مؤرخين.
وتم التكريم بفتح المتحف العسكري وزيارة موقع عيون موسي مع توزيع عدد من المداليات والهدايا التذكارية وشرفت بوجودي معهم باعتباري واحد من ابطال الحرب حيث كان موقعي بالجيش الثالث الميداني اثناء العبور امام كوبري المفردان.
ولعنا نتذكر ان الجيش الثالث الميدانى قد ولد من رحم هزيمة يونيو ١٩٦٧ للتأكيد على إعادة بناء القوات المسلحة المصرية من أجل استرداد أرض الوطن والثأر بالانتصار على العدو حيث أصدر الرئيس جمال عبدالناصر قرارًا بإنشاء الجيش الثالث الميدانى تحت رقم ١٠٢٨ بتاريخ ٣١ ديسمبر ١٩٦٧ أى بعد أقل من ٦ أشهر على هزيمة ٥ يونيو للتأكيد على تطوير قواتنا المسلحة وقد بدأ الجيش الثالث مهامه ناحية السويس «عجرود» وفقا لقرار إنشائه بالأمر الصادر من هيئة التنظيم والإدارة العسكرية والذى بدأ عمله الفعلى في الأول من يناير ١٩٦٨.
ومن هنا يؤرخ للجيش الثالث الميدانى بأعماله العسكرية المجيدة أثناء معارك الاستنزاف طوال الفترة من ١٩٦٨ وحتى عام ١٩٧٣ معركة النصر في أكتوبر المجيد حيث كان الجيش الثالث قلب قواتنا المسلحة النابض من خلال معاركه العسكرية.
ويكفى ما كتبه الفريق عبد الغنى الجمسى في مذكراته عن مقاومة السويس وكذلك الفريق يوسف عفيفى من خلال كتابه ومذكراته «فوهة الأسد» والأجمل الصورة الناصعة للجيش الثالث الميدانى عن معركة لسان بورتوفيق التى تصدرت صورها صحف العالم ووكالات الأنباء الأجنبية والعربية تبشر بالانتصار بسقوط أول نقطة حصينة بخط بارليف أمام لسان بورتوفيق مع الساعات الأولى للحرب.
حيث قتل أكثر من ٢٣ جنديا إسرائيليًا غير المصابين والذين قاموا بالاستسلام مع إنزال العلم الإسرائيلى بحضور ممثلى منظمة الصليب الأحمر حيث وقف قائد الموقع الإسرائيلى ذليلًا وهو يحيى الرائد زغلول فتحى أثناء ارتفاع العلم المصرى فوق النقطة الحصينة بلسان بورتوفيق وبحضور وكالات الأنباء ومحافظ السويس آنذاك اللواء محمد بدوى الخولى وهى الصورة التى أكدت على بشاير النصر على العدو الإسرائيلي.
ويكفى ما كانت تطلقه المدافع الإسرائيلية من موقع عيون موسى المحتل من قبل القوات الإسرائيلية آنذاك بطلقات المدافع الإسرائيلية المعروفة باسم «الهاوزر» بداناته الثقيلة التى كانت تدمر منطقة بورتوفيق وتقذف السويس بشراسة وكان يطلق أبناء السويس على هذا المدفع «أبوجاموس» والذى تم تدميره وإسكاته بفضل أبطال الجيش الثالث.
يضاف إلى ذلك معركة التبة المسحورة.. وبسالة الجنود في معركة الجزيرة الخضراء ومعركة عيون موسي.. بالاضافة الى مواجهة الإرهاب والتطرف وتطهير سيناء فى معارك جبل الحلال وجبل الخرم وسحق العناصر الارهابية.
إن تقديرى وحبى لأبطال الجيش الثالث الميدانى ليس مرجعه عاطفيا ولكن لما حققه عن جدارة مع المقاومة الشعبية من محاولة احتلال السويس وإفشال مخطط الإسرائيليين في ٢٤ أكتوبر ولولا هذه المقاومة لاحتلت السويس مثل الجولان وتلاشت أفراح نصر أكتوبر ١٩٧٣.
ولا ننسي أن الجيش الثالث قدم ثلاثة من قياداته وهم كلا من اللواء فايق البوريني – تحسين شنن وسيف جلال ليعملو محافظين للسويس.
ونحن نحتفل اليوم 48 عاما على نصر أكتوبر فإنه يحق لنا ونحن نفتخر بالقوات المسلحة المصرية بهذا النصر العظيم يحق أن نثمن ما يقوم به الجيش الثالث الميدانى من مشروعات تنموية وخدمية على ارض المحافظة من إنشاء مخابز ومنافذ كذلك تطوير الشوارع والميادين وإنشاء سلاسل أسواق بدر لتوزيع المنتجات الغذائية والأجهزة الكهربائية كذلك مساندة خطط الكوارث والأزمات ومجمعات التعليم للحاسبات والكمبيوتر والترجمه وأعمال الطباعة فضلا عن الأماكن الترفيهية من أندية وكافتريات وحدائق خدمة لأبناء السويس.
يضاف إلى ذلك العلاقات الراقية مع الجمعيات الأهلية وإعادة بناء الكنائس التى تم إحراقها وتطوير المساجد والمشاركات الاجتماعية النشطة يضاف إلى ذلك خدمات المستشفى العسكرى ومراكز الخدمة فضلا عن الخدمات المجانية الطبية الإنسانية.
إن استخلاص الدروس في العلاقة بين الجيش المصرى والمجتمع سواء في التلاحم الشعبى مع الجيش ومساندته وحماية الجبهة الداخلية أثناء المعارك العسكرية والوطنية ضد الأعداء كذلك علاقة الجيش المصرى مع الحياة المدنية والمشاركة المجتمعية في معارك التنمية وتطوير بلادنا أثناء السلم هى علامة دالة على مدى وطنية الجيش المصرى العريق ومدى ارتباط المصريين بجيشهم العظيم.
ولعل العلاقة بين شعب السويس والجيش الثالث الميدانى عبر المعارك العسكرية والمواقف الوطنية تعتبر النموذج في العلاقات المتينة أثناء فترات السلام والتوجه للبناء والتنمية هى نموذج راق لكافة الجيوش الميدانية وعلاقتها بالمحافظات وكذلك المناطق المركزية والجيش المصرى العظيم بكامل أرض الوطن.
وأخيرًا أصبح الأمر معقودًا بمدى تماسك الجبهة الداخلية في اتحاد قوى وتماسك صلب ضد كل الاعداء باعتبار أن الجيش والشعب إيد واحدة وهو الدرس المستفاد في كل المعارك ويتأكد هذا المعنى تلك الأيام في الإنجازات التى تتم على أرض الواقع من أجل إحداث التنمية المستدامة في بلادنا.
وتبقي تحية لكل جنود وابطال الجيش المصري وفى القلب الجيش الثالث الميداني رمز الصمود والتحدي.