الهالووين هو احتفال يقام في أغلب دول العالم في نهاية شهر أكتوبر من كل عام خاصة في ليلة الـ31 من أكتوبر وذلك عشية العيد المسيحي الغربي عيد جميع القديسين، وكلمة هالووين مشتقة من "عشية القديسين"، وكانت تلك الاحتفالات مرتبطة بمواسم الحصاد وجني المحاصيل، والعلاقة بين المواسم الزراعية والطقوس المرتبطة بالمجهول والقوى الخارقة شائعة في التاريخ، وكانت تلك الاحتفالات سابقا تتضمن "التنبؤ بالمستقبل" في ما يتعلق بالموت والزواج وأمور شبيهة.
ومن ضمن التفسيرات الأخرى لهذا الإحتفال أن الموضوع له علاقة بعيد كلتي يسمى "سامهاين"، ويرتبط ببداية البرد والظلام (حيث يقصر النهار ويطول الليل)، فوفقا للمعتقد الكلتي، يقع إله الشمس في أسر الموت والظلام يوم 31 أكتوبر وفي هذه الليلة تتجول أرواح الأموات في ملكوتها، وتحاول العودة إلى عالم الأحياء، وفي هذه الليلة كان الكهنة الدارويديون (كهنة أتقياء في بلاد الغال القديمة وبريطانيا وايرلندا)، ويقيمون عيدا كبيرا وكانوا يؤمنون أن إله الموت العظيم، ويسمى سامهاين يدعو في هذه الليلة كل الأرواح الشريرة التي ماتت خلال السنة والتي كان عقابها بأن تستأنف الحياة في أجساد حيوانات، وبالطبع كانت هذه الفكرة كافية لإخافة الناس لذا كانوا يوقدون مشعلة ضخمة ويلتزمون بمراقبة شديدة لهذه الأرواح الشريرة.
وليلة الهالوين تسبق اليوم الذي يعرف في المسيحية بـ"عيد كل القديسين"فكلمة "قديس" لها مرادف هو "هالوماس"، وكانت هناك احتفالات مشابهة في الأيام الثلاثة التي تسبق أعيادا مسيحية أخرى، كعيد الفصح مثلا، تتضمن الصلاة لأرواح الذين رحلوا حديثا، وظهر هذا العيد في شكله الحديث في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر مع هجرة الايرلنديين اليها ومعهم عاداتهم وتقاليدهم وقصصهم.
وهناك مظاهر مختلفة للاحتفال به في أنحاء العالم حاليا ففي النمسا، يتركون بعض الخبز والماء ومصباحا مضاء على الطاولة قبل أن يخلدون إلى النوم في ليلة الهالوين، وهذا يهدف لاستقبال الأرواح الزائرة، وفي الصين، يضعون الطعام والماء أمام صور الأعزاء الراحلين، وجمهورية التشيك فيضعون الكراسي حول النار، واحد لكل فرد من أفراد العائلة الأحياء، وواحد لكل ميت.
وأكثر الاحتفالات ثراء تقام في المكسيك ودول أمريكا اللاتينية، حيث يعد الهالوين عيد مرح وفرح ومناسبة لتذكر الأصدقاء والأحبة الذين رحلوا، ومن مظاهر الاحتفال في العيد أن تقوم العائلات ببناء مذبح في منزلها وتزيينه بالحلويات والزهور وصور من رحلوا، بالإضافة إلى مأكولاتهم ومشروباتهم المفضلة، وينظفون المقابر ويضعون الزهور على القبور، وفي بعض الأحيان يضعون شخصا حيا في تابوت ويجولون به الحي أو القرية، بينما يلقي الباعة الفواكه والزهور في التابوت.
كما ارتبط الهالوين في العديد من الثقافات بثمار القرع، ولعل أهم رموزه ما يسمى بـ"مصباح القرع"، حيث تقول أسطورة إن شخصا كلتيا يدعى جاك كان كسولا لا يحب العمل، يسكر ويقطع الطريق، وكل هذا بسبب وسوسة الشيطان. لكنه كان ذكيا، وحين أراد جاك التوبة استدرج الشيطان وأقنعه بأن يصعد إلى قمة شجرة، وحين صعد الشيطان إلى قمة الشجرة حفر جاك صليبا في جذع الشجرة، ففزع الشيطان وبقي عالقا على قمة الشجرة، وحين مات جاك لم يسمح له بالدخول إلى الجنة بسبب أعماله، ولم يجد له مكانا في جهنم، بل حكم عليه بالتشرد الأبدي، وحتى لا يهيم في الظلام أعطي قبسا من نار جهنم، وفي الاحتفالات اللاحقة بالهالوين التي تستوحي قصة جاك، استبدل القبس بجزرة، ثم استبدله الأمريكيون بثمرة القرع. وهكذا نشأ مصباح القرع، وأصبح القرع كرمز ملازما للاحتفالات بعيد الهالوين في أمريكا الشمالية في وقت لاحق.
وهناك أشكال وألوان من ملابس وأقنعة الهالوين، تتغير عبر الأجيال وتتابع آخر تقليعات الموضة، ولكنها تدور حول فكرة الموت والأشباح بشكل عام، في السنوات الأخيرة بدأت الملابس والأقنعة تستقي أفكارها من شخصيات أفلام هوليوود، مثل "باتمان" و"سبايدر مان".