بمناسبة احتفال جامعة المنصورة باليوبيل الذهبي العام القادم (١٩٧٢-٢٠٢٢)، استضافت لجنة التوثيق والتأريخ للجامعة برئاسة الدكتور عمرو سرحان عميد كلية الطب الاسبق، وفي حضور الدكتور اشرف عبد الباسط رئيس الجامعة، أستاذنا الدكتور أحمد أمين حمزه، الأستاذ المتفرغ بكلية العلوم-جامعة المنصوره، والشاهد علي تاريخ جامعة المنصورة منذ التحاقه بها كمدرس بكلية العلوم منذ اكثر من نصف قرن من الزمان. الدكتور حمزه شهد أهم احداث الجامعة وكان أحد أهم الشخصيات الأكاديمية المرموقة التي ساهمت في إحداث نهضة جامعة المنصورة العلمية، وتألقها كأحد أهم الجامعات المصرية علي المستويين المحلي والدولي. تقلد د أحمد حمزة المناصب القيادية في كلية العلوم وفي جامعة المنصورة وكان سببًا رئيسًا في كل النجاحات التي حققتها جامعة المنصوره. تولي الدكتور حمزة منصب نائب رئيس جامعة المنصوره لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ثم عمل رئيسًا لجامعة المنصوره لفترتين متتاليتين حتي بلوغ سيادته سن التعاقد (٦٠ سنة) في سنة ٢٠٠١.
بعد ذلك تولي سيادته رئاسة الجامعة البريطانية في القاهرة لمدتين متتاليتين، وحاليا يتقلد منصب رئيس مجلس الامناء لجامعة المنصوره الجديدة الاهلية، وعضو لجنة التعليم والبحث العلمي باكاديمية البحث العلمي.
كان الدكتور حمزة أول من تقلد منصب نائب رئيس جامعة المنصوره لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، وكان له سبق إنشاء هذا القطاع وتحديد مهامه عندما كان استاذنا الدكتور محمد عمارة رئيسًا للجامعه في النصف الاول من تسعينات القرن الماضي. خلال تلك الفترة نجح الدكتور حمزة في ان يجعل للقطاع دورًا مهما في اهتمامات الجامعة بخدمة المجتمع والتفاعل مع المجتمع الخارجي بالاضافة الي التعليم والبحث العلمي. كما نجح في اجتذاب وشراكة المهتمين بشؤون البيئة مثل الخبير العالمي الدكتور مصطفي طلبه، وكان أول من وضع الاساس لعمل قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة في كل الجامعات المصرية.
وعندما تقلد ا د احمد حمزة رئاسة جامعة المنصورة، أولي اهتماما خاصًا بالمستشفيات الجامعية والمراكز الطبية وشرع في انشاء المراكز الطبية الثلاث لتخصصات النساء والتوليد، وجراحة العظام والامراض العصبية. كما اهتم سيادته باستكمال منشآت الجامعة وافتتاح كليات جديدة. إلا ان أعظم ماقام به د حمزة اثناء فترة رئاسته لجامعة المنصوره كان إنشاء مركز تقنية المعلومات، واسناد رئاسته الي المرحوم الدكتور منير عبد الرزاق، عبقري البرمجيات الذي انشأ برامج التقنية لادارة شؤون الطلاب والخريجين، وشؤون أعضاء هيئة التدريس، وشؤون المرضى، وانشأ شبكات لربط كل إدارات الجامعه الكترونيا. كان التفوق في الخدمات الالكترونية وميكنة جامعة المنصورة، الذي أدخله د حمزه مع د منير عبد الرزاق هو أحد اهم علامات التميز في جامعة المنصوره منذ أكثر من ٢٠ سنة وحتي اليوم. ولذا لا غرابة ان تكون برامج جامعة المنصوره الالكترونية هي الاكثر مبيعًا في الجامعات المصرية والعديد من الجامعات العربية. ولم تكن مفاجأة فوز مركز التقنية بجامعة المنصورة ومديرها النشط الدكتور شريف كشك بجائزة احسن موقع الكتروني تفاعلي في منافسة التميز الحكومي التي شهدها رئيس مجلس الوزارة الدكتور مصطفي مدبولي ووزيرة التخطيط د هاله السعيد الاسبوع الماضي.
وعلي المستوي الشخصي، كان لي عظيم الشرف ان تعرفت علي استاذنا د. أحمد حمزة منذ أول لقاء بيننا في مكتب رئيس الجامعه سنة ١٩٩٦، وقبيل سفري الي بعثة الي انجلترا. قابلني سيادته بترحاب شديد وحفاوة بالغة واستجاب لطلبي في انهاء اجراءات السفر علي الفور. الطريف ان الممتحن الخارجي لمناقشة الدكتوراه في جامعة مانشستر سنة ٢٠٠١، كان أستاذًا بجامعة ليدز (بروفيسور ستيوارت براون)، بعد ان أنتهينا من المناقشة، وقبل ان يقول ليً مبروك علي النجاح قال مبتسمًا " بلغ سلامي للدكتور احمد حمزه زميلي الذي زارني في جامعة ليدز". وبعد عودتي الي جامعة المنصوره سنة ٢٠٠٣، تعرفت أكثر علي شخصية استاذنا الدكتور أحمد حمزة الفريدة وصفاته الحميدة وتواضعه الجم وخلقة الحسن وأفراد اسرته النبلاء. ومن شهادات كل من تعامل مع الدكتور حمزة من العاملين بجامعة المنصورة، ومن اعضاء هيئة التدريس السابقين والحاليين، سمعت قصصا عديدة عن موضوعية وعدالة الدكتور حمزة، وبعده عن كل اشكال المحسوبية والمحاباة، ونظافة يده وعفة لسانه وحسن خلقه. اهم الشهادات التي سمعتها كانت من استاذنا الدكتور محمد عماره (رحمه الله تعالي)، حيث اقسم سيادته ان الدكتور حمزه هو انظف يد واطهر قلب قابلها في حياته. وعندما عملت عميدا لطب المنصوره (٢٠١٥-٢٠١٩) كان الدكتور حمزه عضوا في مجلس الجامعة، وكان مكلفا بملف جامعة المنصوره الاهليه في مدينة جمصة، وابلي فيه بلاءً حسنا. وأخيرًا كان لي عظيم الشرف ان زرت الجامعة البريطانية في مصر، وهي الجامعة التي تدين له، مثلما تدين له جامعة المنصوره بعظيم الامتنان والتقدير. وتعرفت كذلك علي ثقافة الدكتور حمزة واسرته العظيمة من خلال صالون الدكتور احمد جمال الدين موسي الثقافي. وفي كل مرة اقابل استاذنا الفاضل أو احد افراد اسرته، يزداد حبي واحترامي وعظيم تقديري لسيادته ولافراد اسرته المتميزين. وفي النهاية أدعو الله سبحانه وتعالى ان يمد في عمر استاذنا الفاضل د احمد امين حمزه، وان يمتعه بالصحة والعافية، وأن يوفقه في الاستمرار في خدمة التعليم والبحث العلمي في مصر.
آراء حرة
دكتور أحمد أمين حمزة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق