تتواصل جهود مصر نحو الاستفادة القصوى من ثرواتها الطبيعية، وبالشراكة مع الشركات العالمية حققت مصر اكتشافات بترولية هائلة على مدى السنوات الماضية وعلى رأسها حقل "ظهر" عملاق الغاز في البحر المتوسط، ولعل آخر هذه الجهود كان الإعلان عن 3 اكتشافات بترولية جديدة فى الصحراء الغربية.
وقال بيان صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية، مساء الثلاثاء، إنه تم اكتشاف مصادر جديدة بترولية وغازية فى الصحراء الغربية بمصر من خلال ثلاثة آبار استكشافية جديدة فى مناطق امتياز مليحة وجنوب غرب مليحة.
وأوضح أن شركة إينى حققت ثلاثة اكتشافات جديدة فى مناطق امتيازات مليحة وجنوب غرب مليحة، بالصحراء الغربية فى مصر. وتضم اكتشافات بترول وغاز ومتكثفات فى عقد تنمية مليحة، واكتشاف بترولى فى منطقة امتياز جنوب مليحة .
وكشف البيان عن معدل الإنتاج المتوقع من الآبار الجديدة حيث قال إنه تم تحقيق الاكتشافات في امتياز تنمية مليحة من خلال بئرى ياسمين W-1X وMWD-21، اللذين تم حفرهما على التوالى فى منطقة آمان جنوب العميقة بالقرب من حقل غرب مليحة العميق .
ويقع بئر ياسمين W-1X على مسافة 5 كيلومترات غرب حقل ياسمين، حيث أسفرت إختبارات الإنتاج عن معدل إنتاج 2000 برميل يومى من الخام الخفيف و7 ملايين قدم مكعب يوميا من الغاز المصاحب. كما أسفر البئر MWD-21 الذى تم ربطه بالفعل على الإنتاج، عن معدل إنتاج مستقر يبلغ 2500 برميل يوميًا.
وفي امتياز جنوب غرب مليحة، تم تحقيق الكشف من خلال بئر SWM-4X ، ويقع على بعد 35 كم جنوب حقل مليحة، وأسفر الاختبار عن معدل إنتاج حوالى 1500 برميل مكافئ زيت يوميا، ويبلغ إجمالى الاحتياطى المؤكد الذى أسفرت عنه الآبار الثلاثة حوالى 50 مليون برميل مكافئ زيت من الموارد البترولية، هذا وتضيف كلا من الآبار الثلاثة إجمالى إنتاج حوالى 6000 برميل مكافئ زيت يوميًا، بحسب بيان الوزارة.
وأكد خبراء البترول والاقتصاد أن الاكتشافات البترولية المتتالية، تقود مصر نحو التحول إلى مركز إقليمي لتجارة المواد البترولية والغاز، كما تسهم في النهوض بالعديد من الصناعات التكميلية القائمة على الغاز مثل البتروكيماويات والأسمدة وغيرها من الصناعات.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور رمضان أبو العلا، خبير هندسة بترول، إن الاكتشافات المصرية المتتالية من البترول تعمل من شأنها جذب المزيد من رؤوس الأموال إلى مصر، مؤكدا أن الاكتشافات البترولية لن تنعكس نتائجها على قطاع البترول فقط بل يتمد أثرها لإنعاش العديد من الصناعات مثل الحديد والصلب والأسمدة والبتروكيماويات.
وأضاف "أبو العلا" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن هذه لاكتشافات الضخمة تضع مصر في مقدمة دول حوض المتوسط في إنتاج المواد البترولية، والنقطة الأهم هي أن مصر نجحت وخلال فترة قصيرة في التحلل من الاستيراد إلى التصدير في فترة وجيزة".
وعن الصناعات التي ستنتعش بعد الاكتشافات البترولية، أكد أبو العلا أنه يأتي على رأس هذه الصناعات البتروكيماويات والأسمدة والأسمنت والحديد والصلب، بالإضافة إلى جذب استثمارات ضخمة في مجال الطاقة، حيث تؤكد التقارير الدولية أن مصر أصبحت من أفضل وأهم الوجهات الاستثمارية في قطاع الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من جهته، قال الدكتور وائل النحاس، الخبير الاقتصادي، إن النقطة المضيئة والأهم في اكتشافات مصر البترولية هو التحول من الاستيراد إلى التصدير، والتوسع في استثمارات الطاقة من خلال مصانع إسالة الغاز في كل من دمياط وإدكو.
وأكد النحاس في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن البعد عن الاستيراد والتوسع في الاستثمارات المتخصصة في مجال الطاقة بجانب دوره المهم في التخفيف عن الموازنة العامة لمصر، إلا أنه من الممكن أن يسهم في تعظيم الإنتاجية من خلال التوسع في المزيد من قطاعات الطاقة والنهوض بالصناعات المرتبطة بالبترول مثل صناعة البتروكيماويات.
وأشاد النحاس بدخول مصر بقوة في مجال إسالة الغاز التي ترفع من تنافسية مصر بين الدول المنتجة للغاز المسال، مشددا على أن فكرة التصدير للغاز الخام، أو تصدير المواد البترولية في صورتها الأولية يعد خسارة كبيرة لمصر، ومن هنا يجب التوسع في الصناعات كثيفة الإنتاج تعتمد بشكل أساسى على اكتشافات البترول الكبيرة، والدخول في صناعات أخرى مثل الأسمدة والسجاد والقائمة على الاستغلال الأمثل لاحتياطات مصر الكبيرة من الغاز.