حبست "قوات الدفاع الذاتي البحرية" اليابانية أنفاسها وهي تراقب قوة بحرية صينية روسية مشتركة، تمخر عباب بحر اليابان مقتربة من المياه الإقليمية اليابانية، وذلك إثر انتهاء مناورات أجرتها القوة المشتركة، شارك فيها منذ الأسبوع الماضي، عشر سفن حربية متنوعة الأغراض والعتاد تحت حماية مقاتلات متعددة المهام ومروحيات روسية متطورة.
وأثناء إبحاره في "بحر اليابان" في طريقه إلى غربي الباسيفيك، انقسم التشكيل البحري المؤلف من السفن العشر الصينية-الروسية إلى رتلين متساويين اخترقا "مضيق تسوجارو"، الفاصل بين جزيرتي "هوكايدو" و"هونشو" اليابانيتين، وهو مضيق دولي مثير للجدل نظرًا لضيق ضفتيه التي تصل أضيق نقاطه 12 ميلًا بحريا.
وقالت مجلة (ميليتري ووتش) الأمريكية - في تقرير من مراسلها في أستراليا، مايك ييو - إن اليابان تشتكي أن مياهها الإقليمية الممتدة بمحاذاة شواطئها في تلك المنطقة تقتصر على 3 أميال بحرية فقط (بما تعادل 6ر5 كيلومتر)، وهو ما يقل كثيرًا عن الـ12 ميلًا بحريًا (ما يساوي 2ر22 كيلومتر)، المسموح بها وفق القانون الدولي للبحار.
في ضوء تلك الوقائع، حسبما تشير المجلة، فإن ذلك يعني أن قوة العمل البحرية المشتركة الصينية- الروسية أثناء عبورها كانت تسير في المياه الإقليمية الدولية، مشيرة إلى أن القوة قامت إثر ذلك بجولة أخرى، إذ التفت السفن صوب الجنوب بمحاذاة الساحل الياباني، لتتجه غربًا بين جزيرتي سوميسو وتوريشيما الواقعتين ضمن أرخبيل جزر أوجازاوارا اليابانية في صباح 21 أكتوبر الجاري.
وضمت قوة العمل البحرية المشتركة سفنًا وفرقاطات تابعة للقوات البحرية لـ"جيش التحرير الشعبي الصيني" PLAN، كان في مقدمها المدمرة الثقيلة متعددة المهام "نانشانج" (101)، من طراز "تايب 055"، والمدمرة "كونمينج" (172) من طراز "تايب 052 دي"، والفرقاطتان "بينزهو" (515)، و"ليوزهو" (573) من طراز "تايب 054 إيه"، وصاحبت القوة سفينة الاستطلاع من طراز "تايب 903 إيه"، والتي حملت على جانبيها رقم (902).
على صعيد القوة البحرية الروسية المشاركة، تكشف المجلة أنها ضمت مدمرتين من طراز "أودالوي" هما "الأميرال تريبوتس" (564)، و"الأميرال بانتيلييف" (548)، إضافة إلى سفينتي كورفيت صغيرتين من طراز "ستريجوشيي"؛ هما "جروميكو" (335)، و"بطل الاتحاد الروسي ألدار تسيدينزابوف" (339)، علاوة على سفينة الصواريخ "مارشال كريليوف" (331).
وبترقب شديد، تابعت "قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية" JMSDF مسار القوة البحرية الصينية-الروسية لدى عبورها بمحاذاة المياه اليابانية، وتأهبت بعتادها البحري وكان في صدارتها كاسحتا الألغام "أوشيما" و"إيزوشيما" أثناء عبور السفن الروسية والصينية مضيق "تسوجارو" الضيق.
ونشرت القوات البحرية اليابانية مقاتلات حربية من طراز "بي-3 سي أوريون"، من السرب الجوي2، التابع لأسطولها في قاعدة هاشينوهي، والذي كُلف بإجراء مراقبة جوية للقوة البحرية الصينية-الروسية المشتركة.
ولدى اتجاه السفن الصينية والروسية صوب الساحل الشرقي الياباني، واصلت القوات البحرية اليابانية مراقبته وعززت من سفنها الحربية المشاركة بانضمام المدمرتين "ياماجيري" و"تاكانامي" لتكثيف المتابعة البحرية للقافلة المشتركة، وفي الوقت نفسه، اندفعت المقاتلات الاعتراضية التابعة لـ"الدفاع الذاتي الجوي الياباني" على الفور عند مشاهدة المروحيات الروسية "كاموف" من طراز "كا-27" و"كا-28" وهي تحلق فوق السفن الروسية- الصينية.
وقد شاركت قوة العمل البحرية المشتركة ضمن تدريبات "تفاعل البحر 2021" البحرية التي جرت خلال الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر الجاري.
ويقول بيان وزارة الدفاع الروسية إن المناورات شارك فيها سفينة إنقاذ وغواصة هجومية تعمل بوقود الديزل والكهرباء تابعتين لـ"جيش التحرير الشعبي الصيني" PLAN، وفي الوقت نفسه كانت الغواصة الروسية "أوست-بولشيرتيسك"، إضافة إلى كاسحتي ألغام، وقارب قاذف للصواريخ، وسفينة إنقاذ وإصلاحات للسفن، قد رافقت قوة العمل الصينية-الروسية المشتركة.
وتقول المجلة الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية "شاركت المقاتلات الروسية (سوخوي) من طراز "Su-30SM" المتعددة المهام، إضافة إلى مقاتلة مضادة للغواصات غير محددة الطراز، في المناورات البحرية بالذخيرة الحية وصواريخ مضادة للغواصات".
وأشارت إلى ما أعلنته البحرية الأميركية بأن مدمرة "يو إس إس شافي" كانت موجودة في المنطقة قبيل إغلاقها بسبب إجراء المناورات، ورغم ذلك زعمت روسيا أنها تعقبت مدمرة أميركية لإخراجها من حيز إجراء المناورات الحربية. ولم تتطرق المجلة إلى مزيد من التفاصيل عن الواقعة.