الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

باحث: الإخوان لا يتركون السلطة إلا بالدم.. وأحذر من البطء السياسي في تونس

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


تطورات متلاحقة عاشتها تونس، منذ أصدر الرئيس قيس سعيد قراراته الإصلاحية، التي تستهدف استعادة الدولة من بين براثن حركة النهضة الممثلة لجماعة الإخوان الإرهابية. 
القراءة المتأنية لهذه التطورات، تشير إلى أن الدولة التونسية، تقف الآن في مفترق الطرق، بين اتجاه تستعيد فيه هويتها، وقدرتها على الحركة إلى الأمام، في ظل حكم مدني ديمقراطي، وبين اتجاه آخر تنتكس فيه الدولة، وتتمكن الجماعة من العودة إلى المشهد وإسقاط الإجراءات التي نفذها الرئيس حتى الآن.  
ولعل من ينظر إلى التاريخ، يعلم أن جماعة الإخوان لن تسلم بسهولة، وتحاول مرارا أن تعود إلى المشهد، الأمر الذي دفع الكثير من المراقبين إلى الإعراب عن مخاوفهم، وتحذيراتهم من "البطء السياسي"، الذي قد يدفع القيادة التونسية إلى تأخير عدد من الإجراءات اللازمة لاستكمال عملية استئصال الجماعة، مما يمنحها الفرصة للعودة مجددا. 
العودة بالإرهاب 
منذ أيام نشرت الصحف التونسية خبرا مفاده تفكيك خلية إرهابية، تصنع عبوات ناسفة لاستهداف مواقع حيوية في الدولة، وتضم 10 أفراد.  
ووفق ما نشر بالصحف أيضا، تم اعتقال إرهابي كان يحمل قنابل يدوية الصنع، في أثناء عملية تفتيش لدراجته النارية. 
أما الذي يدق ناقوس الخطر، ويجب أن ينتبه إليه الجميع، فهو أنه منذ أيام  وأثناء اقتحم أنصار حزب "التحرير"، أحد أذرع الإخوان، أكبر مساجد تونس، وأثناء الصلاة، ونادوا بإقامة الخلافة الإسلامية، رافعين شعارات تحرير البلاد من الطاغوت الأجنبي، على حد وصفهم، كما اتهموا الرئيس قيس سعيد وأنصاره بالعمالة، وهذا كله يشير إلى أن الجماعة تستعد للعودة من جديد.  
لا يعرفون وطنا 
الإخوان لا يعرفون وطنا، ولا يؤمنون بالانتماء، وطنهم هو الجماعة، ومصالحهم مقدمة على مصلحة الوطن، لذا لا يجدون غضاضة في الاستقواء بالخارج، لا سيما بعد رفضهم شعبيا، هذا ما أكده الدكتور فتحي العفيفي أستاذ الفكر الاستراتيجي بجامعة الزقازيق، الذي أشار إلى أن الجماعة اعتادت ألا تغادر سلطة وصلت إليها دون أن تريق الدماء. 
وحذر من أن حالة البطء السياسي، التي قد تصيب تونس، وتمنع قيادتها من الاستمرار في استكمال الإجراءات اللازمة لتطهير الدولة من الجماعة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى نجاح الجماعة في العودة، عن طريق نشر الفوضى لإرباك، والوقيعة بينها وبين الشعب، الذي ينسى سريعا كعادة الشعوب العربية كافة.  
ولفت العفيفي، إلى أن الخوف من النسيان، ربما يكون الدافع وراء التصريحات التي أدلى بها الرئيس التونسي، أثناء اتصال هاتفي تلقاه من الممثل الأعلى للشئون  الخارجية والسياسية الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حيث قال قيس سعيد إن الدولة  التونسية كانت على وشك السقوط، وذّكر بأعداد المتوفين جراء جائحة كورونا ببعض المستشفيات، التي كانت تفتقد لأبسط المعدات، بل وفي بعض الأحيان للماء الصالح للشرب، وللكهرباء، بينما تفرغ البرلمان الذي سيطرت عليه الجماعة إلى شل الدولة وإيقاف حركة العمل فيها، عن طريق مناوأة الحكومة، والسعي لإخضاعها. 
وطالب العفيفي، الرئيس التونسي بعدم ترك مدة زمنية طويلة، دون استكمال إجراءات تطهير الدولة، حتى لا يستغلها الإخوان للمناورة الارتداد عائدين من أجل إسقاط الخطوات الإصلاحية التي تم اتخاذها فعلا.  
ولفت العفيفي إلى أن دعوات رئيس البرلمان المنحل، راشد الغنوشي، لأنصاره بالنزول إلى الشارع واستعراض قواتهم، كان محاولة لكسب شرعية زائفة، إلا أن هذا التحرك لم يتم على الوجه الأكمل، نظرا لأن الجماعة لم تجد دعما شعبيا، وهو ما يجب استثماره والبناء عليه من قبل القيادة التونسية، حتى لا تترك الشارع فريسة في أيدي الجماعة.  
وأشار إلي أن عدم حسم ملف الإخوان بتونس "قنبلة موقوتة"، يمكن أن تنفجر في وجوه الجميع، في ظل وجود دعم وتمويل من الخارج للجماعة في تونس