بالتزامن مع تقارير عن اجتماع بين رؤساء مخابرات الولايات المتحدة، واليابان، وكوريا الجنوبية لمناقشة الأوضاع فيما يتعلق بكوريا الشمالية، قررت بيونج يانج إطلاق صاروخا باليستيا فوق بحر اليابان، ردا على ما قامت الجارة الجنوبية في سبتمبر بدورها باختبار ولأول مرة صاروخ بالستي يطلق من غواصة .
وقال الجيش الكوري الجنوبي إن كوريا الشمالية أطلقت على الأرجح صاروخا باليستيا من غواصة خلال تجربة أجرتها الثلاثاء، هي الأحدث ضمن سلسلة تجارب نفذتها بيونج يانج خلال الأسابيع الماضية، مضيفا أن الصاروخ أطلق من سينبو باتجاه البحر شرق شبه الجزيرة الكورية.
من جانبها، اعتبرت قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادي بالجيش الأمريكي أن ما قامت به كوريا الشمالية عمل يزعزع الاستقرار، إلا أنه "لا يمثل" تهديدا فوريا للولايات المتحدة أو لحلفائها.
وقالت القيادة في بيان "تندد الولايات المتحدة بهذه الأفعال وتطالب بالكفّ عن أي أعمال أخرى تزعزع الاستقرار".
بدوره، قال وزير الدفاع الياباني، نوبو كيشي، الثلاثاء، إن استمرار كوريا الشمالية في إطلاق الصواريخ يشكل تهديدا خطيرا للمجتمع الدولي، بما في ذلك اليابان.
وأضاف كيشي: منذ مايو 2019، أجرت كوريا الشمالية تجارب صاروخية متكررة. والهدف بوضوح هو تحسين تكنولوجيا الصواريخ لديها".
من جهته قال شين بيوم شول الباحث في المعهد الكوري للبحث حول الاستراتيجية الوطنية وفق ما نقلت عنه وكالة رويترز، إن "السبب الجوهري لهذا الاستفزاز من جانب الشمال هو تمسك الولايات المتحدة بموقفها حول المفاوضات".
ورأى شول أن نظام "بيونج يانج يحاول بهذه الطريقة أن يظهر بأنه قادر على أن يكون أكثر استفزازا".
يذكر أن كوريا الشمالية تسعى في الآونة الأخيرة إلى تطوير تقنية إطلاق صواريخ بالستية من غواصات، وسبق لها أن أطلقت صواريخ من تحت الماء. وأجرت مؤخرا عددا من التجارب، شملت صاروخا بعيد المدى وسلاحا يتم إطلاقه من قطار وصاروخا قالت إنه فرط صوتي، ما أثار قلق العديد من الدول.
وخلال معرض مخصص للدفاع نظم الأسبوع الماضي، قدم صاروخ باليستي عابر للقارات كشف عنه العام الماضي خلال عرض عسكري.
ووجه الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون خلال افتتاح المعرض المذكور اتهامات للولايات المتحدة لكونها "السبب الجذري" لعدم الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، معتبرا أنه ليس هناك ما يدعو إلى "الاعتقاد بأنهم غير عدوانيين".
ويأتي إطلاق الصاروخ الجديد ردا على ما قامت الجارة الجنوبية في سبتمبر بدورها باختبار ولأول مرة صاروخ بالستي يطلق من غواصة، لتصبح بذلك من الدول النادرة التي تملك هذه التكنولوجيا المتطورة، وكشفت عن صاروخ كروز فرط صوتي.