حذر أحد البنوك الأمريكية من “البيتكوين” لما يحدث من ضرر كبير نتاج عملية الإنتاج أو التعدين بالرغم من أنها العملة الأكثر شهرة وتشهد دائما ارتفاعات متتالية خاصة في الفترة الأخيرة.
وكشف "بنك أوف أمريكا" في تقرير له عن العملات الافتراضية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن استثمار كل مليار دولار جديد في تعادل تقريبا الانبعاثات التي تسببها 1.2 مليون سيارة، حيث أن 60 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون يصدر إلى الغلاف الخارجي من شبكة تعدين (إنتاج) العملة.
وبالرغم من التحذير والرفض التام من أمريكا بالتعامل مع العملات المشفرة إلا أن هذه العملات اكتسبت الكثير من الشرعية خاصة من الدول التي كانت تحاربها، حيث تلقت البنوك الأمريكية الإشارة من المنظمين لتقديم خدمات تخزين العهدة للبيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، وذلك وفق ما أصدره مكتب المراقب المالي في الولايات المتحدة (OCC)، الذي ينظم جميع البنوك الأمريكية الوطنية والأجنبية وكذلك جمعيات الإدخار الفيدرالية، وتوقع أن تبدأ البنوك العاملة في السوق الأمريكية، بتجهيز منتجات وبرامج مصرفية تتيح لعملائها الاحتفاظ بكل البيانات المشفرة التي تحفظ حقوقهم في العملة الافتراضية، مقابل اشتراكات معينة.
على الجانب الآخر نجد أن روسيا لا يوجد لديها مانع بالتعامل مع العملات الافتراضية كأداة تسويه خاصة أن الولايات المتحدة تقترف خطأ كبيرا بسبب استخدام الدول كأداة للعقوبات، وذلك يسهم في الابتعاد عن العملة الأمريكية.
جاء ذلك خلال حديث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن مستقبل العملات الرقمية، بما في ذلك "البيتكوين"، وراى أنه سابق لأوانه الحديث عن استخدام العملات الرقمية في تعاملات موارد الطاقة، نظرا لتقلباتها، ولكن يمكن استخدامها كأداة للتحويل والدفع من مكان إلى آخر، لكن ليس في تجارة النفط".
وأضاف الرئيس الروسي، أن واشنطن تحظر المدفوعات بالدولار للمنتجات الخاضعة للعقوبات، بالنسبة لنا لا يمكننا الحصول على أموالنا من العملاء مقابل المنتجات التي يتم تسليمها بالدولار، فإلى ماذا يؤدي هذا؟ نحن مجبرون ببساطة لاستخدام عملات أخرى"، وعندما نرى الدول الأخرى، التي تستخدم الدولار كعملة احتياطية أو كأداة تسوية، فإنهم يشعرون بالقلق من أن الدولار قد يتم استخدامه في علاقتهم بنفس الطريقة، لذلك يبدأون في تقليل استخدام العملة الأمريكية"، خاصة أن مكانة الدولار كعملة احتياطية تتراجع، كما أن حجم التسويات بالدولار آخذ في الانخفاض في العالم، مؤكدا أن موسكو لن تقوم بالتخلي عن العملة الأمريكية بشكل كامل، خاصة لمدفوعات الطاقة.
في هذا التقرير عملت "البوابة نيوز"، على توضح اذا كان البيتكوين يعتبر حرب اقتصادية بين أمريكا وروسيا بعد تصريحات بوتين الاخيرة؟ وما موقف امريكا من العملات الافتراضية ومدى استعدادها للتعامل بيها؟ وهل تعترف بوجود العملات الافتراضية؟ وهل خطف الأضواء من الذهب والأشياء المماثلة؟
وفي هذا السياق قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، إن بيتكوين وشقيقاتها من العملات الرقمية لازالت عملات في مرحلة التكوين ولم تصل إلى شكلها وتنظيمها النهائي والتعامل الدولي معها حاليا يتسم بالإنتهازية واستغلال القدرة على المضاربة واختيار توقيت البيع والشراء حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وعدد كبير من الدول تنقسم مؤسساتها بشأن الاعتراف بهذه العملات ما بين أجهزة مصرفية ترفضها وبورصات سلعية تقبل بعضها وأحيانا تقبل به لفترة ثم ترفضه في فترة أخرى.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن وسط كل ذلك نجد أن هذا المجال يتحكم به كبار المضاربين في العالم والذين يحققوا مكاسب هائلة تسبب خسائر شاملة لصغار المستثمرين بها، ولكن تظل بيتكوين وشقيقاتها متواجدة وتتزايد الثقة بها كلما تعرض الاقتصاد العالمي لمشكلات لكونها تعبر عن فكر اقتصادي بديل بدون مرجعية، والأمر لا يخلو من استخدامها في مجال الصراعات التجارية وعمليات الإرهاب وغسل الأموال وهو ما دفع البنك المركزي في مصر بتجريم التعامل بها مع إجازة الدخول لهذا العالم بتصريح منه مستقبلا في اللحظة التي يحددها البنك المركزي لنضج تلك العملات ويحدد ضوابط التعامل معها.
