الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة البرلمان

‏«المسئولية الطبية».. أزمة بين «نقابة الأطباء» و«النواب»‏.. والقانون يثير الجدل المجتمعي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار مشروع قانون المسئولية الطبية الذي تقدم به النائب أيمن أبوالعلا، وكيل ‏لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، ورئيس الهيئة البرلمانية لحزب الإصلاح والتنمية، ‏الجدل بعدما أحال المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب مشروع القانون ‏للجنتي الشئون الصحية والشئون التشريعية والدستورية لمناقشته وعرضه على ‏مجلس النواب تمهيدًا لإصداره.‏

نقابة الأطباء أعلنت رفضها لمشروع القانون، وتقدمت بمشروع قانون جديد، كانت ‏قد عرضته خلال الفصل التشريعي الأول وتم رفضه، ومن ثم طرحته للحوار ‏المجتمعي وتقدمت به مرة أخرى.‏

ووصفت نقابة الأطباء القانون المقدم من النائب أيمن أبوالعلا، بأنه يحتوي على ‏تفصيلات ليس لها علاقة مباشرة بالمسئولية الطبية، وأن التعويض كافٍ عن ‏الحبس الاحتياطي للطبيب في حالة الخطأ، وهو ما رفضه أبوالعلا، مؤكدًا أنه ‏يجب أن يتم محاسبة الطبيب على الخطأ الذي يرتكبه في حق المريض، «البوابة» التقت طرفي الأزمة ‏للوقوف على الاعتراضات من قِبل الطرفين...‏

أيمن أبوالعلا: اعتراض «الأطباء» ليس ‏للمصلحة العامة

النائب أيمن أبوالعلا 

أكد الدكتور أيمن أبوالعلا، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن ‏مشروع قانون المسئولية الطبية، ينظم حالة الفوضى بين مسئولية الطبيب ‏وحقوق ‏المريض، ويستهدف حماية ‏المريض فى المقام الأول، لأن القانون ‏يتحدث عن أخطاء الأطباء، متعجبًا من ردود الفعل والاعتراضات من نقابة ‏الأطباء، وموضحًا أن هذه الاعتراضات جاءت بسبب عدم قراءة أعضاء ‏النقابة مشروع ‏القانون وفهمه بإدراك، وكان من الأولى أن يتم قراءته جيدًا ‏ثم بعد ذلك يبدون ‏آراءهم.. وإلى نص الحوار..‏

* في البداية دعنا نتعرف على أهمية مشروع قانون المسئولية الطبية الذي تقدمت به ‏للبرلمان؟

** مشروع قانون المسئولية الطبية، ينظم حالة الفوضى بين مسئولية الطبيب وحقوق ‏المريض، وفي حال إقرار القانون سيتم إنشاء لجنة عليا تضم نقيب الأطباء ‏ورؤساء الجامعات لنظر شكاوى المرضى وحل المشكلات الطبية، ويستهدف حماية ‏المريض في المقام الأول لأن القانون يتحدث عن أخطاء الأطباء، كما أنه يمنح ‏الحق للمريض في اتخاذ كافة الإجراءات والدعاوى الجنائية في حال حدوث أي ‏خطأ طبي.‏

* وما تعليقك على ردود الأفعال حول مشروع القانون خاصة من نقابة الأطباء؟

** الحقيقة أنني أتعجب من ردود فعل نقابة الأطباء الأخيرة على مشروع القانون، ‏الذي تمت إحالته إلى اللجان المختصة لمناقشته، لأنني كنت دائم التواصل مع ‏أعضاء مجلس النقابة بصفة مستمرة، لبحث سبل التعاون المشترك والدائم وتقريب ‏وجهات النظر للصالح العام بين النقابة ونواب البرلمان.‏

ردود الفعل والاعتراضات هذه جاءت بسبب عدم قراءة أعضاء النقابة مشروع ‏القانون وفهمه بإدراك، وكان من الأولى أن يتم قراءته جيدًا ثم بعد ذلك يبدون ‏آراءهم، وأنه لو حدث ذلك لما كان هناك أدنى اعتراض ولو بسيط، كما أن إعلاء ‏المصلحة العامة فوق كل شيء ويجب أن يكون المريض في الاعتبار ويكون له ‏نصيب في المسئولية الطبية.‏

