الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

 حكايات من مدونة أمير الشعراء.. حزن لقطع شجرة ونُفى بسبب مدحه الخديو "عباس" وكرّمه "السادات"

أحمد شوقي
أحمد شوقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يتدرج فى مملكة الشعر كغيره، لكنه مع أول حرف خطه نال المكانة الأعلى فبات يلقب بأمير الشعراء، أتاه الحرف طوعا فشكله كيفما أراد، كتب للشجر وللبشر وللحياة.. كتب لمصر ولملوكها ولشعبها ورؤسائها وتغنى له وبه مبدعوها فعاش حتى بعد الوفاة.
ولد الشاعر أحمد شوقي، بحى المطرية بالقاهرة، وهو من أصل لأب شركسى وأم يونانية، قامت جدته بتربيته ونشأ معها فى قصر الخديوى إسماعيل الذى كانت تعمل فيه.
حفظ القرآن على يد الشيخ صالح فى الرابعة من عمره، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية، فأظهر فيها تفوقه ونبوغه، وفى سن الخامسة عشرة التحق بمدرسة الحقوق وكان منتسبا لقسم الترجمة، ثم سافر إلى فرنسا حيث الثقافة الفرنسية والتأثر بالشعراء الفرنسيين والأدب الفرنسي.

الحياة فى المنفى

فى عام ١٩١٥ قام الإنجليز بنفى أحمد شوقى ببرشلونة فى إسبانيا نظرا لمدحه للخديوى عباس الذى كانت سلطته مهددة من قبل الإنجليز وأثناء تواجده هناك اكتسب شوقى الحضارة الأندلسية والأدب الأوروبى إلى أن قامت ثورة ١٩١٩ بقيادة الزعيم سعد زغلول ورجع لمصر فى سنه ١٩٢٠ بعد نفى خمس سنوات.

حزنه على شجرته

أثناء عودته من المنفى استقبله أهالى الإسكندرية استقبال الفاتحين وكان على رأسهم صديقه حافظ إبراهيم شاعر النيل، وأقام شوقى فى بيته بالمطرية، وقرر أن يترك البيت نظرا لحدوث بعض التغيرات أثناء غيابه وهو قطع شجرة كانت موجودة فى مدخل البيت، فاختار أرضا قريبة من النيل والأهرامات وحديقة الحيوانات نظرًا لعشقه وزيارته المستمرة كل يوم جمعة لتلك الأماكن المحببة إليه قرر بناء هذا القصر على يد مهندس إنجليزي، حيث عاش شوقى ١٢عاما فقط فى هذا القصر ومعه أبناؤه على وحسين ثم بنى لابنته وحفيدته قصرا مجاورا لقصره.

«السادات» يحافظ على إرث أمير الشعراء

بعد وفاه شوقى استمر أبناؤه وزوجته فى المعيشة فى قصره وبعد ٤٥ عاما تم تحويله لمتحف عام ١٩٧٧، وتم بيع القصر للحكومة بأمر من الرئيس الراحل أنور السادات. 

ويقول أحمد طلعت أمين متحف أحمد شوقى إن الرئيس السادات عندما قرأ إعلانا للأهرام أن منزل الشاعر أحمد شوقى «كرمة بن هانئ» بالجيزة معروض للبيع، أمر بشرائه من خزينة الدولة، وتم تحويله لمتحف، وحضر الافتتاح الرئيس الراحل أنور السادات وزوجة شوقى وأبناؤه على وحسين وحفيدته الوحيدة الفنانة التشكيلية خديجة رياض، كما حضر الفنان محمد عبدالوهاب الذى عاش فى أحد أجنحة المتحف لمدة سبع سنوات.

مقتنيات المتحف

يحتوى المتحف على بعض الملابس والمتعلقات الشخصية لأحمد شوقي، وأجزاء كبيرة من مكتبه وكتب بخمس لغات ومترجمات من العربية للفرنسية والإنجليزية، وكان يمتلك شوقى ١٥ ألف كتاب وتم تسليم عدد من الكتب للحكومة المصرية.

أسلوبه الأدبي

كان أحمد شوقى يتبع أسلوب التجديد فى قصائده، حيث إنه أبرز المشاركين فى النهضة الأدبية فى عصره، وتأثّر شوقى فى شعره الأدبى بالمتنبى من الشعراء العرب، فكان شوقى كثير القراءة والحفظ، وكان مثقفا ومرهف الحس وواسع الاطلاع، حيث ظهرت كل هذه التأثرات فى مؤلفاته وطريقة تعبيره وأشعاره.

مؤلفاته

كتب أمير الشعراء العديد من المؤلفات والمسرحيات والأشعار منها مجنون ليلي، عنترة، قمبيز، الست هدى، أسواق الدهب، الشوقيات، البخيلة، شريعة الغاب، على بك الكبير، وغيرها الكثير والكثير.
مقولات لأحمد شوقي
وكان لأحمد شوقى العديد من المقولات التى حُفرت فى أذهان المواطنين، وظلوا يرددونها حتى وقتنا هذا ومن بين تلك المقولات فى وصف المعلم: «قف للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا»، وفى وصف الكتب: «أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لى وافيًا إلّا الكتابا».