تحت أشجار الزيتون المثمرة، تجتمع العائلات السيناوية في جو يسوده الألفة والمحبة، لجني محصول الزيتون، يتبادلون الأحاديث والقصص ويرددون الأغاني، فمنهم من يقف أثناء اقتطاف حبات الزيتون، والبعض الآخر يجلس لإعداد الشاي والقهوة على الحطب، وآخرون يتسلقون الأشجار من الشباب والأطفال لجلب ما يبعد عن الأيادي.
فهو موسم بشائر الخير، ينتظره الأهالي في شهر أكتوبر ويستمر حتى منتصف نوفمبر، فتكثر فيه الخطبة والزواج، ويعد مصدر رزق للأهالي، ومصدر لإنتاج زيت الزيتون الطبيعي والنقي، والذي له العديد من المنافع والفوائد، فشجرة الزيتون شجرة مباركة، وصفها الله عز وجل في كتابه العزيز تعالى "شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار".
ويقول حسين صالح: الزيتون هو أشهر ما يكون في محافظة شمال سيناء، ننتظر موسم حصاده بكل فرح وسرور، فهو موسم الخطبة والزواج، فبعد حصاد المحصول وعصره لإنتاج الزيت، تقوم بعض الأسر ببيع هذا المحصول وإتمام زيجات أولادهم، والبعض الآخر من العائلات يحتفظ بما أنتجه لنفسه وأقاربه، حسب كمية الإنتاج، والتي تعتمد على المساحة المزروعة.
وأضاف "حسين" لـ"البوابة نيوز": زراعة الزيتون تعتمد على الري بالمياه المالحة أو مياه الأمطار، إلى جانب أنها تحتاج لبعض الأسمدة القوية والمبيدات، وهي أيضًا مقاومة لجميع العوامل الجوية من حرارة وعطش، وتقاوم ملوحة التربة.
حصاد الزيتون
من جانبها؛ تقول منال سلامة: موسم حصاد الزيتون يعتمد عليه الكثير من الأهالي في سداد الديون، وتوفير متطلبات الأسرة، ونقوم نحن السيدات بالمساعدة في جمع المحصول، وسط حالة من البهجة وفي جو يسوده المحبة، ونردد الأغاني مع أطفالنا مثل "على دلعونا وعلى دلعونا زيتون بلادي أجمل ما يكونا"، موضحة أن شجرة الزيتون تحتاج إلى ثلاثة سنوات تقريبًا لكي تطرح منذ بداية زراعتها، ثم بعد ذلك تطرح سنويا.
وتابعت "سلامة" لـ"البوابة نيوز": في بداية جني المحصول نقوم بالتخليل "مخلل الزيتون"، ثم نستخدم باقي المحصول لاستخراج الزيت، والذي له فوائد صحية وغذائية، فهو لا يحتوي على الكوليسترول المضر للقلب، ومن أشهر أنواع الزيتون "البيكوال، الإسباني الكروتينا، المانزويلا، الكالاماتا، العزيزي، التفاح".
ويقول سالم عبد الحميد، والذي يعمل في معصرة زيتون: الزيتون ثروة اقتصادية وغذاءً كاملا، موضحا أن ٨ كيلو من الزيتون كافية لاستخراج لتر من الزيت، وطريقة استخراجه إما أن تكون على الساخن أو البارد وهي الأكثر صحيًا.
وتابع "عبدالحميد" لـ"البوابة نيوز": تبدأ مراحل العصر بوضع الزيتون في قادوس سعة ٥٠٠ كيلو جرام، وينقل الزيتون إلى المغسلة للتنقية من الأوراق وغسله جيدا، إلى أن يصل للعجانة بها ٤ مراحل سعة الواحدة ٧٥٠ ك، ثم مرحلة فصل العجين من الماء والزيت، وآخر مرحلة وهي فصل الزيت عن الماء.