والسبب الرئيسي لاعتراض الأطباء ليس المصلحة العامة، ولكن بسبب عدم قبول ‏مشروع القانون المقدم في الدورة البرلمانية السابقة من طرفهم، والمشكلة الأساسية ‏لدى نقابة الأطباء هي أن يكون لها دور فعال في الحكم، حيث إن أمنية النقابة ‏العامة للأطباء في الوقت الحالي هي أن تكون فروع المسئوليات الطبية داخل ‏النقابة وتحت إشرافهم، حيث إن النقابة سوف تتعاطف مع الطبيب في كل الأحيان، ‏وهذا أمر مستحيل ولا يقبله عاقل أو يريد المصلحة العامة.‏

كما أن النقابة ترغب في الخروج من دائرة أن القانون يجزم التزامات الطبيب قبل ‏العلاج في الحالات غير الطارئة، بمعني أن يكون الطبيب قد بذل قصارى جهده ‏في عمليات التشخيص ويقوم بإعلام الطبيب بالبدائل وعيوبها ومضاعفاتها، وأنه ‏آن الأوان أن تكون المنظومة الطبية مثل الدول الخارجية بأن تكون هناك لجنة قيم ‏موجودة في المستشفى، تشرف على تعليم الأطباء التوثيق والموافقات وكذلك ‏البدائل، وأن يتم إلغاء عمليات توقيع المريض أو أحد أهليته على إخلاء طرف ‏الطبيب من المساءلة القانونية، في حالة طرأت أمور غير عادية أو غير محتملة.‏

ومشروع القانون من ضمن مواده استثناء لبعض الحالات من الأطباء في حال ‏ثبوت أنه أتخذ قرارًا أحاديًا من أجل إنقاذ الحالة، ويتم تحديد ذلك من خلال اللجنة، ‏وتم إعطاء صلاحيات للطبيب في الحالات الطارئة ويتم المعالجة دون الكتابة أو ‏التوثيق أو الرجوع إلى أحد.‏

* وهل تقدم النقابة بمشروع القانون للبرلمان في الأساس دستوري؟

** النقابة جهة غير منوطة بتقديم مشروع قانون، والجهات المنوط بها تقديم ‏مشروعات القوانين كما نص الدستور عليها تتمثل في رئيس الجمهورية، ‏والحكومة متمثلة في مجلس الوزراء، ونواب البرلمان فقط، وحجة أن مشروع ‏القانون يتم قبوله في حال موافقة عُشر أعضاء المجلس، يستخدمه الأعضاء فقط ‏لإحالته إلى اللجان المختصة بشكل فوري ومباشر.‏

* من ضمن اعتراضات النقابة على مشروع القانون عدم وجود متخصصين في ‏اللجنة واقتصارها على الطب الشرعي.. فما تعليقك؟

** الأخطاء الطبية متفرعة بين التخصصات الطبية المختلفة، فلا يكن في المُستطاع ‏وضع لجنة تكون بدورها مُلمة بكافة التخصصات المختلفة والمتعددة، ولكن تم ‏وضع لجنة عليا فنية بحتة لا تقوم بأي أحكام، واللجنة مكونة من وزير الصحة، ‏ورئيس جامعة، وعميد كلية الطب، ونقيب الأطباء، وطبيب شرعي.

وهؤلاء لهم ‏أن يختاروا بناءً على المشكلة، لجنة فرعية متخصصة لكتابة التقرير الخاص ‏بالواقعة وتحديد الخطأ الطبي، والقانون لا يشمل الطبيب فقط، وإنما يشمل مقدمي ‏الخدمة الطبية بشكل عام كالطبيب البشري وطبيب الأسنان والمعامل ومراكز ‏الأشعة والمستشفيات وغيرها من المنشآت الطبية المختلفة، ويجب أن يعلم الأطباء ‏أنهم كما يدافعون عن حقوقهم، فلا بد أن يكون هناك مستند يستند عليه المريض ‏أيضًا للحصول على حقه.‏

ووجود الطبيب الشرعي ضمن اللجنة أمر هام وضروري، حيث إنه الجهة الوحيدة ‏التي تختص بتحديد مدي الإصابة ونسبة العجز الواقعة على المريض، وأنه من ‏ضمن أعضاء نقابة الأطباء وليس من خارجها، وأنا شخصيًا كنت أميل إلى وضع ‏رئيس جمعية حقوق المرضى ضمن اللجنة، ولكن وضعت اعتراض الأطباء في ‏حساباتي ولم أقم بذلك.‏

