قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى سوريا جير بيدرسون، إن الحالة الإنسانية والأمنية في سوريا تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتكثيف عمل الدبلوماسية البناءة للمساعدة في إنقاذ الأرواح وإنهاء الصراع المستمر منذ 10 سنوات، كما تعكس ضرورة أن تواصل اللجنة الدستورية عملها بشكل عاجل لصياغة دستور جديد لسوريا.
وأعرب بيدرسون، في كلمته أمام جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي ليلة أمس، عن خيبة أمله حيال انهيار المفاوضات التي طال انتظارها من أجل صياغة دستور جديد لسوريا بعد ختام اجتماعات الدورة السادسة لهيئة الصياغة المصغرة التابعة للجنة الدستورية في جنيف يوم 22 من أكتوبر الجاري، والتي جمعت بين المندوبين المعينين من قبل الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، دون إحراز أي تقدم.
وقال بيدرسون، حسبما نقل مركز إعلام الأمم المتحدة اليوم الخميس، إنه بالرغم من "الصراحة والانفتاح والتفاعلات التي جرت بين الأطراف بحلول اليوم الأخير من اجتماعات جنيف، لم يتمكن أعضاء الهيئة الخمسة والأربعون من إحراز أي تقدم نحو عملية صياغة نصية مثمرة، علاوة على ذلك، أشار بيدرسون إلى أن الالتزام بالاجتماع مرتين قبل نهاية العام "غير ممكن للأسف".
وشدد المسئول الأممي على أهمية أن تواصل اللجنة عملها على وجه السرعة، قائلا: "ما زلت مقتنعًا بأن التقدم في أهداف اللجنة الدستورية ممكنًا، إذا تم بالطريقة الصحيحة، لكن دعني أؤكد أن هذا يتطلب تصميمًا حقيقيًا وإرادة سياسية لمحاولة بناء بعض الأرضية المشتركة".
وأشار إلى أنه على هامش هذه اللقاءات، أُثيرت ضرورة تسريع الجهود الجماعية بشأن ملف المعتقلين والمختطفين والمفقودين مع الدول الثلاث الضامنة في أستانا - إيران وروسيا وتركيا - وسيعقد المزيد من الاجتماعات في هذا الشأن، لافتا إلى أن عشرات الألاف من الأشخاص ما زالوا محتجزين ومخطوفين ومفقودين في سوريا حتى الآن.
في السياق ذاته، أخبر مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة في الشئون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مجلس الأمن خلال نفس الجلسة، بشأن الحياة اليومية المتردية في سوريا، حيث يعيش أكثر من 90 في المائة من السكان الآن تحت خط الفقر، ويكافحون في ظل وجود أزمة مياه حادة وانعدام الأمن الغذائي، فضلا عن تفشي وباء كوفيد-19.
وقال وفد روسيا في مجلس الأمن إنه من المهم ضمان استمرار عمل اللجنة الدستورية بقيادة وتنفيذ السوريين أنفسهم، دون تدخل خارجي أو فرض أطر زمنية مصطنعة.
وأكد الوفد أن نجاح مثل هذه الجهود سيعتمد على المهارات الدبلوماسية للمبعوث الخاص للأمين العام، بيدرسون، الذي يجب أن يكون على اتصال دائم مع السوريين لحل أزمة انعدام الثقة المتبادل وإيجاد حلول مقبولة لجميع الأطراف وللشعب السوري.