وأكد الدكتور على عبدالرؤوف الإدريسي، خبير اقتصاد أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، أن الذهب لا يزال مخزن للقيمة وصاحب ثقة بين كافة المتعاملين فيه سواء كانوا دولا أو افراد أو مؤسسات أو مستثمرين على مستوى العالم، أما العملات الرقمية زاد الاعتماد عليها والمضاربة فيها بسبب تداعيات أزمة كورونا على الاقتصاد العالمي بجانب حالة الركود التضخمي الذي يشهده العالم حاليًا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، ان روسيا وامريكا دائمًا على خلاف سواء على الجانب السياسى أو الاقتصادى وكلًا منهم يسعى لتحقيق مصالحه على حساب دول العالم.
وتابع أمريكا حالها حال كل الدول لا يوجد اعتماد رسمي على العملات الرقمية ويصعب الرقابة والسيطرة عليها حاليا من الجميع وهذا لا يمنع أن هناك من يتعاملوا بها ويضاربوا بها فى معظم دول العالم.
وقال أحمد معطي، الخبير الاقتصادي، إن البيتكوين خطف جزء من أضواء الذهب التي تتمثل في السيولة ولكن ليس لدرجة أنها اخذ مكانته، هناك تسليط ضوء على البيتكوين ويثبت ذلك أن الذهب لم ينخفض سعره خلال الاسبوع الحالي بل ارتفع لـ 1792 دولارا للأونصة، متابعا ان الدهب متماسك لأنه موجود من قديم الزمان فضلا عن وجوده احتياطا بجميع الدول، عكس البيتكوين لا يوجد باحتياطي أي دولة، ولكن له صدى كبير على السوشيال ميديا لكثرة الحديث عنه، وهناك العديد من الدول غير معترف به.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، ان البيتكوين أو العملات الافتراضية تحولت من مضاربة افراد الى انتهاز فرص من الدول خاصة التي عليها عقوبات من الولايات المتحدة الامريكية، حيث بدأت تستخدم العملات الافتراضية كأدوات تفاوض مع أمريكا لإزالة العقوبات الدولارية وإذا لم يتم ازالة العقوبات ستقوم هذه الدول باستخدام العملات الافتراضية للتهرب عن تلك العقوبات، وهذا ما قاله بوتن اثناء لقاءه قائلا "يمكننا استخدام العملات الافتراضية مادامت سترفع العقوبات"، مؤكدا أن البيتكوين يستخدم بالفعل كحرب اقتصادية للتهرب من العقوبات الأمريكية على سبيل المثال دولتي فنزويلا وإيران يهربون للبيتكوين في مبيعاتهم للنفط بصفة خاصة.
وتابع: " أما موقف الولايات المتحدة من البيتكوين واضح وصريح بعد رفضها بالكامل بدأت تتحول للموافقة عليه وتنظيمه بعمل قانون تنظيمي للعملات الافتراضية لأنه بات أمر واقع حول العالم أجمع، واصفا أنها "حرب للتفاوض بين الدول".
ورأى أنه إذا قامت الولايات المتحدة بعمل قانون تنظيمي للعملات الافتراضية من المحتمل أن يكون هناك تراجع في الأسعار للبيتكوين وباقي العملات الأخرى الافتراضية، لأنه سيفقد أهم مزاياه وهو غير قابل للتنظيم وغير مركزي ولا يوجد دول تتحكم به، مؤكدا انه تم الموافقة على إطلاق أول صندوق لتداول البيتكوين بالعقود الآجلة بالولايات المتحدة.