* وماذا عن التأمين ضد مخاطر المهنة أو تعويض المريض عن الضرر الذي قد ‏يلحق به؟

** تم تخصيص باب كامل خاص بالتأمين، حيث إن كل منشأة طبية وكل طبيب يقوم ‏بدفع مبلغ محدد شهريًا لصندوق التأمينات، يتم دفع التعويضات منه للمرضي حتى ‏يستطيع أن يتم إنفاقه على العلاج في حالة حدوث أخطاء طبية أو أي شيء متغير ‏يطرأ على الطبيب، والمريض ليس لديه أي مصلحة في حالة غلق المنشأة الطبية ‏أو حبس الطبيب فالتعويض هو الأفضل لإنهاء تلك الأزمة.‏

* هناك جدل بسبب البنود الخاصة بالحبس الاحتياطي.. كيف ترى ذلك الجدل؟

** الحبس الاحتياطي دائمًا يكون بأمر من النائب العام، بعدما يتم رفع تقرير اللجنة ‏المنوطة التي تم تشكيلها لمعرفه أسباب الضرر الواقع على المريض، وليس في ‏كل الأحيان يصدر النائب العام أو وكيله أمرًا بالحبس الاحتياطي على ذمة ‏القضايا، حيث إن الطبيب يكون معروف مكان سكنه ومكان عمله، فلا يوجد شك ‏للهروب.

وإذا ثبت الخطأ فمن الطبيعي أن يكون الطبيب قد ارتكب جناية في حق ‏المريض ولا مانع من حبسه أو كما يري القضاء، والنقابة غير معنية أن تتدخل ‏فيما يخص الآراء القضائية، ودور اللجنة ينتهي بمجرد تسليم التقرير ويتحول ‏الأمر بعد ذلك إلى مساره الطبيعي إلى النيابة فلا أحد فوق المساءلة القانونية.

‏ولابد من معاقبة المقصر والمدان حتى يكون هذا رادعا لهذه الأمور وتنتهي، ومن ‏ثم يأخذ كل طبيب في الاعتبار أن هناك حسابا في حال تقصيره وترتقي المنظومة ‏الطبية بأثرها، وأن قانون المسئولية الطبية يعتبر قانونا يعالج الأخطاء الطبية ‏فقط، وأنه لا يوجد تعمد من الطبيب تجاه المريض ولكن يكون هناك إهمال أو عدم ‏خبرة، فإذا كان هناك أدني تعمد فسوف يقع تحت طائلة قانون مختلف تمامًا وهو ‏قانون العقوبات الجنائية.‏

* وهل وضعت في الحسبان عند تقدمك بمشروع القانون الاعتراض على الاستنساخ ‏البشري؟

** لا بد أن نواكب العصر بتطوراته الحديثة بتغطية أمور الاستنساخ وعمليات زراعة ‏الأجنة داخل السيدات، والمهن الطبية تعمل على أساس القانون الذي تم صدوره ‏عام 1954، وهذا القانون قديم للغاية بالنسبة للاكتشافات العلمية الحديثة في مجال ‏الطب، حيث إن هذا القانون يقوم بتجريم إنهاء الحياة على الرغم من أن هناك ‏بعض الدول تسمح بإنهاء الحياة، وكذلك عدم تعريف هذا القانون للوفاة تعريفًا ‏صريحًا وواضحًا مما يعرقل عمليات التبرع بالأعضاء بعد الوفاة.‏

* وماذا عن المواد الخاصة بالإجهاض والتي يراها البعض أنها تعارض الشريعة ‏الإسلامية؟

** عمليات الإجهاض تعد مادة من مواد اشتراطات الطبيب، حيث لا يتم عمل ‏إجهاض للمريضة إلا بعد الحصول على موافقة الزوجين، وفيما لا يتعارض مع ‏ثوابت الشرائع السماوية، مثل الخطورة على الأم، وكذلك في حالة أن الجنين ‏متوفي، وإثبات ذلك عن طريق لجنة ثلاثية وموثقة.

