افتتحت اجتماعات الدورة الـ95 لمجلس إدارة منظمة العمل العربية بالعاصمة القطرية الدوحة ، اليوم الأحد ، بمشاركة حكومة مصر ممثلة في وزير القوى العاملة محمد سعفان.
وترأس الجلسة ناصر المير رئيس المجلس الجديد وبحضور نائبي الرئيس الدكتور عادل الركابي وزير العمل العراقي عن فريق الحكومات، ويعقوب يوسف عن العمال، فضلا عن أعضاء المجلس بتمثيلهم الثلاثي (حكومات وأصحاب أعمال وعمال)، بحضور فايز المطيرى مدير عام المنظمة، والوزير المفوض محمد خير مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وجمال قادري الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، والدكتور عامر بن محمد الحجري المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدكتور خالد حنفي الأمين العام لاتحاد الغرف العربية.
وقدم سعفان الشكر للمدير العام للمنظمة فايز المطيري على الآداء الراقي الملموس الذى قام به خلال الفترة الماضية، ويؤكد به دور المنظمة وأهميته ليس فقط فى مجالات العمل، وإنما فى مجالات متعددة أضيفت لها خلال الفترات الماضية، وسيكون له عظيم الأثر وجنى ثماره خلال الفترات القادمة على مستوى كافة الدول العربية.
من جانبه قدم فايز المطيري مدير عام منظمة العمل العربية الشكر والتقدير والترحيب بالحضور، متمنياً مشاركة فعالة ومثمرة فى أعمال الدورة، كما قدم الشكر لرئيس مجلس إدارة الدورة ، مشيرا إلي أن اجتماعنا اليوم يحظى بمكانة خاصة؛ فهو أول اجتماع حضوري لأعضاء مجلس إدارة المنظمة، منذ تفشي جائحة كورونا التي فرضت علينا عقد الدورات السابقة على منصات التواصل الرقمية، وهو أول دورة لأصحاب لأعضاء المجلس الذين نالوا ثقة المؤتمر العام في دورته 47 فلهم منا كل التمنيات بالتوفيق والنجاح في أعمالهم.
وقال المطيري، إن أزمة فيروس كورونا قد سببت ضغوطاً إضافية أثقلت كاهل الحكومات ومنظمات أصحاب العمل والاتحادات العمالية للاستجابة إلى التغيرات الطارئة التي طالت أسواق العمل وتسببت في فقدان الوظائف وتراجع أو انعدام المداخيل، فبذلت الحكومات بالتعاون مع الشركاء الاجتماعيين جهوداً مضنية للتوصل إلى تدابير فعالة لاستمرارية الأعمال وبدء التعافي من تداعيات الجائحة.
وتابع: هنا أؤكد أهمية التعاون والتنسيق على المستوى العربي وتعزيز الشراكات وتطوير آليات الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاث؛ لإيجاد الحلول المبتكرة للتخفيف من آثار هذه الجائحة اجتماعياً واقتصادياً، والتعافي سوياً بإذن الله.
وأوضح المطيري، أن منظمة العمل العربية حرصت طوال السنتين الماضيتين في إطار رسالتها القومية والاجتماعية، على دعم الحكومات، وتعزيز قدرة أصحاب العمل على الصمود، وتمكين العمال للحفاظ على مكتسباتهم في هذه الأزمة الطارئة، من خلال العديد من الدورات التدريبية والندوات وورش العمل والوثائق والدراسات والتقارير لمواجهة آثار الجائحة والتأهب لأي أزمات مستقبلية، فضلاً عن عقد الدورة 47 لمؤتمرنا العام التي أتاحت منبراً للحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاثة في هذه المرحلة الحرجة؛ لوضع استجابات فعالة وحلول مستدامة لمختلف القضايا الناشئة عن هذه الأزمة للوصول إلى مرحلة التعافي الكامل لجميع الدول العربية وتعزيز استقرار أسواق العمل وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية العربية الشاملة على مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأكد مدير عام منظمة العمل العربية، أنه يقع على عاتقنا استغلال كافة الجهود الدولية لدعم عمال وشعب فلسطين، ووقف أعمال الاستيطان ومصادرة الأراضي، وكافة أشكال التطهير العرقي والتهجير والإخفاء القسري التي تمارسها سلطات الاحتلال، حتى ينال الشعب الفلسطيني جميع حقوقه المشروعة، التي كفلتها الأعراف والمواثيق الدولية.
وفي نفس السياق أعرب ناصر المير رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية الجديد عن شكره وتقديره على الثقة التي أولاها المجلس إياه لتحمل مسؤولية رئاسته في فترة ولايته الجديدة داعياً الله العلي القدير أن يوفقه على النهوض بأعباء هذه المهمة واستحقاقاتها وأن يعينه في إدارة هذا الاجتماع المهم بما يخدم أهداف المنظمة وغاياتها لخدمة قضايا العمل والعمال، وأطراف الإنتاج في الوطن العربي، والتوصل إلى قرارات تساعد في ترسيخ عمليات الحوار الاجتماعي والمشاركة بما يساعد على تحقيق السلم الاجتماعي.
وأشار المير إلي أن هذا الاجتماع يعقد في ظل أوضاع وظروف عربية وإقليمية ودولية متشابكة، تصاعدت حدتها بتداعيات جائحة (كوفيد – 19) وانعكست تلك الآثار على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، حيث كان لها تأثيرات مباشرة على نسب الفقر والبطالة في الوطن العربي، مما يدعونا إلى ضرورة تكاتف كل الجهود وتسخير كافة الإمكانيات لجميع الأطراف الفاعلة في الوطن العربي للمساعدة في تجاوز هذه الأوضاع للدفع بعجلة التنمية بما يعود بالنفع على الاقتصاديات العربية بما يسهم في حلحلة الأزمات و خاصة في القضايا الحيوية التي تتصل بتشغيل الشباب والحد من الفقر والتخفيف من حدة البطالة المُستفحلة وتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي، من خلال الاهتمام بتنمية الموارد البشرية وتدريبها، وتعزيز دور ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع التأكيد على أهمية دور المرأة العاملة العربية.
وأكد رئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، أن قضية فلسطين، هي قضية العرب الأولى، هي في قلب كل عربي، ونحرص دائما في مجلس إدارة المنظمة، على أن تظل قضية فلسطين قضيتنا المركزية الحية، ومن أولى أولوياتنا، دائما نذكر بتداعياتها الخطيرة والمساوئ التي تنجم عنها، وبعدها الإنساني، وفضح الكيان الغاصب أمام المجتمع الدولي، في مختلف المحافل الدولية، والتشنيع على المحتل وفضح ممارساته العنصرية، غير القانونية واللا أخلاقية، التي ما كان لها أن تحدث لولا نفاق وتواطؤ وصمت دولي رهيب، متخاذل، في أسوأ وأطول احتلال عُرف في التاريخ، غاضين الطرف عنه، وموفرين الحماية له، مما شجعه على أن يواصل ممارساته وانتهاكاته المتغطرسة، وتعنته الفج، في ضرب واختراق قواعد القانون الدولي الإنساني، وعدم الاعتراف بأبسط الحقوق الآدمية لشعب عانى التمزق والإهانة على المستويين الإنساني والآدمي، يلتهم الأرض ويصادر المياه، يقتل الناس ويشرد الأسر والأطفال، ينتهك الأعراض ويُدنس المقدسات، ولا يعترف لشعب فلسطين بالحق في تقرير مصيره وتأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.