رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك الراعي يترأس القداس الإلهي بمناسبة افتتاح مسيرة سينودس الأساقفة

الراعي
الراعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي،  اليوم الأحد ، بمناسبة افتتاح مسيرة سينودس الأساقفة على مستوى الكنيسة المارونية.

وقال البطريرك  في عظته "يسعدنا أن نفتتح معكم المسيرة السينودسية في كنيستنا المارونية، وفقًا للوثيقة التحضيرية والدليل الصادرين عن الأمانة العامة للسينودس، على أن يصار إلى افتتاحها في الأبرشيات والرهبانيات السبت والأحد الواقعين في6 و7  اكتوبر مع بداية السنة الطقسية".

 

وألقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظة بعنوان "اقترب يسوع منهما، وأخذ يسير معهما" (لو 24: 15)، وقال: إخواني السادة المطارنة الأجلّاء، وقدس الرؤساء العامّين والرئيسات العامّات، الآباء والراهبات والمؤمنون، أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء.

يسوع القائم من الموت اقترب من تلميذي عمّاوس القلقين والـمكتئبين، وأخذ يسير معهما، من دون أن يعرفاه. استمع لهما وهما يعبّران عن سبب القلق والكآبة،  شرح لهما الحدث على ضوء الكلام الإلهيّ، وعاش معهما ملء الشركة بكسر الخبز، فانطلقا للرسالة". وأضاف "اختار قداسة البابا فرنسيس لجمعية سينودس الأساقفة العادية العامة السادسة عشرة موضوع: "من أجل كنيسة سينودسية: شركة ومشاركة ورسالة". واختصره بثلاث كلمات: "لقاء، إصغاء، تمييز، في إطار "السير معًا" وهذا ما تعنيه لفظة "سينودس".  وأشار غبطته إلى أن "اللقاء هو أوّلًا مع يسوع المسيح، وفي ما بيننا.

الإصغاء هو للروح القدس وللكنيسة ولبعضنا البعض  التمييز هو روحي وكنسي، ويتمّ على ضوء كلمة الله. أمّا السير معًا فيشكّل الإطار والمساحة للقاء الإصغاء والتمييز. هكذا فعل الربّ يسوع عندما لاقى تلميذي عمّاوس في الطريق، وأصغى إليهما، وشاركهما في همّهما، وميّز الحدث الذي أقلقهما شارحًا إيّاه على ضوء كلمة الله من موسى إلى الأنبياء (راجع لو 24: 15، 19-24، 26-27)، وبلغ معهما إلى ذروة الشركة، إذ فيما كان يقاسمهما لقمة العشاء، أشركهما في وليمة جسده ودمه، عندما أقام على المائدة ليتورجيا "كسر الخبز". عندئذ عرفاه، فغاب عنهما. أمّا هما فانطلقا للرسالة وهي إعلان سرّ المسيح القائم من الموت".

 

وأشار البطريرك الراعي في عظته إلى أن "موضوع جمعية سينودس الأساقفة نبويّ لأنّه حاجة لنا في لبنان في ظروفنا الراهنة. فالسير معًا هو تعبير آخر لمعنى لبنان الذي هو العيش معًا الذي يقتضي أن يسير جميع اللبنانيين إلى هدف مشترك ومصير مشترك على مبدأ القانون والأخوّة، لا على مبدأ الفوضى والثأر والعداء. 

يشكو لبنان اليوم من غياب دولة القانون، من التضامن المجتمعي، من انحدار مستوى التخاطب السياسي. من تدنّي القيم، من إخضاع العدالة للنافذين، من أخْذ البريء وتَحييد المذنبين، من ارتفاع نسبة الأحقاد بين المسؤولين رغم المحبة التي تَجمع الشعب. كان يجدر بالمسؤولين السياسيين في الدولة والحكومة أن يستدركوا أحداث الغبيرة - عين الرمانة الأليمة عوض تركها تصل إلى المستوى المسلح الذي أوقع قتلى وجرحى وخسائر مادية في المنازل والمتاجر والسيارات هي من جنى العمر. ولذلك إن مسؤولية ما جرى تتحمّله الدولة أصالة. نحن بحاجة إلى رفقة يسوع المسيح وإلى لقائه الوجداني لنحيا مجدّدًا فعل القيامة من الانهيار. منذ ألفي سنة والرب راعينا في هذا الشرق. ومنذ مئة عام ونحن نرعى دولة لبنان الكبير، هذه الشجرة الدهرية التي تظلِّلنا جميعا، وتَحمينا من أخطار الانفصال والتبعيّة والانقسام والتقسيم".

 

وقال غبطته "لا تقتصر هذه المسيرة السينودسية فقط على الإكليروس وبعض المؤمنين والمؤمنات الملتزمين، بل تشمل الجميع ولا سيما السياسيين وأهل السلطة. فهم بحاجة ماسة إلى التلاقي المخلص، والإصغاء الوجداني، والتمييز المسؤول، من أجل ضبط الحياة العامة. فمن المؤسف أنَّ مواقف بعض القوى تهدّد مصلحة لبنان ووحدته، وتعطّل مسيرة الدولة ومؤسساتها ودستورها واستحقاقاتها الديمقراطيّة وقضاءها، ويحوِّرون دور لبنان وهويّته ورسالته، ويَمنعون شعبه من الحياة الطبيعية. جميع المغامرات سقطت في لبنان، ولو ظنَّ أصحابها، في بعض مراحلها، أنّها قابلة النجاح. ليس لبنان مغامرة، بل هو رهان على السير معًا بإخلاص. وإذ توافقنا على السير معًا في ظلٍّ نظام ديمقراطيِّ، يجدر بنا أن نمارس الديمقراطيّة باحترام استحقاقاتها الانتخابية. لذا، إن اللبنانيين، التائقين إلى التغيير، يتمسّكون بإجراء الانتخابات في مواعيدها ويرفضون تأجيلها تحت أيِّ ذريعة كانت".

وختم البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظته مترئسا القداس الإلهي أمس السبت بمناسبة افتتاح مسيرة سينودس الأساقفة على مستوى الكنيسة المارونية بالقول "نسألك يا ربنا وإلهنا أن تقود بمحبة الآب ونعمة الإبن وأنوار الروح القدس، مسيرتنا المجمعية، لكي نلتقي بروح الأخوّة الإنسانية ونصغي بعضنا إلى بعض بإخلاص، ونميّز أوضاعنا وأحداث حياتنا الخاصة والعامة بروح المسؤولية، في ضوء الكلام الإلهيّ. وإليك نرفع المجد والشكر والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".