اعتبرت صحيفة (السياسة) الكويتية، أن تزكية مجلس الأمن الدولي لنتائج الانتخابات العراقية الأخيرة كانت الضربة القاضية لمعسكر الميليشيات العميلة لإيران، حيث لم تعد تجدي مطالبات هذا المعسكر بالفرز اليدوي أو إعادة الانتخابات في موعدها الأصلي عام 2022، وقالت: "إن هؤلاء يحاولون اليوم إثبات قدرتهم على زعزعة السلم الأهلي تحت شعار نكون الأقوى أو لا دولة".
وأكدت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، تحت عنوان (من بغداد إلى بيروت هزيمة طهران مجلجلة) - أن "الضغوط التي تمارسها هذه العصابات لن تغير في الواقع الذي أثبت فيه العراقيون أنهم ضجروا من الفساد والاهتراء في المؤسسات وانقياد الطبقة السياسية لإيران، بينما الشعارات المذهبية التي كانت تشكل قوة جذب قد سقطت مع انتفاضة أكتوبر عام 2019، وترجم ذلك في صناديق الاقتراع في العاشر من الشهر الجاري".
وأضحت أنه مهما كانت المواقف المعلنة لهذه القوى، ومن يتبعها في الشارع؛ فإن النتيجة تبقى هي التأكيد على أن التغيير لن يقف عند حدود بغداد، وأن أكذوبة سيطرة طهران على أربع عواصم عربية قد انكشفت، وظهر جليًا مدى ضعف هذا المحور الذي يتكبد يوميًا الخسائر السياسية، قبل العسكرية، وذلك بعد أن أقفل العراقيون الأبواب بوجه إيران؛ وهو ما يمثل قطع الأوكسجين عن بقية أعضاء المحور الذين هم أيضًا يحاولون التشبث بخشبة الهيمنة، ولو بالقوة في الدول التي لهم فيها وجود.
وربطت الصحيفة بين ما أسمته "الهزيمة الإيرانية عراقيًا" وبين افتعال "حزب الله" اللبناني الأحداث الدموية في منطقة الطيونة، ذات الحساسية لما لها في ذاكرة اللبنانيين من أثر مؤلم طوال الحرب الأهلية، وذلك في محاولة لعرقلة التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، فيما تعمل على خط آخر "لتطيير" الانتخابات البرلمانية التي ستجري في مارس المقبل، كي لا تفقد هيمنتها على المؤسسات الدستورية.
وفي العاصمة الثالثة (أي صنعاء)، ذكرت الصحيفة أن إيران مُنيت - أيضا - بسلسلة من الهزائم بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها جبهة مأرب، وتكبد الحوثي المزيد من الخسائر الكبيرة؛ ما يعني تأكيد فشل مخطط "تفريس" شبه الجزيرة العربية، والإطباق على الأماكن المقدسة في مكة والمدينة لتوظيفها في المشروع الأمبراطوري التوسعي.
وفي سوريا، نوهت الصحيفة بقيام دمشق بترميم علاقاتها مع العواصم العربية.
واعتبرت الصحيفة أن كل هذا وضع طهران على شفير الهاوية الاستراتيجية إقليميًا، يضاف إلى كل ذلك الموقف الأمريكي والأوروبي المتشدد من عودتها إلى طاولة مفاوضات فيينا، التي إما أن تقبل بها كما هي، أو أن تعود إلى مواجهة عقوبات أقسى من السابق.. مشيرة الى أن هذه التطورات الإقليمية والدولية تقابلها احتجاجات مستمرة في الداخل الإيراني، وتزايد النقمة على النظام الذي تسبب بأكبر كارثة اقتصادية ومعيشية وصحية لشعبه، وعزله دوليًا، ما يعني أن نهاية هذا الكابوس المذهبي التوسعي الذي أقلق العالم طوال 42 عامًا قد أصبحت وشيكة.