الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مهرجانات السينما للأزياء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ انطلاق فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائي، لم نرِ أو نسمع عن المهرجان سوي تعليقات سلبية مصحوبة بألفاظ خادشة للحياء؛ بسبب فساتين الفنانات التي باتت حديث السوشيال ميديا. 

وتناسوا أنه مهرجان سينمائي هام يضيف للصناعة، وليس عرض أزياء  والأمر المؤكد أن السينما فن من ضمن قوامه الإبهار أيضًا والأحلام المعيشية، وعلى ما يبدو فإن تلك النغمة التي تنتقد الاهتمام بملابس الحضور أصبحت أعلى صوتًا ومعضلة الأفلام أم الفساتين تشغل حيزًا كبيرًا من المناقشات على هامش أي تظاهرة سينمائية عربية في السنوات الأخيرة، وكأن الاهتمام بالإطلالة ينفي الاهتمام بالورش وبالعروض السينمائية، أو كأن الحديث عن صيحات الموضة يعد عيبًا أو تقليلًا من قيمة الحدث، على الرغم من أن الفنانات أنفسهن يبدين اهتمامًا كبيرًا بردود فعل المتابعين على إطلالاتهن، ويسألن الجمهور عن آرائهن فيما يرتدين، ويشكرن مصممي الفساتين، وهو أمر يحدث في العالم كله كذلك، حيث تخصص صفحات مطولة وفقرات للحديث عن اختيارات النجوم لأزيائهم، وهو أمر طبيعي يسهم في نشر ثقافة الموضة.

  صحيح أن هناك نجوم يتصدرون الأغلفة والمهرجانات وهم بدون موهبة، لكن ماذا نفعل إذا كان الجمهور اعتاد علي أن يتابع أخبارهم، وإذا كان هؤلاء يتمتعون بذكاء جذب الانتباه في سوق يعتمد علي العناصر التجارية أكثر من لأي شئ آخر،  والأزياء لاتتعلق بيوم الافتتاح بل طوال مدة أيام المهرجان فكل يوم فستان وسجادة حمراء وتصوير  وكأنه ماراثون لبيوت الأزياء لذلك نجد في بعض الأحيان، يرتبط النجوم بالمصممين ودور الأزياء، خاصة مع تواجد الاستايلست الخاص، والاتفاقيات التي تتم بين الفنانين ودور الأزياء، التي تدفع للنجم من أجل ارتداء الماركة الخاصة بها، مما يعد دعايا -ليست مجانية في كثير من الأحيان ومتابعة الجمهور للأزياء أصبحت أمرًا معتادًا والأمر ليس حديثًا، وليس وليدًا لمهرجان الجونة، فالإطلالات غير الموفقة تلازم المهرجانات المحلية والدولية والعالمية منذ بدايتها لكن تلخيص المهرجان في الأزياء فقط وتجاهل فعالياته وأحداثه ظلم للمهرجان صحيح ان المهرجانات  حدث فني هام، ينعكس على عالم الموضة وليس السينما فقط، إذ أن ارتباط الموضة بالفن يعتبر ارتباطًا وثيقًا، وفي هذه المناسبات تصبح كثير من الفنانات في منافسة شرسة على "من تخطف الأضواء وتتصدر الترند بإطلالتها على السجادة الحمراء" وللأسف ارتبط اسم مهرجان الجونة السينمائي -على وجه الخصوص- منذ دورته الأولى، بفساتين الفنانات، على الرغم من الفعاليات الفنية المهمة الأخرى التي يتضمنها، ولكن حرص عدد من الفنانات على الظهور بمظهر مثير للجدل، ثبّت هذا الانطباع حول المهرجان بعض الفنانات ارتدين فساتينًا تشبه في تصميمها بدلات الرقص الشرقي أو الاستعراضي، مما عرضهن لانتقادات أكبر، مرة بسبب الجرأة وأخرى بسبب الخروج على معايير الزي الملائم للمهرجانات وثمن الفساتين ليس دليل على الشياكة ثم ان.اللوك المبهرج يأخذ من جمال الفنانة كثيرًا.وشكل ولون وستايل الإكسسوار (مجوهرات، حقيبة، حذاء) أما أن تبرز الملابس أو تنزلها إلي القاع. ويضاف أيضا لون الملابس وتوافقها مع لون البشره  لها عامل قوي في الطلة العامة.وتوافق المكياج والشعر مع شكل الوجه. ومن الجدير بالذكر أنه قبل تسعينيات القرن الماضي، لم يكن الكثير من الفنانين على دراية بقواعد الزي الملائم للسجادة الجمراء، قبل أن تغير الممثلة هالي بيري قواعد اللعبة عام 2000، بعد ظهورها بفستان أبيض أنيق من فالنتينو، جعل للسجادة الحمراء معايير معينة، تحمي الفنان من التواجد في قائمة أسوأ الإطلالات.
وأخيرا لابد أن نعترف أن الناس هم الجمهور الذين يمولون السينما فلا يجب الاستهانة بأرائهم والتقليل منها أو السخرية منها حتي لاتفقد السينما من يمولها.