لا يزال الطريق الدائري الأوسطي، يحصد أرواح الكثير من المواطنين، فخلال الـ ٢٤ ساعة الماضية وقع حادثين مروعين، نتج عنهم وفاة ٢٥ شخصًا، فضلًا عن الحوادث السابقة على هذا الطريق.
"مصرع ١٩ شخصا في تصادم نقل وميكروباص"
شهد الطريق الدائري الأوسطي في الاتجاه القادم من أكتوبر ومتجه الي الصعيد، حادثًا مأساويًا، أسفر عن وفاة 19 شخصًا، إثر وقوع حادث تصادم بين سيارة نقل واخري ميكروباص، وانتقلت سيارات الإسعاف الي المكان وتم نقلهم الي المستشفى.
وكشفت تحريات المباحث حول الواقعة، أن خط سير ميكروباص كان متجها الي محافظة أسيوط، كما أشارت التحقيقات الأولية، إلى أن سائق السيارة التريلا توفى بأزمة قلبية أثناء قيادته للتريلا.
وقال أحد شهود العيان في الحادث، إن سائق المقطورة كان يسير في الاتجاه نحو مدينة أكتوبر وتوفي أثناء قيادته للمقطورة، وبالتالي فقد التحكم في سيرها، واصطدمت المقطورة بعدد من الأعمدة الموجودة.
واستكمل الشاهد حديثه للبوابة نيوز قائلا: "المقطورة عدت الناحية التانية واصطدمت بسيارة ميكروباص قادمة في الاتجاه الآخر القادم من أكتوبر ومتجه إلي الفيوم والصعيد"؛ مما أدى إلى تهشم السيارة الميكروباص ووفاة جميع ركابها بالكامل، بالإضافة الي سائق التريلا واثنين من مساعديه كانوا بجاوره، ومن بين الضحايا طفلين ورضيع و3 سيدات من مستقلي الميكروباص.
وأوضح شاهد العيان أن الحادث كان كارثيا ومروعا فلا يوجد مصابون فكل الضحايا كانوا متوفين ويبدوا عليه أنهم كانوا مسافرين وعائدين إلى محافظاتهم فقد تناثرت أمتعتهم وشنطهم في كل مكان.
و حصلت "البوابة نيوز"، على بعض أسماء ضحايا حادث الطريق الدائري الأوسطي، وتبين أن من بين الضحايا طفلتين و ١٠ جثامين مجهولة الهوية، وأسفر الحادث عن مصرع كل من:
-سيد خميس سيد جمعة 47 سنة، مركز ديروط محافظة أسيوط، وشقيقه عبد الغفار 41 سنة.
-وحسن مصطفى عيسى 24 سنة من مركز ابو المطامير محافظة البحيرة.
-مصطفى رجب مصطفى 35 سنة من مركز أبو المطامير البحيرة.
-عبدالله طاهر يونس 33 سنة، مركز ديروط محافظة أسيوط.
-يونس مفضل يونس 29 سنة، من مركز ديروط محافظة أسيوط.
-أحمد عبد التواب عبد الحميد 33 سنة، من مركز ديروط محافظة أسيوط.
كما تم إيداع ٥ جثامين مجهولة الهوية بمشرحة مستشفى زايد المركزي، و٤ مثلها بمستشفى زايد التخصصي فضلا عن شخص آخر مجهول الهوية، و طفلتين (٢- ١٠ سنوات) مجهولي الهوية تم ايداعهم مشرحة مستشفى ٦ أكتوبر المركزي.
وأمام مستشفى زايد التخصصي كان المشهد أشهد حزنا وقساوة، عندما تجمع أهالي ضحايا الحادث أمام باب المستشفي في انتظار خروج جثامين ذويهم الـ 19 من ثلاجة الموتى تمهيدًا لدفنهم في قريتهم بأسيوط.
وقال “ علي.أ” من أقارب الضحايا، إن الضحايا جميعهم من قرية عرب أو كريم بمركز ديروط في محافظة أسيوط، مشيرا الي أن جميع الضحايا شهداء للقمة العيش، فجميعهم كانوا يعملون عمالا باليومية، في أحد المزارع بمدينة وادي النطرون في البحيرة، وأن المتوفيين كانوا راجعين إجازة قصيرة يطمئنوا فيها علي أسرهم واطفالهم ويستريحوا قليلا من عناء العمل الشاق بالصحراء، و"توفوا قبل ما يوصلوا".
