قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، إن السياسة الخارجية المصرية تنظر باهتمام للبعد المتوسطي، خاصة أنه منذ سنين عديدة كان يوجد هذا البعد بشكل واضح وصريح وكانت لمصر علاقات وثيقة مع الدول الأوروبية ولكنها تراجعت ثم عادت مجددا منذ عام 2014 وهو انجاز مهم للقيادة السياسية المصرية.
وأضاف في لقاء مع فضائية “مصر الأولى”، اليوم الأربعاء، أن سياسات الطاقة أو أمن الطاقة تحظى بالاهتمام اللازم ومصر قامت بترسيم حدودها البحرية وتعيين مناطقها الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط ونتيجة لذلك تم اكتشاف الوقود الاحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي واصبحنا من اهم دول المنطقة في مخزونات واحتياطيات الغاز.
ولفت عبدالفتاح إلى أن اوروبا قارة مستهلكة بشره للطاقة سواء للتدفئة أو الصناعة مع وجود عدد قليل من دولها منتجة للغاز وروسيا تغدي أوروبا بنصف احتياجات اوروبا من الطاقة ولذا هم يتجهون بتنويع أماكن استيراد الطاقة ومن هنا برز دور مصر في هذا القطاع مع وجود قدرة على تأمين المنظومة المتكاملة للطاقة وحمايتها وتوفيرها بشكل دائم.
وتابع أن مصر باتت تجربة تدرس إقليميا وعالميا مع تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء وكذلك النفط والغاز الطبيعي ثم السعي لتصديرها، وكذلك يضاف إنجاز جديد مع الانتقال للطاقة المتجددة مثل الرياح و الشمس مما يرفع من مزيج الطاقة ويساهم في جعل مصر مركزا إقليميا للطاقة.
وأكد أن قطاع الكهرباء يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة السياسية للدولة التي وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي.
وأوضح أن القطاع نجح في إضافة قدرات كهربائية إلى الشبكة الكهربائية الموحدة بلغت أكثر من 28 ألف ميجاوات، وبهذا أصبحت قدرات التوليد الكهربائية المتاحة كافية للوفاء بمتطلبات المستثمرين في سائر أنحاء الجمهورية من الطاقة الكهربائية.
يذكر أن وزير الكهرباء محمد شاكر، أكد اتخاذ قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة المصري خطوات ايجابية متعددة في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، مشيراً إلى ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر الطاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس التي تؤهلها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة.
وتم تخصيص أكثر من 7650 كيلومتراً مربعاً من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، موضحاً أن أطلس الرياح يشير إلى أن مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يمكن إنتاجها تصل إلى نحو 90 جيجاوات من طاقتي الرياح والشمس.
وأضاف شاكر أنه كان من المخطط أن تصل نسبة مشاركة الطاقات المتجددة من الحمل الأقصى إلى 20% بنهاية عام 2022 ولكن نجح القطاع في الوصول لهذه النسبة بنهاية هذا العام 2021، وقد تمت مراجعة وتحديث إستراتيجية القطاع حيث تم إلغاء مشروعات الفحم واستبدالها بمشروعات توليد كهرباء من مصادر متجددة.