كما أن مشروع قانون النقابة ‏الذي نشرته «البوابة» لم تفرد فيه أي بنود عن الإجهاض، وهي تسعى بذلك حتى ‏تكون عمليات الإجهاض لديهم بمثابة عُرف، والقانون السابق لا يوجد به الالتزام ‏بثواب الشرع في هذه العمليات ولكن يتم العمل بمقتضي القرار الوزاري فقط، ‏وتمت إضافته في القانون الذي تقدمت بمشروعه.‏

 

نجوى الشافعي: مشروع القانون يتضمن تفصيلات لا علاقة لها بالمسئولية ‏الطبية

 الدكتورة نجوى الشافعي

 الدكتورة نجوى الشافعي، عضو مجلس الشيوخ ووكيل نقابة الأطباء ‏السابق، إن قانون المسئولية الطبية الذى تقدم به النائب أيمن أبوالعلا عليه ‏الكثير من الملاحظات، كان يجب أن يتضمنها المشروع، منها أن مشروع ‏القانون ‏احتوى على تفصيلات لا علاقة ‏لها بالمسئولية الطبية ‏مباشرة، لافتًة ‏إلى أن هناك بنودا مثل الاستنساخ والإجهاض والحبس الاحتياطى للأطباء ‏عليها جدل كبير.. وإلى نص الحوار..

* ما تعليقك على مشروع قانون المسئولية الطبية المُقدم من النائب أيمن أبوالعلا؟

** كل ‏الشكر والتقدير ‏للنائب أيمن أبو العلا، الذي يسعى رغبة منه في تقديم ‏الدعم ‏للممارسات الطبية في مصر بشقيها المريض ومقدم ‏الخدمة الصحية، إلا أنه ‏هناك ‏بعض الملاحظات كان يجب أن يتضمنها المشروع، ‏وهي أن مشروع القانون ‏احتوى على تفصيلات لا علاقة ‏لها بالمسئولية الطبية ‏مباشرة.‏

* ما أبرز هذه التفصيلات؟

** بعض البنود مثل البند المتعلق بالاستنساخ الذى ما زال محل بحث وجدل وخلاف، ‏وكذلك ‏أفرد ‏للإجهاض مادة ستثير الجدل المجتمعي والطبي عالميًا، بينما في ‏مشروع ‏نقابة الأطباء ذكر ‏الإجهاض في سطر واحد ضمن ما لا يجب ممارسته ‏بواسطة ‏مقدم الخدمة الطبية في إيجاز شديد ‏يوفى بالغرض دون تشتيت الذهن.‏

كما أن القانون لم ‏يحدد ما هي الخطوات ‏التي يجب أن يتخذها المريض في حالة ‏تضرره من ‏الممارسة التي أجراها الطبيب، وكيف يتقدم ولمن ‏يتقدم بشكواه، ثم ‏كيف يتم التعامل ‏مع مثل هذه الشكوى للفصل فيها بما يثبت مسئولية الطبيب من ‏عدمه، وهو ما ‏تم إيضاحه بالتفصيل في نسخة مشروع قانون الذي تم إرساله ‏لرئيس لجنة الصحة بالبرلمان.‏

مشروع القانون لم يتعرض لكيفية ‏التعامل مع الطبيب إذا تم إثبات ‏خطأه والذى هو ‏غير مقصود بالطبع عن طريق التعويض المادي ‏، ‏الذى يجرى العمل به في كل ‏دول العالم، وليس الحبس كما هو متبع في مصر.

بالإضافة إلى أنه ‏لم يتعرض ‏للتأمين ضد أخطاء المهنة الذى أفرد له مشروع نقابة ‏الأطباء فصلًا كاملًا، ‏وذلك ‏لضمان التعويض المادي للمرضى في حالة ثبوت ‏الضرر والذى تتكفل به ‏شركات تأمين خاصة ‏يشترك فيها كل ممارسي الرعاية ‏الصحية والمستشفيات ‏الخاصة.‏

* وما تعليقك على عدم اختصاص النقابة بتقديم مشروعات قوانين للبرلمان؟

** القانون ينص على مسئولية النقابة عن كل ما يتعلق بالطب والأطباء، وبالتالى من ‏واجبها أن تقترح على الحكومة أو مجلس النواب آراءها في ما قد يوقع ضررًا ‏على الأطباء والمواطنين أيضًا.‏

كما أن النقابة لم تقدم مشروع القانون باسمها وأرسلته إلى لجنة الشئون الصحية، ‏ليقدمه أعضاء بمجلس النواب إذا وجدوه جيدًا وفقًا للقانون.