وأشار أحد اقارب الضحية إلى أنهم تفاجئوا بمكالمات هاتفية كثيرة انهالت عليهم تخبرهم بأن اقاربهم أصيبوا في حادث، وعلي الفور توجهوا الي مكان الحادث، وتابع “ علي” « لما شوفنا منظر الميكروباص عرفنا ان كل اللي فيه مات من بشاعة الحادث» وبالفعل توجهنا إلى المستشفي وعرفنا أن كل من كان في الميكروباص توفي، وذكر أن هناك أسر فقدت بالضحيتين والثلاثة من منزل واحد، ولكن أمر الله جاء وربنا يرحمهم.
وقبل هذا الحادث بساعات تلقي الرائد أحمد عكاشة رئيس مباحث مركز شرطة البدرشين بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها وقوع حادث تصادم مروع ووجود متوفين ومصابين علي الطريق الأوسطي بدائرة المركز، وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية مدعومة بسيارات الإسعاف وبالفحص تبين أنه أثناء وقوف سيارة ملاكي 6 راكب "بيجو" محملة بعمال علي الطريق الأوسطي اصطدمت بها سيارة نقل ثقيل مقطورة ونتج عن الحادث وفاة 6 أشخاص هم "سيد عماد أبو هاشم"، "حمزة عبدالعظيم غنيم"، "عماد إسماعيل عليان"، "محمد إسماعيل عليان"، "بدر الأسود"، "وليد ذكري"، جميعهم مقيمين بقرية سقارة بدائرة المركز، وإصابة كلاً من "أبو الحسن عمر بدر"، "وحيد حجاج مرسي"، "محمد محمد حمزاوي"، "محمد إسماعيل مرسي" وتم نقلهم الي مستشفي الهرم لتلقي العلاج اللازم.
وتمكنت القوات من ضبط سائق السيارة النقل، تم تحرير محضر بالواقعة وأخطر اللواء رجب عبدالعال مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة والذي أحال الواقعة إلي النيابة العامة لمباشرة التحقيقات ولا تزال التحقيقات مستمرة.
وفي شهر أغسطس الماضي شهد الطريق الدائري الأوسطي بـ15 مايو، حادث تصادم بين سيارتين مقطورتين محملتين بعدد من السيارات الملاكي.
وبينت المعاينة تهشم كبير في عدد من السيارات جراء الحادث، والاصطدام بعدد من الخرسانات على جانبي الطريق.
وفي هذا السياق قال اللواء مجدي الشاهد، مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير المروري، إن 80 % من الحوادث يكون سببها العامل البشري، والتي تسبب أخطاءه في وقوع ضحايا وكوارث بشرية، أبرز تلك الأسباب هي السرعة الزائدة، لأنها تحت تحكم السائق فهو مسئول عن سرعة المركبة التي يقودها، فكلما كانت سرعته قليلة كلما كان علي درجة سيطرة كبيرة في مركبته والقدرة علي تفادية لأي طارئ أو معوق، والعكس تماما عندما تكون سرعة المركبة عالية هذا يعني ضعف احتمالية السيطرة عليها وزيادة نسية وقوع الحوادث، هذا بالإضافة إلى التخطي الخاطئ وعدم إتباع القواعد المرورية والالتزام بحارة قيادته، وارتداء اجراءات السلامة، ايضا ضرورة الكشف عن سلامة الإطارات ومدي صلاحيتها للسير لأنها عامل مهم في الأمتناع عن وقوع حوادث.
وأشار الخبير المروري، إلى أن لكل حادث ظروف وملابسات، فعلي سبيل المثال حادث الدائري الأوسطي والذي راح ضحيته 19 شخصا، هنا صعب جدا تحديد المخطئ، فالتحريات الأولية أشارت إلى أن السائق توفي أثناء قيادته التريلا، وهي خارجة عن ارادتنا، ولكن ما يمكن أن نتحدث به في الواقعة هو سرعة المقطورة هل كانت تسير بالسرعة المقررة أم لا، وكذلك السيارة الميكروباص هل كانت تسير بالسرعة المقررة أم لا.
وأضاف الخبير الأمني أن الإدارة العامة للمرور تبذل قصاري جهدها في شن الحملات المرورية على الطرق السريعة وضبط مخالفات تجاوز السرعات بالرادار الثابت والمتحرك وحملات الكشف عن الإطارات والكشف عن متعاطي المخدرات أثناء القيادة، والدراجات النارية المخالفة.
ونوه " الشاهد" بأنه مع سعي الدولة لتطوير الطرق وجعلها أكثر أمانا قلل ذلك من نسبة وقوع الحوادث، ولكن يبقي العامل البشري هو المسئول الأول.