تحتفي مصر اليوم بذكرى مولد النبى محمد، ذلك الاحتفال الذي يعد من أفضل الأعمال وأعظم القربات لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي الذي تعتبر محبته أصل من أصول الإيمان.
وقد ذكر الأديب الكبير عباس محمود العقاد في كتابه “ الإسلام دعوة عالمية ” في مقال له بعنوان ماذا لوعاد محمد صلى الله عليه وسلم يذقول فيه : من الأماثيل التي لا تعاد ولا تمل أمثولة الكاتب الروسي “ ديستيفسكي” عن السيد المسيح ومحكمة التفتيشف في قصة الأخوة كرامزوف وخلاصتها أن السيد المسيح عاد إلى الأرض وأخذ في وعظ الشعب وتبشيره بالملكوت ، فأقبلوا عليه واستمعوا له وأوشكوا أن ينفضوا عن وعاظهم ودعاتهم المعهودين ، فأشفق هؤلاء على مكانتهم وأوعزوا إلى رئيس المحكمة التفتيش فأعتقله وتوعده بالمحكامة والحكم عليه لتضليله الشعب والإنحراف به عن تعاليم السيد المسيح وقال له : إن هؤلاء الذين يقبلون عليك اليوم هم أول الثائرين عليك وأسبق المبادرين إلى تنفيذ القضاء فيك .
ويتساءل العقاد ايضا ماذا لو عاد محمد صلى الله عليه وسلم كيف ينتفع المسلمون على أحسن وجوه النفع بعودة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فترة قصيرة من الزمن ؟ .
يضيف العقاد إلى أنه عندما يسألأ نفسه عن هذا يُخطر لها مسائل خمس يرجع فيها كله إلى شخصه الكريم ويغني فيها جوابه فيها الغناء بلا حاجة ولا إختلاط ولا حاجة إلى الإجتهاد أو التأويل من مجتهد أو مقلد وما أشبه الإجتهاد أو التقليد في هذا الزمان وتلك المسائل الخمس هي الأحاديث النبوية ، ومسألة الروايات في قراءة الكتاب المجيد ، ومسألة الخلافة والملك ، ومسألة الرسالة والنبوة بعد خاتم المرسلين ومسألة المذاهب الاجتماعية الحديثة وحكم الإسلام عليها وقول النبي فيها.
فإن عاد النبي صلى الله عليه وسلم وقضى قضاءه في أحكام الإسلام فلا والله لا يعدم الناس من يشكك في كلامه وبيانه وفي ملامح وجهه وعلامات جثمانه ، ولا والله لن يسلس المقاد ممن يلج في العناد ويضيع عليه الجاه أو الغنى بما قضاه الرسول صلى الله عليه وسلم وتلقاه الناس منه بالتسليم والقبول ، غير أنه فيما نحسب ، عناد لا ينفع أصحابه ولا يطمعون في الرجاء منه حتى تفاجأهم الحوادث بالندم عليه وصلى الله على محمد في الولين والآخرين فما هو إلا أن يعود فلا تعز عليه هداية المهتدين ورياضة الذين لا يهتدون فلا يصدون أحدا عن الدنيا ولا عن الدين .