وتم تدارك ملاحظات ‏القضاء بشأن اختصاصات اللجنة العليا للمسئولية الطبية وأحقيتها في إصدار الحكم ‏بشأن وجود خطأ طبى من عدمه، وتم تعديل هذه المادة ليكون مهمتها إرسال رأيها ‏إلى النائب العام، وبدوره تصدر النيابة العامة الحكم النهائى في الخطأ من عدمه.‏

* وهل تم طرح مشروع القانون الذي تقدمت به النقابة للحوار المجتمعي؟

** بالطبع دارت مناقشات عدة حول مشروع القانون قبل التقدم به مرة أخرى، خاصة ‏أن النقابة قدمت هذا المشروع في دور الانعقاد السابق وتم رفضه، وهو ما دعا إلى ‏إعادة طرحه وعرضه على العديد من المتخصصين من أجل الوصول إلى بنود ‏ترضي الجميع، وجمهور المواطنين حاليا مضلَّل.

ولا يعرف الفرق بين ‏المضاعفات والخطأ الطبى والإهمال والقتل مع سبق الإصرار والترصد، وجميع ‏الأمور أصبحت مبهمة، ومن واجبنا إصدار قانون يوضح هذه الأشياء، وأن نجرى ‏حوله حوارًا مجتمعيًا حتى نشارك جميعًا في الوصول بالخدمة الصحية للمريض ‏دون مشكلات.‏

* وكيف تتصرف النقابة في مخالفات الأعضاء ضد المهنة؟

** المخالفات التي يرد بشأنها شكاوى من المواطنين، تقوم لجنة التحقيق بالنقابة ‏باستدعاء الطبيب والتحقيق معه وإذا ثبتت مخالفته يتم تحويله إلى لجنة آداب ‏المهنة، والتي تقضى بعقوبة تتراوح بين توجيه اللوم والإنذار إلى الشطب من ‏النقابة، وأحيانًا يتم رصد مخالفات علنية عن طريق الإعلام، فتتقدم النقابة بالشكوى ‏إلى المجلس الأعلى للإعلام لتنظيم ظهور الأطباء في وسائل الإعلام المختلفة بما ‏يحفظ للمهنة أصولها وكرامتها.‏

* وماذا تفعل النقابة لتفادي الأخطاء الطبية والوقوف على أسبابها؟

** الأخطاء الطبية واردة الحدوث لا محالة كأي عمل إنساني، ولكن هناك دائمًا فرق ‏بين المضاعفة الطبية والخطأ الطبي، فالأول لا يكون الطبيب مسئولًا عنه طالما ‏اتخذ كل التدابير العلمية المتعارف عليها أثناء معاملة المريض الطبية، أما الخطأ ‏الطبي هو مسئولية الطبيب أيضًا وتتفاوت درجاته بحسب ما اتخذه من إجراءات ‏أثناء معالجة المريض.

ويتم تحديد ذلك بواسطة لجنة فنية مكونة من استشاريين ‏في التخصص ويتم التعويض للمريض يحكم بقيمته ممثل القضاء، ومنعًا لتكرار ‏الأخطاء الطبية تهتم النقابة بالنشاط العلمي وورش العمل ودورات التدريب وإنشاء ‏أو اعتماد للدبلومات المهنية، والتي تهتم بالنواحي العملية لمختلف التخصصات ‏وتمكين الأطباء من التواصل مع أحدث النشرات والأبحاث العلمية، وذلك عن ‏طريق منصة إلكترونية تم تدشينها حديثًا باللجنة العلمية بالنقابة.‏

* ما الذي يمكن أن تقدمه الدولة للأطباء من أجل تفادي الأخطاء التي يمكن أن ‏تحدث؟

** أبرز مطالب الأطباء ذُكرت مرارًا وتكرارًا وهى أجور إنسانية تسمح للطبيب ‏بحياة كريمة لا يضطر فيها إلى العمل في أكثر من جهة، ويقوم بالتركيز في عمله ‏بشكل يسمح له بعدم الخطأ، وكذلك بدل عدوى يتناسب مع ما يتعرض له من ‏إخطار تكون جسيمة في بعض الأحيان.

وتحسين ظروف العمل والمعيشة داخل ‏المستشفيات في الأماكن المخصصة لسكن الأطباء، وتوفير الوسائل التشخيصية ‏والعلاجية المناسبة للمرضى، وأخيرًا فرص التدريب الكافي والتي ترفع من كفاءة ‏الأطباء وتمنع تكرار الأخطاء.‏