انطلقت منذ قليل، الجلسة العلمية الأولى تحت عنوان "البيانات الضخمة والتحول الرقمي" وتديرها الدكتورة فايقة حسن رئيس الجلسة.
وتناولت الباحثة علا نبيل القصاص، مدرس مساعد بقسم المكتبات والمعلومات جامعة المنوفية، في دراستها البحثية التي تحمل عنوان "أدوات تحليل وعرض البيانات الضخمة في المكتبات.. نماذج وتطبيقات" الحديث عن أهداف هذه الدراسة وهي: التعرف على الأدوات والتقنيات المستخدمة لتضمين تحليل البيانات داخل بيئة المكتبات ومؤسسات المعلومات، وذلك بدءا من مرحلة تسجيل البيانات وحفظها وتطبيق التحليلات المناسبة حسب نوع البيانات، وصولا إلى العرض المرئي للبيانات التي تم تحليلها، وذلك بتقسيم هذه الأدوات تحت ثلاث أطر رئيسية وهما: التحليل بالدفعات، والتحليل المتدفق، والتحليل التفاعلي، وذلك بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، وذلك باستخدام أسلوب البحث الوثائقي للبحث في أدبيات الموضوع المتعلقة بتحليل البيانات الضخمة وتوظيفها في تخصص المكتبات وعرض النماذج الفعلية المطبقة لهذه التقنيات في المكتبات ومؤسسات المعلومات.
وتابعت: استخدام أسلوب البحث التحليلي لعرض طبيعة أدوات تحليل وعرض البيانات والطرق المتنوعة لتطبيق تقنيات المرئيات حسب نوع البيان، ومن أهم نتائج هذه الدراسة أن الأداة "Data Hero" من أدوات عرض البيانات البسيطة للغاية للمبتدئين حيث لا تحتاج إلى قدرات تقنية عالية، كما يوجد أدوات مثل "Gephi" التي تتعامل بشكل معقد مع فرز وتصنيف البيانات ومناسبة أكثر لعلماء البيانات.
وأضافت القصاص، أن تنوع عملية تطبيق تقنيات تحليل البيانات في المكتبات مثل تصنيف خدمات المكتبة بشكل مرئي جديد مثل أسلوب "Chernoff face"، وأيضا عرض مرافق المكتبة بالاعتماد على التحليل التفاعلي "نظم المعلومات الجغرافية" ، وإتاحة تطبيقات فعلية لتحليل البيانات تنوعت ما بين تحليل العلاقات بين إستخدام المكتبة وأداء الطلاب بالجامعة المفتوحة مثل "OU LDP"، وما بين إنشاء لوحات عمل "Dashboards" لجميع بيانات المكتبة وتحليلها مثل "Lib Analytics toolkit" وأخرى تمثلت في إنشاء مستودعات لمجموعات البيانات مثل "Ag Data commons beta".
وأشارت القصاص، إلى نماذج مطبقة لإدارة وتحليل البيانات الضخمة في بيئة المكتبات ومؤسسات المعلومات، وأنه مع الزيادة المستمرة في تلك البيانات التي يتم توليدها يوميا في المؤسسات المختلفة، أصبح من الصعب جمع وإدارة ومعالجة هذه البيانات بالأدوات التقليدية، فظهرت الكثير من الوسائل والأدوات التكنولوجية غير التقليدية، حيث ساعدت كثيرا في إدارة وتحليل تلك البيانات بكفاءة حتي يمكن تصورها بشكل فعال وإظهار الرؤى الخفية، التي تساعد كثيرا في اتخاذ القرارات بشكل سليم وفعال، وقد ظهر عدد من التطبيقات والنماذج حول توظيف تقني لإدارة وتحليل البيانات في عدد من المجالات المختلفة داخل بيئة المكتبات، وقبل عرض هذه النماذج لابد من وضع أسس أو عوامل نجاح تنفيذ هذه المبادرات أو المشروعات الخاصة بتحليل البيانات الضخمة.
توصلت القصاص في نهاية دراستها إلى عدة توصيات لابد بالأخذ بها وهي: ضرورة اضطلاع الجمعيات والاتحادات المهنية بإعادة صياغة التوصيف الوظيفي لاختصاصي المكتبات والمعلومات للتوافق مع علم البيانات، كما يمكن إعادة توظيف الهيكل التنظيمي في المكتبة ، بحيث يتم إضافة قسم جديد بالمكتبة خاص بتحليل البيانات لدعم اتخاذ القرارات الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية لأمناء المكتبات لإكسابهم مهارات التعامل مع البيانات الضخمة وجمعها وتحليلها والاستفادة منها في تطوير المكتبات، إلى جانب إجراء دراسات مستقبلية تجريبية لأدوات تحليل وعرض البيانات حتى يتم الخروج بنتائج واقعية ومؤشرات يستند إليها فعليا، إضافة إلى تدريس مقررات تحليل وعرض البيانات الضخمة لطلاب أقسام المكتبات والمعلومات ، للتعرف على طبيعة البيانات وكيفية إختيار نوع التحليل والعرض المناسب لها...الخ.
جاء ذلك خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الوطني الثالث والعشرين والمنعقد الآن تحت عنوان "دور مؤسسات المكتبات والمعلومات والأرشيف في دعم التحول الرقمي للدولة"، الذي تنظمه الجمعية المصرية للمكتبات والمعلومات والأرشيف بالتعاون مع مكتبة مصر العامة ببورسعيد، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة بمناسبة اختيار بورسعيد عاصمة للثقافة لعام ٢٠٢١، مع اتباع كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية.
ويحمل المؤتمر شعار "حتمية التحول الرقمي في عصر كوفيد ١٩"، وتستمر فعالياته حتى ٢٨ أكتوبر الجاري.