انطلقت الجلسة العلمية الأولى تحت عنوان "البيانات الضخمة والتحول الرقمي" وتديرها الدكتورة فايقة حسن رئيس الجلسة.
تناولت الدكتورة يارة ماهر محمد قناوي، أستاذ مساعد بقسم المكتبات والمعلومات بجامعة المنيا، في ورقتها البحثية التي تحمل عنوان "دور أبعاد المدن الذكية المستدامة في تعزيز مشاركة المواطن الرقمية بالمكتبات العامة في مصر.. دراسة تحليلية"، الحديث قائلة: إن المكتبات المؤسسات الخدمية ومراكز المعرفة تعد بمثابة العمود الفقري والأساس لأي مجتمع، حيث توفر الوصول إلى المعلومات وتنشأ رفاهيته الثقافية ووفقاً للقانون الخامس لعلم المكتبات كما ذكر "Ranganathan,1931" والذي يبرر أن المكتبة "كائن حي متنامي" وتتمثل في ثلاثية المكتبات: المستفيدين، والخدمات، والموارد، ويوضح هذا القانون الديناميكية في النمو واتساع نطاق خدمات المكتبات في العالم الرقمي بالقرن الحادي والعشرين والتي تضم "الأشخاص المبدعين، المكتبات الذكية، والخدمات الذكية".
وتابعت: نحن نعيش في عالم التحول التكنولوجي الذي يدفعنا نحو جيل المكتبات عالي التقنية ومع تطبيق الشبكة العنكبوتية في المكتبات الإلكترونية وخاصة تطبيقات ويب 3.0 التي تعتمد على التكنولوجيا التفاعلية وتمكين مشاركة المستفيدين في إنشاء المحتوى "Barysherv,2018" وقد تبين أن الإنترنت وسيلة ضرورية ومكملة للخدمات المقدمة للمستفيدين في المكتبات التقليدية والإلكترونية "Barysherv,2015" وفقا لكلا من Chen"
Schutz1999" ويعتقد الكثيرون أننا نقترب من بداية الألفية الثالثة الذي تشكل فيه الشبكة البنية التحتية للحياة اليومية ولكي يحدث هذا التحول فعلياً يجب تعزيز وظائف الشبكة بما يلاءم هذا التطور كما يشهد القرن الحادي والعشرين العديد من الابتكارات الحديثة والشبكات اللاسلكية والإنترنت هو الأصل التاريخي لكل هذه التقنيات "Javier,f, 2011 حيث تتمتع مكتبات الويب الرقمية بعلاقة تكاملية تجعل نشر المعلومات عملية خالية من الصعاب وتتخذ شكل مكتبات ذكية، وعلي المستوى العملي تتغير المكتبات باستمرار وفقاً لاحتياجات المستفيدين والبيئة التكنولوجية المتطورة والنمو الواسع للبيانات (CAO, G, 2019) .
وأوضحت ماهر، أن الهدف من الدراسة هو التعرف على مستوي أبعاد المدن الذكية المستدامة بالمكتبات العامة في مصر (وسائل الراحة الرقمية، والنمو الذكي، والبيئة الذكية المستدامة، والحوكمة الذكية"، والتعرف على مستوي أبعاد مشاركة المواطن الرقمية بالمكتبات العامة في مصر، وتحليل العلاقة بين أبعاد المدن الذكية المستدامة وبين أبعاد مشاركة المواطن الرقمية، والتعرف على البرامج والخدمات التي تطبقها المكتبات العامة التي تسهم في التحول إلى إستدامة المدن الذكية، إضافة إلى تحديد مدي مساهمة أبعاد المدن الذكية المستدامة في تعزيز مشاركة المواطن الرقمية، وقياس دور المشاركة المجتمعية في تقييم الإستدامة الإجتماعية.
وتوصلت ماهر خلال دراستها إلى عدة نتائج وتوصيات جاءت كالتالي: أن هذه الدراسة تعد من أوائل الدراسات التي مزجت بين المدن الذكية المستدامة ومشاركة المواطن الرقمية، ومن مؤشرات الأداء الرئيسية التي حددها الفريق المتخصص المعني بالمدن الذكية المستدامة "وسائل الراحة الرقمية، النمو الذكي ونوعية الحياة، البيئة الذكية، الحوكمة الذكية".
