أكد الأب مخول فرحا المفوض العام لرهبانية الكرملين بمصر أن الرهبنة التى تحمل اسم الكرملين هى رهبانيات دينية تنتمى إلى الكنيسة الكاثوليكية، وأطلق عليهم الكرملين نسبة إلى مسقط رأسها، وهو جبل الكرمل الواقع شمال حيفا والمقترن بذكرى النبى إيليا مصدر اعتمادها الدينى والروحى، حيث يعد هذا النبى هو أساس الأفكار الكرملية بجانب وروحانيات السيدة العذراء مريم، وتعرف كنسيًا بـ«رهبنة إخوة سيدة جبل الكرمل»، ويعرفون أيضًا باسم الكرمليون أو الكرمليت.
وأضاف فى حواره لـ«البوابة نيوز» أن هذه المجموعة تأسست خلال الحروب الصليبية، حيث قامت مجموعة صغيرة من الرهبان اللاتين بالمكوث داخل جبل الكرمل، وهم عازمون على تقليد أسلوب حياة مار إيليا المتوحد هناك، ولقد اتبعوا أسلوب هذا القديس فى الانعزال والتدين بين الكهوف؛ ليتأملوا كلمات الكتاب المقدس بعيدًا عن صخب الحياة.
ووردت عن الكتب التراثية الكاثوليكية أنه فى عام 1214 طلب رئيس الرهبان آنذاك من بطريرك القدس اللاتينى أن يسمح لجماعات الرهبان الكرملين بممارسة العبادات داخل الجبال بصورة قانونية، فأعلن الاعتراف الرسمى بهم باعتبارهم رهبانية داخل الكنيسة المحلية كأولى خطوات العقيدة الكاثوليكية فى الاعتراف بالمذاهب الرهبانية، وفى عام 1226م، أعلنت تلك الجماعات كرهبنة دينية تتبع الكنيسة الكاثوليكية الكبرى بروما، فقام الرهبان ببناء كنائس ومعابد كرملية صغيرة بين كهوف الجبال، واتخذت كنيسة السيدة العذراء مريم بمقر رسمى لهؤلاء الرهبان، والى نص الحوار....
* فى البداية ماذا عن الأب مخول فرحا الكرملي؟
- أنا ولدت فى بعلبك لبنان فى الثامن والعشرين من شهر ديسمبر لعام ١٩٥٩ والتحقت بالدير فى الثلاثين من شهر سبتمبر لعام ١٩٧٠، حيث كانت سنة الابتداء عام ١٩٧٤، ثم قدمت نذورى البسيطة فى الخامس عشر من شهر أغسطس عام ١٩٧٥ والنذور الاحتفالية فى الخامس عشر من أغسطس عام ١٩٨٣، وحصلت على الدرجة الإنجيلية فى السادس من شهر يناير عام ١٩٨٤، ثم تمت سيامتى الكهنوتية فى الرابع عشر من شهر يوليو من نفس العام، وأنا بفضل الله حصلت على شهادة بكالوريا قسم ثان، وبكالوريوس فى الفلسفة واللاهوت، ودبلوم فى التواصل الاجتماعي، ودبلوم فى قانون ولاهوت الحياة الرهبانية، وبكالوريوس فى الحق القانونى الكنسي، وذلك بالإضافة إلى شغلى عدة وظائف، كما أننى انتخبت لمدة أربع مرات كرئيس إقليمى للرهبانية فى لبنان.
* وماذا عن امتهانك القضاء الكنسي؟
- أنا عملت بالمحاكم فترة كبيرة، وفى البداية سوف أخبر الجميع بأن المحكمة الكنسيّة أو المحكمة المسيحيّة أو المحكمة الروحيّة فهى متعددة الأسماء، وهى نوع من المحاكم ذات الاختصاص فى المسائل الروحية أو الدينيّة، فى العصور الوسطى وفى مناطق كثيرة من أوروبا كان لهذه المحاكم صلاحيات أوسع بكثير قبل تطور الدول القومية، تعتمد المحاكم الكنسيّة على القانون الكنسى وهو النظام الأساسى القانونى لمجموعة القوانين والأنظمة الصادرة أو التى تعتمدها السلطة الكنسيّة والمنظمات المسيحية وأعضاؤها، وتُطبق الكنائس قانون جستنيان فى مسائل الأحوال الشخصية.
* ما علاقتك بالرهبانيات الأخري؟
- علاقتى بها علاقة طيبة والأب مراد المجلع علاقتى به جيدة، وأنا أود الطوائف الأخرى وأحرص على أن نكون فى ود مستمر وبشكل لائق برسالة السلام التى حملناها من السيد المسيح.
