أعرب الناقد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، عن حزنه البالغ لرحيل الفيلسوف والمفكر الكبير الدكتور حسن حنفي، مشيرًا إلى الصداقة التي جمعته بالراحل، منذ عودة عصفور من فرنسا وحتى وقت قريب.
وأضاف عصفور لـ"البوابة نيوز": كان صديق عزيز. وما أكثر اتفاقاتنا واختلافنا في الآراء، لكن هذا لم يفسد أبدًا علاقة الود والاحترام التي جمعت بيننا.
فقد كان الراحل صوتًا مؤثرًا في الثقافة العربية، ويتميز بطريقة معينة في التفكير، وحاول الجمع بين متناقضات كثيرة، ولهذا أثار الاختلاف حوله.
وتابع في تأثر: كان دومًا مخلصًا وصادقًا، ولهذا أحببته، وكنت دومًا أداعبه بالقول إنه يحاول الجمع بين الثلج والنار؛ لكن بقدر هذا الاختلاف كنت أحبه وأحترمه لأبعد الحدود، ولا أتصور الحياة بدونه.
وأشار وزير الثقافة الأسبق إلى أن الثقافة العربية ستفتقد صوتا وفكرا مميزا مثل الراحل، ووصفه بأنه "فريد ولا مثيل له"؛ مؤكدً أنه مهما بلغت درجة الخلاف، فلا يُمكن لأحد الاختلاف على أهمية وجوده، ولا حاجة الثقافة العربية إلى أصوات مماثلة.
وكان الفيلسوف والمفكر الكبير حسن حنفي، أحد أشهر أساتذة الفلسفة في مصر، قد رحل عن عالمنا مساء اليوم، عن عمر ناهز 86 عاما، بعد رحلة عامرة بالفكر والثقافة لواحد من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.
وترجع جذور مشروع التراث والتجديد عند حنفي إلى مرحلة الدراسة لدرجة الدكتوراه في باريس، ويتكون مشروع "التراث والتجديد"، كما يبين حنفي، من جبهات ثلاثة: موقفنا من التراث القديم، موقفنا من التراث الغربي، موقفنا من الواقع (نظرية التفسير)، يبين الدكتور حنفي كيف تم اختيار "علم الأصول" موضوعا للدكتوراه في باريس عام 1956، ويوضح مساره الفكري في مرحلة التكوين ابتداء من التأثر بفكر الإخوان المسلمين ثم الحوار والتلاقح مع أساتذته في السوربون ما أنتج التصورات النهائية للمشروع.
ومن أبرز مؤلفاته، سلسلة" موقفنا من التراث القديم التراث والتجديد "4 مجلدات"، من العقيدة إلى الثورة 1988، حوار الأجيال، من النقل إلى الإبداع “9 مجلدات"، موسوعة الحضارة العربية الإسلامية، مقدمة في علم الاستغراب، فيشته فيلسوف المقاومة، في فكرنا المعاصر، في الفكر الغربي المعاصر، حوار المشرق والمغرب، دراسات إسلامية، اليمين واليسار في الفكر الديني، من النص إلى الواقع، من الفناء إلى البقاء، من النقل إلى العقل، الواقع العربي الراهن، حصار الزمن.