يعد اليوم العالمي للصدفية هو فرصة حقيقية لنشر الوعي بمزيد من المعلومات حول المرض ولتسليط الضوء على خطورة نقص المعلومات حول المرض، مما ينعكس سلبيًا على المرضى، ولعل اضطلاع المجتمع على حقيقة أنه ليس مرضًا معديًا فلا ينتقل مرض الصدفية عن طريق اللمس أو الاتصال الوثيق، يعد من الأمور الهامة التى تساهم في أن تقلل من الوصمة والتمييز والاستبعاد للأشخاص الذين يعيشون مع الصدفية.
واستمراراً لدورها الريادي في زيادة الوعي المجتمعي بالحقائق العلمية والطبية، تتعاون جونسون آند جونسون العالمية مع الجمعيات الطبية المختلفة، كما تهتم بتدريب الكوادر الطبية المتخصصة.
ويؤكد الخبراء أن الصدفية أحد أمراض المناعة الذاتية التي تشكل حملًا ثقيلًا جسديًا واجتماعيًا وعاطفيًا واقتصاديًا للمريض، بل إن هناك معركة محتدمة تحدث داخل جسم المريض لا يظهر منها على سطح الجلد سوى البقع السميكة المتقشرة، ورغم أنه مرض مزمن إلا أن هناك علاجات جيدة تستهدف جهاز المناعة والجلد.
ومن جانبه قال الدكتور عاصم فرج، أستاذ الأمراض الجلدية كلية طب جامعة بنها: مرض الصدفية هو مرض غير معدي، ويُعتقد أن هذا المرض يرجع لخلل مناعي ناتج عن بعض الجينات مع بعض العوامل البيئية التي تؤدي إلى ظهور المرض ووفقاً للإحصائيات العالمية، فهو يصيب نسبة 2% من البشر، وفضلاً عما يسببه هذا المرض من أمراض جسدية مصاحبة إلا أنه أيضًا يشكل عبء نفسي على المريض بسبب وصمة العار في المواقف الاجتماعية وتدهور جودة حياة المريض ويتزايد هذا العبء مع الظهور المبكر للمرض، إذ يُظهر المرضى المصابون بالصدفية زيادة في خطر الإصابة بالإكتئاب والقلق والتفكير في الإنتحار.
وأضاف، أن هذا العبء النفسي الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة، وهنا تظهر أهمية نشر الوعي بالمعلومات الطبية الصحيحة حول هذا المرض وتشير الأبحاث إلى أن الإجهاد النفسي الاجتماعي ليس مجرد نتيجة للصدفية ولكن يمكن أيضًا أن يكون متورطاً في تفاقم الأعراض مما يزيد من الإجهاد المرتبط بالمرض والذي يعاني منه المريض ويضعف جودة الحياة لديه.
وعلى ذات الصعيد قال الدكتور محمود عبد الله، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية كلية طب جامعة عين شمس: يعتبر مرض الصدفية مرض جهازي يصيب عدة أجهزة بالجسم، فمن المتوقع أن يصاب حوالي ثلث مرضى الصدفية بإلتهاب المفاصل الصدفي الذي ينطوي على تورم والتهاب وألم المفاصل، ولكنه في كل الأحوال غير معدي وعلى وجه الخصوص، ترتبط الصدفية بزيادة خطر الإصابة بأحداث وعائية شديدة مثل احتشاء عضلة القلب والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى ذلك تزداد معدلات انتشار عوامل الخطر لأمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وارتفاع نسبة الدهون فى الدم، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي التي تشمل السمنة البطنية، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون فى الدم عن تصلب الشرايين، ومرض السكري من النوع الثاني، ومقاومة الأنسولين ومرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول.
وأضاف، هناك أيضًا عبء مجتمعي لا يمكن إغفاله إذ تقل قدرة المرضى على العمل ويعانون من ضعف الإنتاجية والنشاط ولقد أظهرت الدراسات أن الصدفية شكلت 38% من إجمالي تكاليف الإنتاجية المفقودة، بينما يتغيب خمس المرضى عن العمل، وثلث المرضى لا تكون لديهم القدرة على الدوام بشكل كامل.