كما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسط الحقيقي والمتوسط الإفتراضي لعينة الدراسة في استدامة المدن الذكية بأبعادها المختلفة مما يشير الي ارتفاع مستوي عينة الدراسة علي متغير استدامة المدن الذكية، وبلغ المتوسط الإفتراضي لبعد وسائل الراحة الرقمية 27 بإنحراف معياري مقداره 5.94 مما يشير الي إرتفاع مستوي بُعد وسائل الراحة الرقمية لدي عينة الدراسة، وجاء المتوسط الإفتراضي لبعد النمو الذكي 24 بإنحراف معياري مقداره 4.41 مما يشير الي إرتفاع مستوي بعد النمو الذكي، بينما المتوسط الإفتراضي لبُعد البيئة الذكية المستدامة 30 بنسبة 5.84 % مما يشير الي إرتفاع مستوي بُعد البيئة الذكية المستدامة، وبلغ متوسط إستبعاد أبعاد المدن الذكية المستدامة لكل 111 بإنحراف معياري 17.34، مما يشير الي إرتفاع مستوي أبعاد المدن الذكية المستدامة ككل لدي عينة الدراسة، لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المتوسط الحقيقي والمتوسط الإفتراضي لعينة الدراسة في معيار الأمن الرقمي مما يشير الي وجود مستوي متوسط لدي عينة الدراسة.
وبلغ المتوسط الإفتراضي لإستبيان مشاركة المواطن الرقمية ككل 78 بانحراف معياري 13.79 مما يشير الي إرتفاع مستوي مشاركة المواطن الرقمية لدي عينة الدراسة، وجود علاقة إرتباطية موجبة دالة احصائياً عند مستوي0.01 بين أبعاد إستدامة المدن الذكية وأبعاد مشاركة المواطن الرقمية وهذا دلالة علي أنه كلما إرتفع درجة إستدامة المدن الذكية بأبعادها المختلفة كلما إرتفع معها درجة أبعاد مشاركة المواطن الرقمية والعكس، وقد أظهرت الخطوة الأولي أن اكثر المتغيرات المستقلة إسهاما في تباين المتغير التابع لمشاركة المواطن الرقمية لدي عينة الدراسة هو بعد الحوكمة الذكية فقد بلغ قيمة الإرتباط 788.0 بنسبة 0.62 % .
أما التوصيات فقد تضمنت أنه يجب وضع معايير لتقييم إسهامات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات في جعل المدن أكثر ذكاءاً واستدامة، ونشر ثقافة الوعي الرقمي بالمدن الذكية المستدامة التي تعد جزءا من ركائز المواطنة الرقمية، وإقامة ورش عمل بتطبيق سياسات النمو الذكي بالتعاون مع المراكز والجامعات ذات التوجه التخطيطي التنموي لشرح أهداف هذه السياسة وأهم التجارب العالمية والعربية التي إعتمدتها، وتصميم برنامج تدريبي متكامل للتوعية بقيم المواطنة الرقمية للعاملين والمستفيدين بالمكتبات، وزيادة إهتمام المكتبات بتطبيق معايير الإستدامة البيئية في اجراءتها الإستراتيجية والإدارية، إلى جانب توعية المواطنين بالتعامل مع الخدمات الذكية لضمان استدامتها والإستفادة منها، وإنشاء دليل حول إجراءات الإستدامة الذكية لنظم المعلومات والمكتبات.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني الثالث والعشرين والمنعقد الآن تحت عنوان "دور مؤسسات المكتبات والمعلومات والأرشيف في دعم التحول الرقمي للدولة"، الذي تنظمه الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ببورسعيد، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة بمناسبة اختيار بورسعيد عاصمة للثقافة لعام ٢٠٢١، مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
ويحمل المؤتمر شعار "حتمية التحول الرقمي في عصر كوفيد ١٩"، وتستمر فعالياته حتى ٢٨ أكتوبر الجاري.
