قال اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إن لأهالي سيناء دورا كبيرا في نصر السادس من أكتوبر، من خلال دعم القوات المسلحة في سبيل تحقيق النصر المجيد، حيث كانوا أقمارًا صناعية لنقل كل ما يدور داخل سيناء للقيادة المصرية.
وأضاف المحافظ خلال الندوة الإستراتيجية عن حرب أكتوبر 1973 التي أقيمت على هامش احتفال جامعة العريش بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر، بحضور الدكتور حسن الدمرداش رئيس جامعة العريش، الدكتور طايع عبد اللطيف، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية، اللواء محمود خليفة، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، العميد حسام صلاح، من أبطال القوات المسلحة، والقيادات التنفيذية والشعبية أن مراحل حرب الاستنزاف هي التي مهدت لانتصارات السادس من أكتوبر.
وأشار المحافظ إلى أن شبه جزيرة سيناء تمثل ٦٪ من مساحة مصر، وبها سواحل بطول ٨٠٠ كيلو مترا بما يعادل ثلث السواحل المصرية، وشمال سيناء بوابة مصر الشرقية، إذ تبلغ حدودها الشرقية مع فلسطين المحتلة 252 كيلو متر.
ولفت إلى أن المسرح الرئيسى لحرب السادس من أكتوبر 1973 هي محافظة شمال سيناء موضحا أن مصر لم تهزم في عام ٦٧، حيث دفعت مصر إلى الحرب بالرغم من وجود نصف الجيش المصرى آنذاك في اليمن، ومنيت مصر حينها بخسائر كبيرة في المعدات، إلى جانب استيلاء إسرائيل على البترول من سيناء وتدمير مدن القناة الثلاثة وإغلاق قناة السويس وتراجع السياحة .
وأوضح شوشة أن مراحل اعداد القوات المسلحة بعد نكسه ٦٧ هي الصمود والدفاع النشط والعمل التعرضي أو ما يطلق عليه حرب الاستنزاف والعمل الإيجابي، مستعرضا الأحداث التي وقعت خلال تلك المراحل وأثرها في تحقيق النصر بالتعاون مع أهالى سيناء .
وتابع أن مرحلة الصمود خلال الفترة من يونيو 67 إلى أغسطس 68، شملت معركة رأس العش في 1 يوليو 67، بغرض الوصول إلى منطقة بور فؤاد واحتلالها، حيث ان فصيلة الصاعقة منعت اسرائيل من احتلالها، وظلت خارج سيطرة إسرائيل طوال فترة احتلال سيناء، بجانب معارك القوات الجوية والمدفعية، والبحرية التي دمرت المدمرة الإسرائيلية إيلات.
وقال المحافظ، إن حرب الاستنزاف هي التي مهدت لانتصارات السادس من أكتوبر، لافتا إلى أن حرب الاستنزاف استمرت 18 شهرًا، وقسمت إلى 3 مراحل، وشهدت تلك الحرب استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض، ومعركة الجزيرة الخضراء وجزيرة شدوان، والإغارة على نقطة للعدو في بور توفيق، وعدد من العمليات للجيش المصري ضد الأهداف الإسرائيلية وعشرات الكمائن على الساتر الترابي والقصف المدفعي وانشاء حائط الصواريخ الدفاع الجوي.
واستعرض المحافظ نتائج حرب الاستنزاف، ومن أهمها إعادة الثقة للمقاتلين في أنفسهم وقيادتهم وتحطيم حاجز الخوف وتدمير الاشاعات المغرضة في قصور المقاتل المصري واكتساب الجنود خبرة قتالية كبيرة، والحصول على كم هائل من المعلومات الهامة والدقيقة وتطوير القوات المسلحة.
كما استعرض المحافظ الإعداد للتخطيط لحرب 1973، حيث بدأ الإعداد بمجرد انتهاء حرب 67 ولم يكن اعداد للقوات المسلحة بل كان اعداد للدولة كلها للحرب، إذ كان هناك عدة اتجاهات للحرب منها إعداد القوات المسلحة إعدادا جيدا وإعداد الشعب والإعداد السياسي والدبلوماسي للحرب، وتحديد شكل الحرب وانسب توقيت للحرب وتحديد ساعة بدء الهجوم.
وقال الدكتور حسن الدمرداش رئيس جامعة العريش، إن سيناء تشهد طفرة تنموية كبيرة في ظل القيادة الرشيدة والحكيمة للرئيس عبدالفتاح السيسي، التي ولدت جامعة العريش في عهده.
وأوضح أن جامعة العريش تضم كليات التربية، العلوم الزراعية البيئية، التربية الرياضية، العلوم، الآداب، الاستزراع السمكى والمصايد البحرية، الاقتصاد المنزلى، التجارة، الطب البيطرى، وكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعى.. إلى جانب معهد الدراسات البيئية، وهناك موافقة على إنشاء كلية الطب البشرى، حيث تم التجهيز لها، وفى انتظار قرار افتتاحها وبدء الدراسة بها.
واستعرض كل من اللواء محمود خليفة، مستشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، العميد حسام صلاح، من أبطال القوات المسلحة، البطولات التي سطرها الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر، ودور المواطن المصري البسيط وخاصة دور أبناء سيناء في تلك الملحمة التاريخية التي تدرس في أعظم الكليات العسكرية بالعالم.
وتضمن الحفل عدد من الفقرات الثقافية والفنية والشعرية والموسيقي العربية المتنوعة لفرق جامعة العريش، كما تضمن الحفل تكريم اسم الشهيد عمرو شكري والشهيد حسام سليمان.