ومن جانبها أوضحت الدكتورة مهيرة حمدي السيد، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس وعضو جمعية الصدفية الدولية: أبرزت الأبحاث الحديثة في الطبيعة المرضية لمرض الصدفية أهمية الجهاز المناعي في هذا المرض، إذ توجد الآن آلية واضحة بخصوص السيتوكينات المؤدية لمرض الصدفية، فلقد أدى ظهور العوامل البيولوجية خلال العقدين الماضيين إلى تحسن كبير في علاج الصدفية، وتم إحراز تقدم كبير في العلاج البيولوجي لمرض الصدفية من حيث سلامة وفعالية هذه العوامل، حيث أحدثت حقيقة أن العوامل البيولوجية تتفاعل مع سيتوكين محدد (مثل IL-23) بطريقة مستهدفة ثورة في القدرة على علاج الصدفية مقارنة بعصر مثبطات المناعة الأكثر عمومية مثل الميثوتركسيت، وتشير أحدث الأدلة إلى أن IL-23 قد يكون هدفًا أكثر فعالية لعلاج الصدفية بشكل فعال، حيث أتاحت التطورات الأخيرة الفهم الحالي للدور الرئيسي لـ IL-23 باعتباره "منظم رئيسي" لإلتهاب المناعة الذاتية.
وأضافت، الشئ المبشر أن الدراسات التي أجريت على أحد مثبطات IL-23 في الصدفية أثبتت أن 7 من كل 10 مرضى قد حققوا بشرة نقية تقريبًا، وأن 5 من كل 10 مرضى حصلوا على بشرة نقية تماماً والتي تم الحفاظ عليها لمدة 5 سنوات مع استمرارية العلاج، وأن 6 من كل 10 مرضى أبلغوا عن درجة من صفر إلى واحد في جودة الحياة، مما يعني تحسنًا كبيرًا فى حياة المريض، وأن 82.1% من المرضى أبلغوا مؤشر جودة الحياة للأمراض الجلدية المرتبط بدرجة العمل / الدراسة (بمعنى أنه لا يوجد تأثير للجلد على العمل / الدراسة) وأثبتت الدراسات أيضًا أن 5 من كل 10 مرضى أبلغوا عن زوال القلق أو الاكتئاب بحلول الأسبوع السادس عشر.
ومن جانبه قال الدكتور رامز محسن، المدير التنفيذي جانسن للأدوية لمصر وشمال شرق أفريقيا والأردن: نؤمن أنه من حق المريض أن يتمتع بجودة حياة مرتفعة في المجتمع الذي يعيش فيه، ونحن نتمتع بخبرة كبيرة وممتدة في الأمراض المناعية بشكل عام، والصدفية بشكل خاص، وللاستمرار في تحقيق ما نؤمن به نبذل جهود ضخمة في مجال البحوث، والتطوير، لضمان توفير علاجات حديثة تلبي حاجة مرضى الصدفية.
وأكد محسن، أن جانسن مصر لا تدخر أى مجهود في رفع الوعي المجتمعي لمرض الصدفية وذلك من خلال رعاية العديد من الندوات العلمية الموجهة للمرضى فى مختلف المحافظات بالتعاون مع الجمعيات العلمية لمرضى الصدفية.
وأضاف، نحن نشترك في فعاليات التوعية بالأمراض المختلفة من منطلق مسئوليتنا نحو المرضى بالمساهمة في رفع الوعي المجتمعي بالأمراض المختلفة وعلى رأسها مرض الصدفية، والتأكيد على أنه مرض مناعي غير معدي، وذلك بهدف رفع المعاناة التي تشكل عبئاً كبيرًا على مرضى الصدفية، وكذلك نؤكد على حق المريض في الحصول على أحدث العلاجات ليتمكن من القيام بدوره في المجتمع بشكل فعال وإيجابي.
وأشار إلى أن منظومة التأمين الصحي والتأمين الصحي الشامل والعلاج على نفقة الدولة، قد حققت قفزات غير مسبوقة فى علاج المرضى، حيث تم إدراج أحدث البروتوكولات العلاجية البيولوجية المتطورة مما يضع مصر فى مصاف الدول التي توفر هذه العلاجات للمرضى بالمجان.