بكل تأكيد لم يكن يتخيل هذا الحرامي البائس أنه سيضع الكلابشات في يديه وبمحض إرادته.. فكأن الأقدار كانت له بالمرصاد، فبعد أن غافل الصحفي الذي كان يقوم بتغطية ميدانية من أحد المواقع أعلى الدائري، إذا بهذا "الحرامي الرايق" يغافل الصحفي المجتهد بخطف هاتفه الذي يعتبر "إيده ورجله" في ممارسة عمله، مثل الشاكوش والفارة بالنسبة للنجار،.
لكن شاءت المقادير أن يقع هذا اللص في مستنقع أفكاره ويترك الهاتف مفتوحا على "اللايف" ليرشد عن نفسه بنفسه وتظهر صورته للآلاف الذين شاهدوه وهو يدخن السيجارة بمنتهى الأريحية وهو لا يدري أنها ستكون ربما السيجارة الأخيرة خار قضبان السجن.
وبطبيعة الحال لم تجد أجهزة الأمن والتحريات صعوبة بالغة في التعرف عليه والوصول إليه ليسقط في قبضة رجال الأمن متلبسًا بكافة الأدلة المادية والمعنوية والمهلبية، ويبقى مصيره المجهول في أيدي المحامي الذي سيتولى الدفاع عنه والذي ربما لن يجد ما يقوله لهيئة المحكمة الموقرة سوى أن موكله "عبيط وعلى نياته ومنحوس".
وهذا يذكرنا بالمثل الشهير: قليل البخت يلاقي العضم في الممبار.. وعجبي.