الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

يوم في قصر فرساي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أعمل بقصر فرساي الملكي منذ فترة كبيرة مما أعطاني الفرصة للتعرف أكثر على بعض الأساطير التي تداولت في التاريخ الفرنسي منها علي سبيل المثال عبارة "الخبز والكعك" الشهيرة المنسوبة لـ"أنطوانيت"،والتي  تحمل عدة روايات، ولكن إلى الآن لم يثبت أنها قالت هذه العبارة، والظهور المثبت لهذه الجملة، في كتاب "الاعتراف" للفيلسوف والأديب "جان جاك روسو"، وقال فيه: إن نبيلة من النبيلات هي من قالت هذه العبارة، وحتى ما نسبه "روسو" للنبيلة التي لم يذكرها، وصفه البعض بالتكهنات، والأهم من ذلك، أن هذه الجملة عندما دونها "روسو"، كانت "أنطوانيت" وقتها طفلة في بلاط حكم أبيها في النمسا.

إلا أن الحديث عن براءة "أنطوانيت" من هذه العبارة لا يعني برائتها من البذخ الجنوني، لافتة إلى أنه كانت مسيطرة بشكل كبير في القصر عند الزواج، ولكن الزوج أغلق عليها أي مساحة تتعلق بالتدخل في شؤون الحكم، ولكنها كانت مسرفة في الحفلات التي كانت تقيمها، لدرجة أن المسؤولين عن ميزانية القصر كانوا يحذرونها من هذا الإسراف، حتى وصل الأمر بأنه أصبح هناك ديون على القصر، مما أثار غضب الفرنسيين في وقت يعيش فيه الشعب في فقر. 

وأيضا بذخ أنطونت جعلها قامت ببناء قصر تريانون في حدائق قصر فرساي، كان قصر خاص بها في وقت كان هناك نفور بينها وبين زوجها، واستقلت بعض الشيء.

وهناك أقاويل أخرى: إنها لم تحب زوجها وأنها كانت تميل للجنس المثلي، ولكن وجد أن أمور مثل هذه حملت تحريف وكانت بمثابة افتراءات لتشويهها دينيا أيضا. 

  "أنطوانيت"، كانت أم لطفل وطفلة، وكانت مهملة لهم، لدرجة أن القاضي وقت محاكمتها وجه لها تهمة أنها أم سيئة، فردت بأنه لا يوجد أم في الدنيا تعذب أبنائها، وتعاطف معها هنا أمهات حاضرات في القاعة من الشعب، وقاموا بالتصفيق لها على الرغم من أنهم ثاروا ضدها. 

بل تعاطفهم معها لم يمنع القاض من الحكم عليها بالإعدام، والحقيقة أنها كانت حقبة تاريخية هامة جدا وفارقة في تاريخ فرنسا أجمعها ولا أحد يستطيع نكر أن بان أنطونيت كانت إحدي شرارات ثورة فرنسا الشهيرة تاريخيا.

 وتعد مدينة فرساي  مدينة الملك لوجود القصر الذي كان مقر الحكم، وكمدينة لها وضعية خاصة عند الفرنسيين، وكل الرؤساء يفضلون هذه المدينة لما يشعرون من أنها تحمل تاريخ كبير لوطنهم،وهناك مقر رئاسي بالمدينة في نهاية حديقة القصر .

والىن قد تحول القصر منذ عقود وحقب، إلى مزار سياحي يقبل عليه الملايين من جميع أنحاء العالم، ومصنف على أنه من أكبر الاماكن السياحية في العالم،فهناك عدة متاحف وأجنحة وحديقة خاصة يأتي السياح خصيصا لزيارتها لا سيما أنها أماكن تحمل قصص مثيرة، مشيرة إلى أن أكثر الجنسيات التي تزور القصر من الولايات المتحدة، للتطلع على غرفة المعارك، يليهم ألألمان والإيطاليين، وجمهور كبير أيضا من كوريا الجنوبية.