قال الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ، يلعب الإسخاتولوجي "علم الأمور الأخيرة - الأخرويات" دورًا كبيرًا في انتعاش الحالة الروحيّة لدى المؤمن، حيث يتقابل مع تحديات الحياة اليوميّة، وآلام الزمان الحاضر، والصراعات الفكريّة والوجوديّة، برجاء حقيقي يملأه بيقين النصرة النهائيّة مهما ضاق به الزمان. فهو بمثابة تعزيّة روحيّة حقيقية تنعش القلب، وتُبهج الروح، وتُطلق الوجدان، وذلك لأنه حقيقة مبنيّة على يقين قيامة يسوع المسيح من بين الأموات، تلك الحقيقة التي تقف وبقوة أمام كل أصوات الإحباط واليأس، وكل قوى العبثيّة والعدميّة، وتؤكد أن هُناك غاية نهائيّة إيجابيّة لهذا الوجود.
وأضاف زكي خلال ما نشره بعنوان "الإسخاتولوجي، حقيقة مستقبلية وحالة وجودية" بمجلة النسور الصادرة عن الهيئة القبطية الإنجيلية ، وقام عدد كبير من صفحات التواصل الاجتماعي اليوم الأربعاء ، بانه لا يُمكن اختزال الإسخاتولوجي باعتباره هو الحقائق البعيدة فقط، والتي سوف تحدث وتظهر في آخر الزمان، ولكنه هو تلك الحقيقة الوجوديّة أيضًا، التي تبقى باستمرار في الكنيسة غير المنظورة التي تعيش دائمًا في الحاضر بحسب مبادئ ملكوت الله. فهو طريقة فهم التحقيق الكامل للخلاص كحدث مستقبلي، وأيضًا كسلسلة مِن الأحداث تقودنا نحو المستقبل، فهو بشكل ما ينتمي للحاضر ويرتبط به.
وتابع زكي : لذا يقودنا الإسخاتولوجي إلى حركة ديناميكيّة وجوديّة، تدفعنا إلى الأمام نحو مزيد مِن التنمية والتنوير، فهو نهاية الشر والظلم والفقر، والقضاء على الفساد والعبوديّة والقسوة، وإنقاذ العالم من براثن التطرف والكراهية والعنف. لذلك يُحرك فينا الإسخاتولوجي الرغبة إلى النهضة والإصلاح ويدفعنا دفعًا إلى العمل الجاد والدؤوب للارتقاء بالكنيسة والمجتمع.