في مثل هذا اليوم ٢٦ أكتوبر عام 1954م وقعت حادثة المنشية وهي حادثة إطلاق النار على جمال عبد الناصر، أثناء إلقاء خطاب في ميدان المنشية بالإسكندرية ، وكانت ضمن خطة إخوانية لاغتيال جمال عبد الناصر، والخطة كانت مرسومة لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة ونحو 160 من ضباط الجيش، وضبطت وقتها مخازن سلاح ومفرقعات تابعة للإخوان تكفى لنسف جزء كبير من القاهرة والإسكندرية.
وهناك الكثيرون ممن وثقوا هذه الواقعة، ولكن تبقى شهادة خليفة عطوة خليفة، المتهم الثالث فى الحادثة التى تمر ذكراها اليوم هي الأكثر زخما لأن الرجل حي يرزق ويحتفظ بأسرار الكواليس، فلازال يتذكر تفاصيل محاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية بمحافظة الإسكندرية أثناء إلقائه خطابا وسط الجماهير الغفيرة، وروى خليفة عطوة، كواليس الحادث وملابسات مشاركته فى الواقعة الشهيرة، وسعيه ومجموعة من أفراد تنظيم الإخوان الإرهابى لاغتيال جمال عبد الناصر، بذاكرة حديدية، وبكلمات تلقائية.
وعن حادثة المنشية يقول: " أنا كنت مشارك فى هذه الواقعة، وأنا الشخص الوحيد الذى لازال على قيد الحياة، فمن يريد أن يتحدث فى هذه الواقعة عليه العودة لى، وأنا أتحدى أى إنسان يعرف ما أعرفه عن هذه الواقعة التى شاركت فيها عندما كنت صغيرا فى السن"، مضيفًا: "حادثة المنشية كانت كلها بتكليف من جماعة الإخوان التى خططت لاغتيال عبد الناصر ونحن كنا شباب فدائى والجماعة أقنعتنا بأوراق مزيفة أن جمال عبد الناصر اتفق مع الانجليز باتفاقية الجلاء، لذلك شاركنا فى محاولة الاغتيال، فهذه الجماعة كذبت علينا لأنها جماعة إجرامية".
وأوضح أنه فى اليوم التالى للحادثة تم محاكمة المتهمين من قبل محكمة برئاسة مجموعة من الضباط الأحرار وهم جمال سالم وحسين الشافعى وأنور السادات، وعقب إصدار الحكم بالإعدام تم ترحيلنا لسجن القلعة لنقضى فيه 21 يوما"، وعن كيفية عودته للحياة مرة ثانية بعدما تم الحكم عليه بالإعدام قال: "فى ذات ليلة تم اصطحابنا لمكان غير معلوم لنرى أنفسنا أمام جمال عبدالناصر، فإذا بنا نقف أمامه وهو يراجع أوراق وينظر إلى صور الحادثة، وسألنا لماذا شاركتم فى هذه الجريمة وأنتم معروف عنكم أنكم من الفدائيين قلت له: لأنك خائن وبعت مصر، فاستفسر منا عن هذا الاتهام، فقلت له أن الإخوان عرضت علينا أوراقا تؤكد أنك اتفقت مع الانجليز، فجلب لنا عبد الناصر الأوراق الصحيحة ووقتها عرفت أن الإخوان خدعونى بأوراق كاذبة ومزيفة".
وتابع قائلا: "اقتنع عبد الناصر اقتنع تماما اننا كنا فاهمين غلط وأن الإخوان قدموا لنا أوراق غلط عن المعاهدات، وكنا وقتها لم نعرف أن جمال عبد الناصر هو القائد الحقيقى لثورة يوليو".