انطلقت منذ قليل، فعاليات اليوم الثاني على التوالي للمؤتمر الوطني الثالث والعشرين للجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، برئاسة الدكتورة أماني مجاهد، بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ببورسعيد، تحت عنوان "دور مؤسسات المكتبات والمعلومات والأرشيف في دعم التحول الرقمي للدولة" التي تحمل شعار "حتمية التحول الرقمي في عصر كوفيد ١٩"، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة بمناسبة اختيار بورسعيد عاصمة للثقافة المصرية لهذا العام.
وتأتي الجلسة العلمية الثانية بعنوان " استراتيجيات التحول الرقمي دراسات حالة لبعض مؤسسات المعلومات" وترأس الجلسة الدكتورة أمنية صادق.
تناول الباحث حسين محمد إبراهيم، من دولة "العراق"، في دراسته البحثية التي تحمل عنوان "استراتيجيات التحول الرقمي.. مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسبة المقدسة نموذجا"، الحديث عن تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تعد من أكثر العوامل الحاسمة التي دفعت المجتمع إلى إعادة النظر في تركيبة قطاعاتها وهياكلها المختلفة، وهذا من خلال تبنى التكنولوجيا وتخصيصها وتوظيفها في الرفع من مستوى أداء هذه القطاعات، باعتبار المكتبات جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع، فقد تأثرت باحتياجاته من خلال التحول من شكلها القديم المعتمد على المعالجة اليدوية لمجموعاتها إلى مكتبة حديثة تستخدم مختلف هذه التكنولوجيا من حواسيب وشبكات وتقنيات حديثة في معالجة ورقمنة مجموعاتها من مصادر المعلومات وإتاحتها مع تقديم خدمات تعتمد بصورة عامة على شبكات الإنترنت.
وأضاف الباحث، أن أشكال هذه التكنولوجيات تنوعت في مختلف أنواع المكتبات فمنها من قامت بحوسبة نظامها لتسهيل عملها وإتاحة فهارسها للاستخدام والاطلاع الواسع عن طريق شبكة الإنترنت، ومنها من تجاوزت هذه المرحلة وتوجهت إلى رقمنة مجموعاتها لغرض حفظها من التلف من جهة وإتاحتها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين من جهة أخرى، كما يلقي البحث الضوء على الاستراتيجيات التي قامت بها مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسبة المقدسة بوضعها لغرض التحول الرقمي والتطرق إلى المراحل التي مر بها هذا المشروع.
وأوضح أن هذه الدراسة تهدف إلى التعرف على واقع التحول الرقمي، والأسباب التي دعت المكتبة لهذا التحول، وكذلك أبرز المشاكل والمعوقات التي واجهت المكتبة للتحول رقميا، مضيفا أن استراتيجيات التحول الرقمي لمكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسبة المقدسة، تتضمن ست محاور وهي: "الإعداد والتجهيز، والبنية التحتية، والتطبيقات والأنظمة والاشتراكات، عمل موقع إلكتروني لهذه المكتبة، وتأهيل وتدريب العاملين، وإطلاق الموقع.
وقد أدت النتائج التي توصل لها البحث رفع الكفاءة الانتاجية للمكتبة، وتطوير مهارات العاملين فيها، تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستفيدين، والحفاظ على نتاج الفكر الخاص بالمكتبة، فيما توصل البحث لعدة توصيات لابد من الأخذ بها وهي: نظرا للتطوير المستمر في عملية التحول الرقمي فإنه من الضروري توافر جميع المتطلبات والأجهزة اللازمة لدعم وتطوير مشاريع التحول الرقمي مستقبلا، تحقيق الوعي المعلوماتي لدي المستفيدين وحثهم على اللجوء إلى الشكل الرقمي في الحصول على احتياجاتهم من المصادر الرقمية، عمل دورات تدريببة للعاملين بالمكتبة في مختلف تخصصاتهم.
يذكر أن فعاليات المؤتمر الوطني الثالث والعشرين للجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف، قد انطلقت أمس الثلاثاء وتستمر حتى غد الخميس.
