بعد تتويجها العام الماضي بجائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم "إيزابيل"، تعود المخرجة المصرية سارة الشاذلي بأولى تجاربها التسجيلية الطويلة "العودة"، والذي ينافس ضمن عروض مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان الجونة السينمائي في نسخته الخامسة.
توثق الشاذلي في شريطها على مدار 76 دقيقة، حياتها مع والدها نبيل ذو الـ80 عاما، عقب عودتها من الخارج لقضاء الإجازة؛ ولكن بسبب الوباء العالمي تنقلب خطط سارة رأسًا على عقب وتجد نفسها عالقة في منزل طفولتها مع والديها بعد أن عاشت خارج البلاد عشر سنوات. بينما يقضون شهورًا معًا في العزل المنزلي، تشعر سارة بالحاجة إلى التقاط اللحظات الثمينة التي قضتها مع والدها في فيلم. للمرة الأولى، تبدو عودة سارة إلى مصر صائبة.
وعن هذه التجربة الشخصية قالت الشاذلي، أنها كانت عائدة إلى القاهرة من أجل قضاء الإجازة مع العائلة وإنجاز مشروع التخرج لصالح الأكاديمية التي تدرس بها السينما في كوبا.
واضافت في تصريحات لـ"البوابة": "عقب عودتي كنت عالقة في هذا المنزل مع هؤلاء الأشخاص في وقت عصيب لا يوجد متنفس فيه لعمل أي شيء، لذلك قمت بتصوير أبي رغبة مني في توثيق هذه اللحظة الحميمية برفقته، ثم جاء لاحقا قرار عمل الفيلم بعد أن اكتشفت أن هذه المواد المصورة تصلح لمشروع تسجيلي.
وعن التصوير في شقة العائلة، ذكرت الشاذلي أنها قضت طفولتها وحياتها في هذا المكان وأنها ترتبط به بشكل خاص، فكانت "مشاهد القاهرة من شبابيك المنزل من أهم اللقطات الموجودة في العمل، لأنني كنت دائما ما كنت استمتع بمشاهدتها من الأعلى وسط احساس فريد يغمرني في كل مرة".
ظهور نبيل الشاذلي - والد سارة - على مدار أحداث الفيلم، أضفى ايقاعا وروحا لذلك النسق اليومي الذي تعيشه العائلة في المنزل خاصة وأنه لم يكن متاح الخروج إلى الشارع كثيراً بسبب الجائحة؛ فنتج عن ذلك عدد من اللقطات الحميمية التي شاركنا فيها شغفه في الطبخ وفلسفته في الوجود بعد تجارب حافلة في حياته.
وعن تجربته مع ابنته قال: “لم أكن أعرف أن سارة تقوم بتصوير هذه المشاهد من أجل عمل فيلم سوى عندما جئت هنا إلى الجونة وشاهدته مع الجمهور”.
في النهاية قد لا يتعاطى البعض مع “العودة” على اعتبار أنه لا يقدم قضية محددة أو يطرح أسئلة نحاول أن نبحث عن إجابات لها؛ ولكن التقاط تلك اللحظة الإنسانية والنظر على مقربة من حياة هذه العائلة يولد شعوراً مفعما بالراحة والارتباط مع هذا العالم الصغير.