الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد وقوع الزلزال الثاني خلال 6 أيام.. هل دخلت مصر حزام الزلازل؟.. البحوث الفلكية: عمق "زلزال الثلاثاء" تجاوز 65 كم.. وخبراء: مصر خارج الأحزمة الزلزالية الأخطر حول العالم

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قبل عدة ساعات استيقظ المصريون صباح الثلاثاء على أصداء هزة أرضية عنيفة ضربت منطقة شرق البحر المتوسط، بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، حيث رصدت محطات الشبكة القومية للزلازل هزة أرضية الساعة 7:32 دقيقة بتوقيت القاهرة بقوة أعلى من 6 درجات، حيث شعر بها سكان العاصمة وبعض المحافظات المجاورة. 

ويأتي زلزال الثلاثاء بعد 6 أيام فقط من الزلزال الذي تأثرت به مصر في 13 أكتوبر الماضي، حيث ضرب زلزال عنيف جزيرة كريت اليونانية بقوة 6.2 ريختر، ووصل مداه إلى الأراضي المصرية أيضا حيث شعر به سكان القاهرة، ومع تكرار هذه الزلازل، ينتاب الكثيرون حالة من القلق حول مستقبل الزلازل في مصر، وهل من المتوقع أن تدخل مصر حزام الزلازل؟
 

الدكتور جاد محمد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية


البحوث الفلكية 

وللرد على هذه التساؤلات، خرج الدكتور جاد محمد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية، ليكشف حقيقة دخول مصر في حزام الزلازل، حيث قال إن الزلزال الذي شعر به المصريون اليوم وقع في منطقة شرق البحر المتوسط، بقوة 6 درجات على مقياس ريختر في تمام السابعة و32 دقيقة من صباح الثلاثاء، موضحا أن ذلك يأتي بعدما ضرب زلزال آخر أكثر قوة جزيرة كريت اليونانية بقوة 6.2 ريختر، ووقع في 13 أكتوبر الماضي. 

وأوضح القاضي في تصريحات تليفزيونية أن منطقة شرق المتوسط تشهد نشاط زلزالي مستمر ومتفاوت القوة، مشيرا إلى أن منطقة كريت هي مركز الزلازل، وهي موجودة في البحر وبالتالي تنتشر الهزات الأرضية منها بشكل أكبر خاصة وأن لا توجد حولها أي صخور تمتص حدة الموجات الزلزالية. 

ولفت رئيس البحوث الفلكية إلى أن الزلزال وقع على بعد  300 كم في البحر من الإسكندرية، إلا أن عمق مركز الزلزال بلغ 65 كيلو مترًا وهذا هو السبب الذي أدى لشعور المصريين بالزلزال، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مصر لم تدخل حزام الزلازل، كما أنه تم تسجيل توابع لزلزال اليوم ولكن قوتها ضعيفة ولم يشعر بها أحد".

4 زلازل كل يوم 

وبحسب إحصائيات المعهد القومي للبحوث الفلكية، فإن مصر تتعرض كل يوم لما بين هزتين إلى 4 هزات أرضية وزلازل بسيطة كل يوم، إلا أن قوة هذه الهزات تتراوح ما بين 1 و 3 على مقياس ريختر.

وأكد رئيس معهد البحوث الفلكية في تصريحات سابقة، أنه لا يتم الإعلان عن تلك الزلازل والهزات الخفيفة تجنبا لإثارة الخوف والفزع بين المواطنين

ورصد المعهد القومي للبحوث الفلكية، في الفترة ما بين منتصف أكتوبر وحتى منتصف ديسمبر 2020، ما يقرب من 6 هزات أرضية المعروفة باسم "الزلازل"، بقوة تتاروح من 2.6 درجة و 5.6 درجة على مقياس ريختر، وذلك في شرق القاهرة والمحلة الكبرى وشمال مدينة مرسى مطروح وشمال مدينة الإسكندرية وشمال دمياط.

هل دخلت مصر حزام الزلازل؟

أجمع خبراء البحوث الفلكية، والمختصين في علم الزلازل إلى أن مصر لم تدخل في حزام الزلازل وإنما تتأثر بالزلازل التي تحدث في الدول والمناطق المجاورة لمصر وعلى رأسها مناطق اليونان وتركيا.

