تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على مدى اليومين الماضيين، تحذيرات من مخاطر انبعاثات سامة خرجت من بركان “لابالما” في إسبانيا وتصل الأجواء المصرية، حيث اناشرت العديد من المنشورات على موقعي التواصل فيسبوك وتويتر تطالب المصريين الامتناع عن الخروج من منازلهم خوفا من مخاطر انبعاثات بركان “لابالما” الإسباني.
تأثير بركان لا بالما على مصر؟، آثار هذا السؤال جدلا كبيرا في الفترة الأخيرة خاصة بعد زيادة حدة الزلازل الأرضية بأسبانيا ومن ثم حدوث زلزالين بمصر آخرهم مثل ٦درجات بالبحر الشرقي، ومن هذا المنطلق خرجت هيئة الأرصاد الجوية المصرية، بيانا عاجلا حول نشاط بركان "لا بالما" الإسباني، الذي بدأ منذ أكثر شهر توضح مدى تأثيره على مصر.
وقالت الهيئة في بيانها: إنه لا توجد علامات حتى الآن على توقف نشاط بركان لابالما، وان نشاطه أدى إلى زيادة حدة الزلازل وزيادة انبعاثات الرماد والغازات البركانية، فضلا عن تدفق الحمم البركانية وتدمير 2000 منزل ومئات الأفدنة من الأراضي الزراعية"، وإن غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2،د من ضمن المواد المتعلقة والذى يتفاعل مع الأكسجين والرطوبة ويشكل ضباب بركاني رمادي يسمي Vog، وأن الغاز منتشر ومتبعثر بشكل كبير يتوقع الحد الأدنى من التأثير على جودة الهواء السطحي والحد الأدنى من الأمطار الحمضية على أوروبا والمناطق المحيطة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية جامعة القاهرة: اليوم هو ٣٧ على حدوث البركان وهو من البراكين القوية في الوقت الحالي نسبياً، يخرج منه كمية كبيرة من الحمم البركانية وهي تكون دلتاوات في المحيط الأطلنطي، هناك بالفعل دلتا تكونت لابا من فتحات جديدة وأصبحت لابا تخرج من فوهات عديدة بالرغم من البدء بفتحه واحده يوم ١٩ سبتمبر، ويخرج كمية كبيرة من الغازات والابخرة لأن البركان يزداد نشاطه يوم عن يوم وزادت في الأيام الأخيرة.
وتابع في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه من أهم الغازات هو ثاني أكسيد الكبريت وهو عديم اللون ولكنه عندما يتفاعل مع المياه يحول حمض الكبريتيك إلى حمض قوي "مياه نار"، إذا وصلت هذه الغازات للإنسان واستنشقها تسبب مشاكل كبيرة خاصة لمرضى الصدر.
وأكمل لكن الغازات نظرا لأن البركان مرتفع لارتفاع فوهة الجبل فوق سطح البحر بحوالي ١٣٠٠ متر ذلك دعا الغازات تتجه إلى طبقات الجو العليا بالإضافة إلى أن الجزيرة بركان قديم وبها جبال خلفية ارتفاعها أعلى من البركان ب١٠٠٠ متر أصبح حاجز لهذه الغازات وهي متجه الى أوروبا التي على ارتفاع اكبر من ٢٥٠٠ متر، ثم تنتشر الى باقي أوروبا وآسيا وجزء من الرياح يأتي من أوروبا إلى السواحل الأوروبية بما فيها مصر.
وأشار إلى أن بالفعل وصلت غازات من عدة أيام لأوروبا لكنها سواء في شمال إفريقيا أو أوروبا بطبقات الجو العليا التي تتراوح ما بين ٣٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ متر لذلك لا يوجد خطورة على شمال إفريقيا أو أي مكان تذهب إليه طالما أن الغازات في ارتفاعات كبيرة لا تصل إلى الإنسان على السطح في الوقت الحالي.
وتابع لكن البركان مستمر ولا نعلم متى يتوقف ربما يستمر عدة شهور، البراكين التي تحدث بجزر الكناري أعمارها من أسابيع لعدة شهور وربما أكثر، أنشطة البراكين لا تؤثر فقط على منطقة البركان وإنما تؤثر على العالم كله، لأن ثاني أكسيد الكبريت وصل لمعظم دول العالم خاصة نصف الكرة الشمالي وصل غربا للأمريكتين "بعض الولايات الأمريكية".
وأوضح أن البركان يبعد عن مصر حوالي ٥٠٠٠ كيلو، وبالتالي لا يوجد تأثير على بسبب بعد المسافة، فالبركان يمكنه زيادة درجات الحرارة على سطح الأرض وزيادة نسبة الغازات والغبار البركاني وذلك يكون تأثيراته على الكرة الأرضية بصفة عامة، مؤكدا أنه لا يوجد شواهد أن البركان سينتهي قريبا.
ومن جانبه قال الدكتور صالح عزب أستاذ الاقتصاد بيئي، إن البركان لا يتوقف بسهولة سيستمر فترة من الزمن، حيث بدأ الشكل المخروطي ينهار بالقاعدة ويخرج منه حمم بركانية تمثل خطورة على النباتات والحيوانات، الخطورة تكمن في انتقال السحب الغازية للدول المجاورة ولكن بالنسبة لمصر أنها بعيدة الى حد ما عنها لأن الغازات تنتقل مع الرياح بالطبقات العليا من الجو بحوالي ٤كيلو عن الأرض، خطره ليس شديد على الناس لأنه غير مباشر فسرعة الرياح وتجدد الهواء يستعيد توازنه مرة أخرى، أكثر الدول المتضررة المغرب والجزائر وتونس.
ولفت في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، إلى أن غاز ثاني أكسيد الكبريت يسبب أمطار حمضية عند تفاعله مع الرياح وبخار المياه، فالأمطار الحمضية تقتل النباتات، مؤكدا أن انهيار قمة البركان أدى إلى عدم توازن لحركة الأرض وحدوث زلازل في بعض المناطق، لذلك اتجاهات الرياح حمت مصر من الأضرار التي يمكنها نقل غاز ثاني أكسيد الكبريت.
وقال الدكتور ماهر عزيز، استشاري البيئة والطاقة وتغيير المناخ، أنه لا تأثير مطلقا لبركان لابالما علي مصر للمسافة الشاسعة التي تفصل بين البركان في أقصي غرب البحر المتوسط ومصر التي في أقصي شرق المتوسط.
وتابع في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن دائرة تأثير البركان مهما اتسعت لن تزيد علي دائرة نصف قطرها عدة كيلومترا ومهما زاد نصف قطر الدائرة فلن يبلغ بحال من الأحوال اكثر من50 - 100 كيلومتر بينما مصر والبركان تفصلهما مسافة تقدر بآلاف الكيلومترات.
وأكمل مصر يمكنها أن تتخذ إجراءات وقائية عديدة لو كانت الي الجوار المباشر لمثل هذا الخطر لكنها بمنأى تماما عن أي خطر.