شارك المخرج مراد مصطفى ضمن فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، بفيلمه القصير “خديجة”، في عرضه العالمي الأول، ليعلن منذ أيام عن مشاركة الفيلم في الدورة الجديدة من مهرجان أيام قرطاج السينمائية.
وتدور أحداث الفيلم حول "خديجة" أم شابة في الـ١٨ من عمرها، تعيش بمفردها مع طفلها حديث الولادة، بعد أن غادر زوجها للعمل في مدينة نائية، وفي أحد الأيام تذهب للتجوّل في شوارع القاهرة الصاخبة للقيام ببعض الزيارات، ولكن تُشعر بعدم الارتياح وسط الأجواء المحيطة.
التقت “البوابة نيوز” بالمخرج الشاب، وتحدثنا معه عن فكرة العمل، والمحطة القادمة له، وبعض الأمور الخاصة بالفيلم.
** كيف جاءت فكرة خديجة؟
موضوع الفيلم كان يشغلني منذ فترة كبيرة، لأنه حدث أصبح موجود حولنا طوال الوقت، ونسمع عنه الكثير، لكن خوفنا من الأمر يجعلنا نهرب منه ولا نتحدث عنه، فهو فعل يحاكي المشاعر أكثر مما يحاكي العقل وهذا ما كان يشغلني طوال الوقت، إنه أمر ليس له تفسير فأحببت تقديم عمل أتساءل من خلاله وأقوم بطرح سؤال كبير.
** لماذا تعمدت ظهور الرجل في الفيلم أنه غائب أو عاجز أو متواكل ؟
لأنه هو جزء صغير من عالم خديجة أنا لم أغب أي شيء بل ركزت على خديجة، ووجهها طوال الفيلم فأصبح العالم من حولها غائبا وحاضرا أيضا في نفس الوقت ولكن في الخلفية.
** استخدام الآية القرآنية خلال العمل كانت توحي بالاطمئنان لكن المشهد الذي تلاها كان عكس ذلك؟
لأن هذا هو الظاهر فالاطمئنان هنا غير حقيقي هي تشعر بالضغط الاجتماعي والنفسي في كل لحظة.
** لماذا أظهرت خديجة ثابتة طوال تلك الفترة قبل الانهيار ؟
لأنه عندما كنت أشاهد شخصيات حقيقة مثل خديجة في التلفزيون يتعرضون لـ مثل هذا الفعل الذي سبق وقولت إنه يتحدى أي تفسير، وبالتالي كان دائما رد فعلهم الأمومي على هذا الحدث يأتي متأخرا وكأنهم كانوا في زمن ومكان آخرين عندما حدث ذلك و يستفيقون من تلك الصدمة متأخرا فأردت أن أحاكي ما يحدث في الواقع وأنها لا بد وأن تنفجر في لحظة، ولكن الأكيد بعد مرور وقت... فالبركان من الممكن أن يظل ساخنا وصهرا لسنوات ثم في النهاية لا بد أن ينفجر، و بناء على ذلك قررت أن يحدث هذا في اطار نهاية طويلة وصامتة تسيطر عليها سماع صوت أنفاس خديجة.
** ما الجديد لديك خلال الفترة القادمة؟
أعمل الآن علي مشروع فيلمي الطويل الأول وهو قد تم اختياره بمنصة مهرجان الجونة في تطوير المشاريع.