وفي هذا الشأن، يقول الدكتور هشام عيد، أستاذ الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيفيزيقية، إن مصر خارج حزام الزلازل المعرةوف حول العالم، وأن السبب وراء تأثر مصر بالزلزال الذي وقع صباح الثلاثاء، هو العمق الكبير للزلزال الذي ضرب منطقة شرق جزيرة كريت اليونانية.

وأضاف عيد أن العمق الشديد الذي تجاوز الـ 65 كيلو متر هو سبب شعور سكان القاهرة وبعض المحافظات بالزلزال، حيث أن الزلزال وقع على بعد 390 كيلو مترا من سواحل الإسكندرية، مشددا على أنه وقوع زلازل في مناطق شرق المتوسط وبخاصة تركيا واليونان ليس بجديد حيث تعد من المناطق الواقعة ضمن حزام الزلازل وتشهد نشاط زلزالي قوي ومتكرر طوال السنة.

وأوضح أستاذ الزلازل أن "زلزال الثلاثاء حدث بعدما اللوح التكتوني الإفريقي مع اللوح التكتوني الأوروبي، وهو أمر طبيعي في هذه المنطقة من العالم حيث تشهد مناطق شرق المتوسط زلازل، ومن غير المستبعد أن تقع زلازل أخرى في الأيام المقبلة، إلا أن تأثر مصر بهذه الزلازل يكون حسب قوة الزلزال ومركزه وعمقه. 

من جهته، يركد عضو الجمعية الفلكية المصرية،  الدكتور محمد العفيفي، أنه لا صحة لما تداوله البعض على بعض المواقع حول دخول مصر حزام الزلازل، مشددا على أن مصر تتأثر بالزلازل وبخاصة الزلزالين اللذان وقعا أيام 13 و19 أكتوبر الجاري نتيجة لقوة هذه الزلازل في منطقة كريت اليونانية فهي مركز الزلزال. 

وجدد "العفيفي" التأكيد على أن النشاط الزلزالي المستمر في منطقة شرق المتوسط تتأثر به مصر من حين لآخر، إلا أن قوة الزلزال وعمقه يكونان العامل الحاسم في مدى احساس سكان مصر بهذه الزلازل. 

وتابع: "المنطقة الواقعة بين تركيا واليونان تعد بؤرة نشطة للزلازل وتدخل في حزام الزلازل، ولهذا يكون النشاط الزلزالي بها قوي ومتواصل طوال أيام السنة، أما مصر فلم تدخل حزام الزلازل ولا تعد من المناطق ذات النشاط الزلزالي المرتفع حول العالم.

أكثر المناطق المهددة لخطر الزلازل حول العالم

وبالنظر إلى حزام الزلازل حول العالم فإننا نجد أنه دراسة صادرة عن المعهد الوطني لميكانيكا الصخور في الهند، تؤكد أن أخطر المناطق المهددة حول العالم تلك التي تقع في نطاق 3 أحزمة زلزالية رئيسة وهي 

الحزام الزلزالي المحيطي 

وهو أكبر حزام زلازل في العالم، حيث تحدث حوالى 80٪ من أكبر الزلازل فى العالم (بقوة 8 وما فوق)، بسبب تقارب الصفائح، وتتأثر به معظم الدول المطلة على المحيط الهادي. 

حزام الزلازل فى جبال الألب والهيمالايا 

ويمتد الحزام الزلزالي من جافا إلى سومطرة في إندونيسيا عبر جبال الهيمالايا والبحر الأبيض المتوسط، ويصل إلى المحيط الأطلسي ويمثل حوالي 17٪ أكبر زلازل في العالم، حيث تتحرك الألواح في اتجاهين متعاكسين مما يؤدي إلى حدوث هذه الكوارث الطبيعية.

حزام الزلازل بمنتصف الأطلسي

ويعد حزام الزلازل بمنتصف الأطلسي الأقل تأثيرا على العالم، حيث أنه مسئول عن 3٪ فقط من الزلازل الكبيرة، إلا أن حوالى 5 ملايين من الزلازل تحدث سنويًا على طول هذا الحزام، ولكن معظمها صغير جدًا بحيث لا يمكن الشعور به، ويمثل هذا الحزام منطقة التقاء الصفائح القارية.