قال الدكتور يوسف عامر، رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، إن قرار الرئيس السيسي بإلغاء مد حالة الطوارئ بالبلاد قرار حكيم، يؤكد أن مصر بفضل شعبها وقيادتها الحكيمة، تمكنت من توفير مقومات صناعة حضارة جديدة تخدم الإنسان في كل مكان وزمان.
وأضاف عامر، في بيان له اليوم الثلاثاء، أن الحضارةُ نتاجُ جهودٍ جبارةٍ تصوغها عقولٌ وعلومٌ وآدابٌ وثقافات، ولا بد أنْ يسبقَ هذه الجهودَ وجودُ سياجٍ من الفكرِ المتوازنِ الذي يهيئُ الأفرادَ لاستيعاب هذه المهمةِ الثقيلة، ولذا حرص القرآنُ الكريمُ على التوازن الفكري، الذي يبدأُ من وجوبِ الإيمانِ بالله تعالى، ونبذِ كُلِّ مظاهرِ العبوديةِ لغير الله تعالى، والبعد عن كُلِّ إفراطٍ أو تفريطٍ فكريٍ أو سلوكيٍ على مستوى الفردِ أو المجتمعِ، وهو الذي يسمى بالتطرف، وعليه فإن أوّلَ مقوماتِ قيامِ الحضارةِ هي التوازن، ومقاومةِ أيِّ فكرٍ متطرف.
وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إلى أن التوازنَ الفكريِّ في المجتمع يمهدُ لوجود الاستقرارِ المجتمعي، الذي هو دليلُ التماسكِ والقوةِ، لافتا إلى أن التوازنُ والاستقرارُ يُكوِّنان مناخًا قابلاً لقيام الحضارة، ودون الاستقرارِ فلا يمكن ذلك، ومن هنا ندركُ عظمةَ ما يقوم به كُلُّ منْ يحاربْ التطرفَ فكرًا وسلوكًا، ويشارك في منظومة بناء الوعي الرشيد لاستعادة مكانتِنا اللائقةِ بين الحضارات.
وتابع عامر، أن البلاد واجهت في فترة من الفترات ظروفًا صعبةً أضرت بأمنها واستقرارها، وأثرت سلبًا في الحفاظ على المقاصد الشرعية الخمسة، وهي: حفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ الدين، وحفظ العرض وكرامة الإنسان، وحفظ المال (الممتلكات العامة والخاصة)، ما أوجب فرضِ حالةِ الطوارئ من أجل تحقيق الحفاظ على هذه المقاصد وتحقيق أمن الوطن واستقراره، استنادًا إلى أحكام مواد الدستور ومواد قانون الطوارئ، والآن باتت مصر بفضل شعبها العظيم ورجالها الأوفياء، واحة للأمن والاستقرار في المنطقة".