* وكيف ترى مميزات الرهبنة الكرملية؟
- إلى جانب الوجود التاريخى فى فلسطين وقبرص وصقلية ومالطا وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، فإن الانتشار الحالى يشمل أيضًا أستراليا وألمانيا وكندا وتشيلى والموزمبيق وسنغافورة والبرازيل والولايات المتحدة.
يتميز الرهبان والراهبات الكرملين بالثوب البنى الطويل، وتتشح الراهبات أيضًا بغطاء رأس أسود اللون على خلفية بيضاء وأشهر رهبان الرهبنة الكرملين هم تريزا الأفيلية ويوحنا الأفيلى وتريزا الطفل يسوع، وثلاثتهم من معلمى الكنيسة الجامعة فضلًا عن يوحنا الصليب، والقديسة إديت شتاين، الألمانية الكاثوليكية من أصل يهودي، والتى لقيت حتفها خلال مقاومتها هتلر، ومساعدة هاربى الهولوكست، والأخت لوسيا التى كان قد سبق وهى فى حداثة عمرها أن جرت معها الخوارق المعروفة فى الكنيسة الكاثوليكية باسم «سيدة فاطمة».
* لماذا ترتبط الرهبنة الكرملية بالبابا فرنسيس مباشرة؟
- هناك ثلاثة أنواع للرهبانيات أولها الرهبنة الحبرية تتبع البابا فرنسيس والرهبنة البطريركية تتبع البطريرك مباشرة وهناك الرهبنة الأسقفية وتتبع المطران لأى محافظة.
< هل تجد صعوبة فى الرهبنة؟
- أنا شخصيا ترهبنت فى سن صغيرة، وكنت بالتعليم الداخلى ولا أحد من أهلى انزعج من الرهبنة، بل العكس تماما افتخروا، خاصة الأهل وكانت أمى تقول كل ما يعمل لله لا يضيع.
* وما رأيك فى وضعية المرأة؟
- المرأة كائن ضعيف جدًا وأنا أشعر بالمسئولية الشديدة تجاهها، أنا المراة عندى لها كرامة كبيرة ولها حقوق كثيرة أنا لا أتخلى عن المدافعة عن المرأة المعنفة، حتى وإن أخطات فعلى الرجال تقويمها وليس العقوبة.
* ما رأيك فى فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
- أنا أرى أنه قدم لمصر الكثير، وهو رجل مصلح أكثر منه سياسيا ينظر إلى مصلحة شعبه ويعمل عليها، وأتمنى أن أرى لبنان مثلما أرى مصر.
* ومن أين تأتى لكم المصروفات؟
- نحن نعيش على التبرعات من المجتمع، وأنا أعمل مع مطران اللاتين وأحصل على مبلغ مالى مقابل ذلك.
* وماذا عن البابا بندكتوس؟
- رجل له ١١٦ كتابا، رجل من طراز فريد، مفكر لديه زخم فكرى كبير، وسبق أن جلست معه، وكان إنسانا أكثر من رائع، حيث اندهش الجميع بقدرته الفائقة على خزن كل الأفكار المتعددة هو رجل أكاديمى من الدرجة الأولي.
* والبابا فرنسيس؟
- رجل وسط الفقراء، جاء منهم فوصل لهم سريعًا عاش بين المهمشين، وأدرك معاناتهم وعالج الكثير من القضايا التى يصعب على أحد أن يقوم بها.
* كيف ترى علاقة الأزهر بالفاتيكان؟
- كل ما حدث سابقا هو عداءات سياسية وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى «تجانس ودى وعقلى» بينه وبين بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وما وقع من صراعات باسم الدين هو فى الواقع صراعات سياسية.
* وماذا عن لبنان؟
- أنا شخص متفائل ولست متشائما، أتمنى أن يرفع الجميع يده عن لبنان وأثق تمامًا أن لبنان سيتغير تمامًا وأن يتحول لبنان من كبش الفداء، فالحروب ضد سوريا، ولبنان أصبح طرفا.
* وما رؤيتك فى تشكيل الحكومة؟
- أنا أراها خطوة رائعة؛ لأن الحكومة هى نقطة اتصال بيننا وبين الدولة، وأكثر ما أعجبنى وقتما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى قائلا: «اتركوا اللبنانيين يدبروا حالهم»، وأيضا أعجبت بالمؤتمر الذى قام به رئيس فرنسا ماكرون لجمع تبرعات من العالم للبنان.
* وماذا عن الوضع الاقتصادى للبنان؟
- نحن نحتاج ١١ مليار دولار لإعادة الإعمار بلبنان حتى لا نفقد وطنا غاليا مثل لبنان، وعاصرنا كثيرا من الحروب، فعلينا أن ننهض سريعا، ورئيس البنك المركزى سبق وصرح بأننا نحتاج لدعم اللبنانيين بأموالهم فى البنوك.
