الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أحمد عبدالرازق أبوالعلا: ناقصو الموهبة يروجون لمفاهيم خاطئة تتعلق بالتأليف

الكاتب والناقد المسرحي
الكاتب والناقد المسرحي أحمد عبدالرازق أبوالعلا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الكاتب المسرحى والناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا، إن بعض المخرجين الذين يرون أن المسرح المصرى منذ بداياته، وحتى فى قمة نهضته اعتمد على النص الأجنبي، والاقتباس والتمصير، ومن ثم يصبح من الطبيعى أن نفعل هذا الآن، أقول لك يقولون ما يحلو لهم، ولكنهم- إذا قالوا هذا بالفعل- فهذا دليل على جهلهم بتاريخ مسرحنا، ودليل على سطحية ثقافتهم، لأن الحديث عن البدايات التى تشكلت فيها ملامح المسرح المصرى فى أوائل القرن الماضى شيء، وواقعه فى القرن الواحد والعشرين شيء آخر.

وتابع: «الاقتباس والتمصير والتعريب كانت وسائل لتقديم أعمال مسرحية فى ظل ندرة الكاتب المسرحي، ولكن مع وجود المؤلف المصري، الذى قدم أعمالا كثيرة ومتميزة، وله- أيضا- تجارب خارج مفهوم المسرح الغربي، ومع تعدد الأجيال من كتابه، لا يمكن أن نعتبر مثل هذا الكلام الذى يقوله- أيا من كان- كلاما عاقلا، فمع وجود المؤلف المسرحي، لا ينبغى أن نذهب إلى تقديم النصوص الأجنبية إعدادا، تمصيرا، اقتباسا إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك، وتُعد الضرورة استثناء، وحين تكون القاعدة ترجمة لهذا الهُراء، فقل على المسرح المصرى السلام، وهنا أشعر أن أيادى خفية تعبث فيه، من أجل تراجعه، ومن أجل نسيان تاريخه المضيء».

وأضاف «أبوالعلا»، أنه ليس صحيحا أننا نفتقر إلى النصوص المسرحية المُؤلفة الصالحة للتقديم على خشبة المسرح، فهناك عشرات النصوص، وأستطيع أن أقدم لك قائمة تتضمن عشرات النصوص- الجديدة- التى لا يذهب إليها المخرجون لأسباب متنوعة، أهمها أنهم- على ما يبدو لا يقرأون، ولا يتابعون حركة التأليف المسرحى جيدا، وحركتهم قاصرة على الشلل الصغيرة، التى تضم أفرادا قلة يقدمون بعضهم بعضا، ويعملون مع بعضهم البعض فاختلط الحابل بالنابل، وصار المخرج مؤلفا، وصار مُعدا، وصار دراماتورجيا- كما يصرحون ويكتبون على أفيشات مسرحياتهم، والاعتداء على حقوق المؤلف المسرحى بلا خجل، تلك الظاهرة، لم تكن بهذه الصورة القاتمة من قبل، فمنذ سنوات كانت هناك معارك تدور بين المؤلف والمخرج، إذا اضطر المخرج، أن يتدخل بالحذف أو الإضافة فى النص المكتوب.

وتابع: «أما الآن يُعتدى على حق المؤلف الأدبي، وتشويه ما كتبه تحت زعم مسميات استخدمت خطأ، كوسيلة لمداراة فقر الموهبة، وشُح الثقافة المسرحية، مثل استخدامهم لمصطلح «الدراماتورج» وهو يعنى شيئا آخر غير هذا الذى يذكرونه، مثل هؤلاء ينبغى التصدى لهم، من حقك أن تقوم بالإعداد، لكن لوسيط آخر غير المسرح، فلتكن رواية مثلا، أو قصة قصيرة، أو أى جنس أدبى آخر، يمكنك القيام بمسرحته هذا شيء مشروع، ولكن أن تفعل ذلك مع نص مسرحى مؤلف، وله صاحب، فتلك جريمة، ينبغى التصدى لها بحسم، لأن من يقومون بارتكابها يريدون موت المؤلف، وهم بالفعل يعملون على ذلك، حين يهملون أعماله، أو يتهمونها بأنها مجرد أدب مسرحى ولا تصلح للعرض على خشبة المسرح، وكلها حجج يدارون بها فقر الموهبة، فيفعلون ما يحلو لهم فى مسرحنا المصري، الذى يتراجع دوره على أيديهم.